"السلفية" على الطريقة الأمريكية
قد يستغرب البعض من العنوان أعلاه ولكنه واقع مُر نعيشه، نخجل والله منه، ولا نحب الكتابة عنه ولكن لله المشتكى ..
نعم سلفية باثواب قصيرة ولحى طويلة ولكن اشكالهم اشكال السلف وعقولهم تدار من واشنطن.
ربما قرأنا عن بعض الطرق الصوفية المنحرفة التي كانت تمتهن العمالة للمحتل وكذلك قرأنا عن المرجئة وذلك الرجل الذي كان يقود فرس هولاكو حين دخوله بغداد وعندما سألوه كيف تكون دليلا لعدوك قال بكل صفاقة ((ذلك قدر الله علينا ))!! ..
اليوم تعود التيارات المصنوعة بخامات امريكية او غربية للعودة من جديد ولكن هذه المرة تعود بالعزف على وتر "السلفية"
هل سمعتم يوما ان منهج السلف هو منهج يقود الناس الى ساحات الذل والعبودية بمُبرر طاعة ولي الامر !
هل سمعتم ان ابن تيمية طأطأ رأسه للمغول بحجة ان لا طاقة لنا بهولاكو وجنده !
هل سمتعم ان ابن حنبل تنازل عن قوله بعدم خلق القرآن مقابل دنانير معدودة او لأن واجب الوقت يدعو للتنازُل للمُتغلّب وزبانيته !!
لم يكن ليحدث هذا سابقا ولكن اليوم يحدث وبكل جرأة ووقاحة والمُبررات جاهزة وعمليات ( ليّ أعناق النصوص ) على قدم وساق .
سلفي يدّعي اتّباع ابن تيمية وهو يبرر للسيسي قتل المسلمين العزل بحجة انهم خوارج.
ومجموعة من المجرمين المداخلة في ليبيبا يعيثون في الارض فسادا ويقتلون الناس بدم بارد بحجة انهم خوارج !
ومن لم يستطع منهم ان يمد يده للقتل فباب الطعن بالعلماء وتبديع الناس والسب مفتوح لكل جاهل او صاحب مرض نفسي !
ثم يتبجح بعد ذلك ويقول لك هذا منهج السلف الصالح !!
فعلا اننا نعيش في زمان قُلبت فيه الموازين وانتكست في المفاهيم !
بل اكثر من ذلك يقول احد الدعاة في اوروبا: ندعو الناس الى الاسلام ولا تكاد تكسب رجلا الى الدين حتى يتلقفه هولاء الغلاة فيبدأون بتلقينه افكارهم المريضة .
ويبدأ يتكلم لك عن المنهج السلفي ويطعن في كبار العلماء وهذا مميع وهذا ضال وهذا قطبي ووو .
هل تعلمون ما الهدف المخابراتي من وراء ذلك ؟
كلنا نعلم ان العلماء والدعاة الربانيين هم ادوات الاصلاح في المجتمع ولذلك خطط الغرب لاستهدافهم وتسقيطهم ولكن لو خرج للمسلمين مسؤول غربي وشتم في العلماء لاشك ان المسلمين لن يصدقوه ولذلك من هنا بدأ العمل على انشاء تيارات متطرفة مثل المداخلة والجامية حتى يقوموا بالمهمة نيابة عنهم، وفعلا تم الامر لهم .
وتم استغلال جهل الشباب وحبهم للدين لكسبهم في هذه التيارات بحجة طلب العلم عند من يسمونهم بالعلامة وناصر السنة وغيرها من الشعارات البراقة وما اسهل استغلال العواطف تحت تلك الشعارات وقد جرب الغرب ذلك الامر حينما انشأ تيارات تحت شعار الجهاد لذبح المسلمين !!
ومن جهة اخرى تقوم هذه التيارات بتقديس الحكام مهما صدر منهم من عداء للاسلام والمسلمين حتى تثبت عروش الطغاة باسم الاسلام .
وبهذا تحقق لاعداء الدين مهمتين رئيستين وهما اسقاط المصلحين وتثبيت عروش الطغاة والظالمين وكل هذا باسم ( السلف والسلفية )، البراء من ذلك .
لهذا يجب علينا التحذير الدائم من هذه الافكار سواء ما كان منها في جانب الغلو بالتكفير والقتل او التبديع والتسقيط والتفسيق وغيرهما لانها تشكل خطورة على الدين وتقوض مفاهيم الاسلام بل وتضرب منظومة القيم والاخلاق الاسلامية.
ملاحظة :: منشوري واضح الكلام لا تأويل فيه في الدفاع عن السلف الصالح والذبّ عن العلماء والدعاة ومحاربة هذه الافكار السقيمة ومن يفهم المنشور بغير ما بينته ويفهمه بعقله بشكل اخر فاعتقد هذه مشكلته وليست مشكلتي وقبل ذلك فكتاب الله لم يسلم من التأويل المنحرف فكيف بكلام الجارية الفقيرة أمام الله ...
وسوم: العدد 838