همسة لأصحاب منهج التبديع
وفي رأي أنه يجب علاج اصول التفكير والاستدلال وكيف يتعامل مع النصوص؟
هل حسب قواعد الاصوليين الكتاب والسنة والاجماع والقياس التي اجمعت الامة على الاتفاق عليها.
أم منهج التبديع والتضليل وارهاب الناس حتى في التفكير باسم البدعة المسلطة على رقاب الناس؟!!!.
ولا بد من همسة لاصحاب منهج التبديع لكل شيء يفعله المسلمون من المبحات التي تستند (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ) (وعليكم بالسواد الأعظم) لا يروق لمنهجهم :
1- أن حكم التبديع بحد ذاته ادعاء صاحبه الالوهية في التشريع من حيث لا يشعر لأنه توقيع عن رب العالمين في الحكم واقرأ حادثة عدي بن حاتم عندما جاء مسلما فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم يتلوا قوله تعالى : (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) فقال عدي بن حاتم : يارسول الله ما عبدوهم؟!، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( بلى لقد أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فتلك عبادتهم إياهم ) فمن حرم حلالا بدون نص فقد أصبح لله نداً والعياذ بالله تعالى.
2) ونقطة ثانية مهمة في المنهج وهي: من يقول لا يجوز عليه هو أن يأتي بالدليل النصي من القرآن والسنة بالتحريم لأن التحريم والمكروه تحريما هو الذي يحتاج الى دليل نصي في المسألة، أو أن يقيس على محرم.
والمباح لا يحرم إلا اذا وجد في أجزائه شيء محرم فيحرم لوجود ذلك المحرم فاذا زال ذلك المحرم زال التحريم عن الباقي.
3) وفي المنهج ايضا: لا يقال لكل أمر ولكل حكم انه عبادة والعبادة توقيفية فيحرم من مخه وعقله بهذه السهولة، لأن العبادة مقيدة كالفرائض ومطلقة كالنوافل ومباحة كالامور الحياتية وكل شيء هو عبادة فالاكل والشرب والنوم كلها عبادات مطلقة وما يستجد في الحياة من مستجدات، والمسلم خلال اليوم والليلة في عبادة مقيدة ومطلقة وقال العلماء: تتغير العادات الى عبادات بشرط النية.
4) وفي المنهج أيضا: أنه لا يجوز التصدي للكتاب والسنة بدون الرجوع الى كلام الفقهاء والعلماء الاختص في علومهم، وماذا قالوا في المسألة؟ عملا بما اورده ابن القيم عن احمد بن حنبل:
(لا تفتي في مسألة ليس لك فيها امام
(وعلى المجتهد ان يراجع اقوال من سبقوه ) او كما قال.
وأما ضرب ذلك عرض الحائط واتباع المعاصرين وترك الأئمة ومذاهبهم فهذا لا تعرفه الامة عبر تاريخها .
5) وفي المنهج أيضاً: الخلط بين المجمل الذي ورد فيه نص والمباح الذي لا نص فيه.
فالمجمل هو الذي يحتاج الى بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم (لتبين للناس) وقد فعل بقوله: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (خذوا عني مناسككم) وحدد مقادير الزكاة وهكذا .
أما المباح فحكمه (وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان) فهو رحمة للبشرية ودائرته كبيرة جدا فلا يجوز التحريم به باسم البدعة أو فهو رد وإنما ينظر الى اجزائه فان وجد فيه محرم فيحرم والا فلا
نحو شراب جديد ينظر هل فيه مسكر او شحم الخنزير أو أي شي ثبت تحريمه ؟ فاذا وجد فيحرم والا فلا.
فاذا تم الاتنفاق على هذا فنمضي في معالجة أي مسألة والا فهناك عبث كبير في التحريم يسأل عنه يوم القيامة صاحبه.
والله اعلم
وسوم: العدد 838