عودة الفرس إلى بلاد الشام والجزيرة العربية
محمد هيثم عياش
برلين /24/03/2015/ كان الفرس والروم في أوقات غابرة من أقوى دول الأرض، وكان يكون بينهما من الحروب والقتال ما يكون بين الدول المتوازنة. وكان الفرس مشركين يعبدون النار، وكان الروم أهل كتاب ينتسبون إلى التوراة والإنجيل وهم أقرب إلى المسلمين من الفرس فكان المؤمنون يحبون غلبتهم وظهورهم على الفرس، وكان المشركون -لاشتراكهم والفرس في الشرك- يحبون ظهور الفرس على الروم. فظهر الفرس على الروم في معركة قرب القدس فاستولوا على بيت المقدس وكان ذلك في عام 614 ميلادية اي حوالي 3 للبعثة النبوية فغلبوهم غلبا لم يحط بملكهم بل بأدنى أرضهم، ففرح بذلك مشركو مكة وحزن المسلمون، فأخبرهم اللّه ووعدهم أن الروم ستغلب الفرس.خلال بضع سنين / الم غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون فِي بِضْعِ سِنِينَ } تسع أو ثمان ونحو ذلك مما لا يزيد على العشر، ولا ينقص عن الثلاث، وأن غلبة الفرس للروم ثم غلبة الروم للفرس كل ذلك بمشيئة الله تعالى وقدره ولهذا قال: { لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ } فليس الغلبة والنصر لمجرد وجود الأسباب، وإنما هي لا بد أن يقترن بها القضاء والقدر.. وقد غلب الروم الفرس في يوم واقعة بدر الكبرى كما يجزم بذلك أكثر اصحاب السيرة النبوية ومنهم من قال انه تم ذلك يوم الحديبية فلما نزلت هذه الآيات التي فيها هذا الوعد صدق بها المسلمون، وكفر بها المشركون حتى تراهن سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه مع أمية بن خلف على مدة سنين عينوها، فلما جاء الأجل الذي ضربه اللّه انتصر الروم على الفرس وأجلوهم من بلادهم التي أخذوها منهم وتحقق وعد اللّه.. وقد قال احد الصحابة رضي الله عنهم عبد الله بن خميس شهدت غلبة الفرس الروم وغلبة الروم الفرس وغلبة المسلمين الروم والفرس وكل ذلك في بضع سنين .
يذكر تاريخ العرب قبل الاسلام ان ملك اليمن سيف بن ذي يزن استعان بالروم على الاحباش الذين احتلوا بلاده في فترة ما فلما لم يسعقه ملك الروم لجأ الى الفرس الذين وجدوا باستعانة ذو يزن بهم فرصتهم السانحة لبسط سيطرتهم على جزيرة العرب فانجدوه وبقي الفرس باليمن واعتنق ابناءهم الاسلام . الا أن فرس ذلك الزمن مخالف تماما فقد استعربوا وكان اسلامهم صحيحا وقتل احد الصحابة وهاسمه فيروز الاسود العنسي الذي ادعى النبوة ، أما أيران ايران الفارسية التي تزعم بانها زعيمة الشيعة بالعالم فتختلف تماما عن ابناء الفرس الذين اعتنقوا الاسلام . فمنذ عهد شاه ايران السابق رضا بهلوي وهي تتطلع لاحتلال شبه الجزيرة العربية وكانت اول خطواتها احتلال ثلاثة جزر تعتبر من أراضي دولة الامرات العربية المتحدة وتسعى منذ ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / فرض سيطرتها على البحرين من خلال دعمها للشيعة الذين اصبحوا بضربة معلم وذلك جراء تسهيل البحرين اعطاء الجنسية للايرانيين وغيرهم الامر الذي اصبح الاكثرية اقلية والاقلية اكثرية ، ولما فشلت قامت رأت باليمن الدولة الفاشلة بغيتها التي تستطيع الوصول عبرها الى الجزيرة العربية من جديد وذلك بدعم حركة الحوثيين وغيرهم مستغلين بذلك العنف وتحالف المجتمع الدولي ضد ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / .
وعلى حسب رأي خبير منطقة الشرق الاوسط من معهد بحوث السلام والحرب في جامعة بيليفلد هانس بيتر كلاوزيه خلال مناقشة مركز برلين العلمي هذا اليوم الثلاثاء 24 آذار/مارس الوضع في اليمن ، ان ايران تريد الاحتكاك بشكل مباشر مع السعودية التي تعتبر زعيمة أهل السنة في العالم الاسلامي وان تتقاسم معها رعاية الحرمين الشريفين واذا لم ينتبه العالم الى خطر ايران على منطقة الشرق الاوسط برمته فالخطر سيدق ابواب اوروبا فايران الفارسية تطمع بالاستيلاء على اوروبا بعد ان فشل أجدادها الفرس بذلك .
وعزت خبيرة الشرق الاوسط من جامعة برلين الحرة فريدريكيه شفارتس قوة الحوثيين وبروزهم على الساحة اليمينة بقوة جراء سيطرتهم على المدن الكبيرة بتلك الدولة صنعاء وتعز ومحاولتهم الان السيطرة على عدن الى عدم مبالاة المجتمع الدولي بالوضع بتلك الدولة فالرئيس السابق علي عبد الله صالح استعان بايران للعودة الى السلطة من جديد بدعم من دولة بالخليج العربي تزاحم السعودية وقطر على زعامة منطقة الخليج العربي وبالتالي فان المجتمع الدولي لم يقدم اي مساعدات تذكر الى اليمنيين الذين أطاحوا بصالح ولم يهتموا بمعاناة شعب تلك الدولة من الفقر والبطالة وغير ذلك فانتفاضة ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / يريد الغرب إفشالها علما انها لو استطاعت تحقيق أهدأفها لكان إحلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط والعالم ممكنا مؤكدة ان الحوثيين الشيعة لا يقلون وحشية وإجراما عن تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / .
منطقة الخليج العربي تعيش في نذر حرب جديدة مع ايران بدعم من واشنطن وموسكو على حد سواء فالاتفاق الذي تم في وقت سابق من اواخر عام 2013 بين واشنطن وطهران الذي يكمن موافقة طهران وقفها تخصيبها اليورانيوم تم لاعطاء طهران الفرصة للتدخل بمنطقة الخليج العربي بشكل سافر مقابل الصمت الامريكي على حسب رأي وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالمانية لشئون الشرق الاوسط والخليج العربي لودجر فولمر الذي طالب الحكومة الالمانية الاهتمام بالوضع باليمين من جديد والسعي للمصالحة الوطنية قبل ان يتم تقسيم تلك الدولة من جديد معربا بالوقت نفسه عن رأيه ضرورة تقديم علي عبد الله صالح الى محكمة الجزاء الدولية كمجرم حرب يقف وراء تدمير بلاده على حد أقوالهم .