علامَ يُراهن مشرّدو الربيع العربي ، في تركيا؟
على حزب أردوغان : الذي قدّم لهؤلاء المشرّدين ، مالم يقدّمه أحد ، في الدنيا ، من دوَل ، أو حكومات ، أوجمعيات خيرية ، أومؤسّسات دولية !؟
فهل يَشكر هؤلاء المشرّدون : تركيا ، وقيادتها ، وحزبها الذي يحكمها؟
أم يَطلب هؤلاء المشرّدون ، المزيد ، من حماية تركيا ، ورعايتها ، وفضلها؟
أم يحتجّ بعض هؤلاء المشرّدين ، بأن ثمّة أشياء ، لم تقدّمها لهم تركيا ، ممّا يجب عليها: سياسةً ، أو إنسانية ؟
أم يريدون من تركيا ، ما أراده المتنبّي ، ذات يوم ، من زمنه ، حين قال :
فيتفاصح كلّ منهم ، معلّما القادةَ الأتراك ، مالا يعلمونه ، من السياسة والإعلام ، وسواهما!؟
أم يراهن هؤلاء المشرّدون ، على تفكّك الحزب ، وتشرذمه ؟
أم يراهن هؤلاء، على سقوط الحزب ، ومجيء حزب آخر، يقدّم للمشرّدين ، مالمُ يقدّمه الحزب وقائده ؟
أم يراهن هؤلاء ، على المعارضة الداخلية ، المتربّصة به ، وعلى رأسها :
الحزب الجمهوري ، الذي ترأسه عناصر، لا تريد خيراً ، بالمعارضات العربية ، عامّة ، والسورية ، خاصّة بل تهدّدهم بالترحيل ، والتسفير إلى دولهم .. ونحوذلك ؟
ومن هذه المعارضة المتربّصة : القوى الكردية الشاذّة ، عن النسيج الكردي ، عامّة ، والمتعاونة مع الحزب الجمهوري ، بشك واضح وقويّ ومعلن !
أم يراهن هؤلاء ، على القوى الخارجية ، وأبرزها : أمريكا التي لاتخفي عداءها ، لأردوغان وحزبه ، والتي لها مطامح لا تخفيها ، بإزالة الحزب وقائده ، من الوجود ! وقد ثبت ، بالأدلّة القاطعة ، تعاونها وتنسيقها ، مع المتآمرين ، ضدّ أردوغان وحزبه ، في الانقلاب الدموي ، في تمّوز، /عام 2016/ ، وماتزال تحمي مدبّر الانقلاب ، وتؤويه عندها ، في ولاية كاليفورنيا ! وقد تحوّلت قاعدتها، في إنجرليك التركية ، وكراً للتآمر، وتدبير الانقلاب المذكور!
فليدعم كلٌّ رهانَه!
المراهنون على الحزب وقيادته ، يجب عليهم - عقلاً وسياسة ، وخُلقاً وإنسانية - أن يقدّموا كلّ مايقدرون عليه ، من دعم ، للحزب وقائده ، على كلّ مستوى مادّي ومعنوي: سياسياً ، وإعلامياً .. وعلى سائر المستويات !
أمّا المراهنون ، على تفكّك الحزب ، أو سقوطه .. فلا يحتاجون إلى توصية ، من أحد ، للعمل على إسقاطه ؛ فهم دائبون على ذلك ، ليلاً ، ونهاراً !
إن المراهنين ، على سقوط أردوغان وحزبه ، معذورون ، من منطلقاتهم النفسية والفكرية ؛ فهم يكنّون عداء ، منقطع النظير، لهذا الحزب وقيادته ؛ لارتباطاتهم ، بالقوى الدولية ، المناوئة للحزب وقيادته ، من ناحية .. و لحقدهم ، من ناحية ثانية ، على مايمثّله الحزب وقائده ، من طموحات وتطلّعات ، لتركيا ، خاصّة ، وللأمّة ، عامّة ! فالمعركة ، من وجهة نظرهم ، معركة مصير، بكلّ ماتحمله الكلمة ، من معنى!
فهل ينظر الآخرون ، مشرّدو الربيع العربي ، بمنظار أخر مختلف ، إلى أردوغان وحزبه؛ فيوجب عليهم منظارهم هذا ، العملَ ، بما يقتضيه العقل والخُلق ، والإنسانية ، والمصير المشترك ، مع الحزب وقيادته ، عامّة ، وما يمثّلانه ، لتركيا ، خاصّة .. ولمشرّدي العرب، الذين ضاقت بهم أوطانهم ، فصارت تركيا ، هي الوطن الوحيد ، لهم ، في ظروفهم البائسة القاسية !؟
وسوم: العدد 835