هل الرسم اصطلاحي ام توقيفي؟
هنا مسألتان
لا تلازم بينهما
هل الرسم اصطلاحي ام توقيفي؟
هل يجوز تغيير الرسم عما كان عليه في الكتبة الاولى؟
والرسم اصطلاحي، بمعنى
ان كتّاب الوحي كتبوا المصحف كما تعلموا الكتابة من قبل،
ولم يعلمهم النبي كتابة خاصة بالقرآن
وهذه المسالة
لم تذكر في الاتقان
ولا في غيره من قبله
بل هم متفقون من حيث الاستدلال على انه اصطلاحي
فكل العلماء يذكرون حديث البخاري وغيره
من قول عثمان للّجْنة الرباعية:
اذا اختلفتم فاكتبوه بلسان قريش
فانما نزل القرآن بلغتهم
وهذا يدل على ان الرسم اصطلاحي
وايضا كتب القرءات وعلوم القرآن وغيرها
يذكرون تعليل كتابة الصلوة والزكوة بالواو
ان اهل الحجاز تعلموا الخط من اهل الحيرة، وهؤلاء كانوا ينحون بالالف فيهما نحو الواو
وهذا يدل على ان الرسم اصطلاحي
فالاتقان للسيرط وغيره من قبله قرون طويلة
لم ينصب احد منهم الخلاف في كون الرسم اصطلاحي ام توقيفي (بالمعنى الذي ذكرناه)
وانما هو شيء اخترعه المتاخرون جدا
ربما منذ مئتي سنة او اكثر
وسبب الوهم
ظنهم التلازم بين هذه المسالة ومسالة هل يجوز كتابة المصحف بخط مستحدث
فالجمهور هنا قالوا:
لا يجوز،
والتعليل، ليس لأنه توقيفي،
بل سدا للاختلاف،
فتوهم بعض المتأخرين جدا، واخترع الخلاف في مسالة الرسم، وان الجمهور على انه توقيفي!
وهذا خلط بين مسالتين
فالمسالة الاولى
الرسم اصطلاحي جزما
بمعنى ان كتّاب الوحي كتبوا المصحف كما كانوا يكتبون الرسائل وغيرها،
ولم يعلمهم النبي كتابة خاصة بالمصحف تختلف عن كتابتهم للرسائل مثلا
وهذا بديهي
اذ لم يرد شيء من ذلك،
بل كيف يمكن للنبي الامي ان يعمل دورة خط خاصة لكتّاب الوحي،
بل كان النبي يسال: من يعرف الكتابة؟
فوجد زيدا وغيره يعرفون، فأمرهم بكتابة الآيات،
فكتبوا كما تعلموا الخط من قبل
والمسالة الثانية
هل يجوز كتابة المصحف بغير الكتبة الاولى؟
الجمهور: لا يجوز،
حفاظا على القرآن
وسوم: العدد 838