قضايا فؤاد البنا 838
وفقا لإحصاءات قام بها باحثون غربيون، بلغت المساحة التي احتلتها بريطانيا في أوج عظمتها أكثر من مائة وأربعين ضعفا لمساحتها، وبلغت مستعمرات بلجيكا ثمانين ضعفا، وبلغت في هولندا ستين ضعفا، وفي فرنسا عشرين ضعفا، وفي البرتغال اثنين وعشرين ضعفا. فلماذا نجحت هذه البلدان الأوروبية كل هذا النجاح على حساب أمم وشعوب عديدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا واستراليا؟ بالطبع يعيد المتعصبون الغربيون الأمر إلى التفوق العرقي للرجل الأبيض وإلى ثقافته التي يتم فرضها الآن على شعوب العالم قاطبة تحت دعاوى العولمة. ولا شك بأن الأمر يعود إلى الفاعلية العالية التي امتاز بها الغربيون في العصر الحديث وتمتاز بها كل أمة في عصر نهوضها الحضاري، والفاعلية هي ثمرة للكثير من القوانين والقيم الحضارية وعلى رأسها الأخذ بكافة الأسباب واستثمار سائر السُّنَن في إنجاز وإنجاح التقدم نحو عمارة الأرض وصناعة الحياة.
**************************************
من أغرب الأمور في تأريخ العالم محاولة الأباطرة السيطرة على الدينين السماويين العالميين، فقد نجح (الرومان) في السيطرة على (المسيحية) حتى بدا للمعاصرين كأنها ديانة (بيضاء) ذات عينين زرقاوين. وحاول (الفرس) القيام بذات الأمر من خلال تأميم (الإسلام) وإظهاره كأنه دين فارسي (ذو عمامة سوداء)، وباسم التشيّع لمن يسمونهم ب (آل البيت)، ورغم فشل المحاولات المتواصلة منذ آخر عصر الخلفاء الراشدين، فإن عصرنا يشهد محاولة قوية وبتأييد قوى محلية ساذجة، وبمساعدة ممنهجة وشديدة المكر من أتباع الروم الذين أمّموا المسيحية!
**************************************
**************************************
**************************************
**************************************
**************************************
**************************************
وسوم: العدد 838