هل الضعف الشديد ، في الامّة ، يُسقط عنها التكليف ؟
أشكال الضعف:( مالي.. بدني..عقلي..خلقي/ سياسي، عسكري، أمني، علمي، اقتصادي..)!
ضعف الافراد !
التكليفات الفردية:
تَسقط التكليفات الفردية ، كلّها، عن الطفل والمجنون ، وعمّن أصيب بعجز، أو مرض أفقده قدراته ، كلّها ، البدنية والذهنية ؛ فما عاد يستطيع فعل شيء ، بدنياً ، وإن استطاع بدنياً ، خذلته قواه الذهنية !
وتَسقط بعض التكليفات الدينية ، عن بعض الأفراد : كسقوط واجب الصوم ، عن المريض، غير القادر عليه .. وسقوط واجب الحجّ ، عمّن لايستطيع إليه سبيلاً ، وسقوط واجب الزكاة ، عمّن لايملك النصاب ، وسقوط واجب الجهاد العيني ، عن المريض والأعمى والأعرج.. ونحو ذلك!
كما تسقط بعض التكليفات الدنيوية ، عن الأفراد غير القادرين عليها ، بدنياً، أو عقلياً ، أو نحو ذلك !
ضعف القبائل : القبيلة تكتّل بشري ، يضمّ مجموعة ، من الأفراد ، يتفاوتون : وعياً ، وثقافة، وأخلاقاً ، وأعماراً !
وكلما كثر الأقوياء ، في القبيلة : بدنياً ، وعقلياً ، وخلقياً .. ازدادت قوّتها ! بَيدَ أن قوّة القبيلة، تضاف إليها عناصر، لاتدخل في قوّة الفرد ، وأهمّها : عنصر القيادة ، أو الزعامة .. وعنصر التأثّر والتأثير، المتبادلَين ، بين أبناء القبيلة ، قيادة وأفراداً ؛ من حيث القوّة والضعف ، في سائر المجالات ، المشتركة بين أبناء القبيلة !
ضعف الأحزاب: الحزب تجمّع بشري اختياري، يقوم على أفكار ومناهج ، واقتناعات مشتركة، بين أفراد الحزب ! وهو يختلف ، بهذا ، كلّه ، عن القبيلة ، التي ليس لديها التزام ، بشيء منه! وقوّة كلّ عنصر، من العناصر المذكورة ، في الحزب ، تقوّيه ، وتساعده ، في تحقيق مصالحه ، التي يسعى إلى تحقيقها!
ولما كان الشعب - أيّ شعب- مكوّناً ، من مجموعات ، من : الأفراد والقبائل والأحزاب ، مضافاً إليها المؤسّسات ، التي تضبط حركة هذه العناصر، كلّها ، وتضعها في إطار دولة.. ولمّا كانت مجموعة الشعوب المسلمة، تشكّل– نظرياً- أمّة الإسلام، التي تربطها عقيدة واحدة.. لمّا كان ذلك ، كذلك .. وجب النظر، إلى ضعف الأمّة ، بهذا المنظار!
أنواع الضعف في الأمّة ، المتجلّي في شعوبها الضعيفة:
الضعف الموروث ، عن حقب سابقة متوالية ..!
استغلال الأعداء، للضعف ، يؤدّي إلى ضعف جديد !
إحكام القيود الخارجية على الأمّة :
عبر الحكّام ، المرتبطين بالقوى الخارجية !
وعبر العملاء: المباشرين وغير المباشرين، من(مهووسين بالفكر الأجنبي– ضعاف الخلق-)!
وعبر التدخّلات الأجنبية المباشرة : المالية ، والسياسية ، والأمنية ، والعسكرية..!
ويبقى السؤال المطروح ، آنفاً ، ينتظر الجواب ! أمّا الجواب المبدئي فهو: لا ؛ الأمّة لايسقط عنها التكليف ، ولا عن أيّ من شعوبها؛ لأن حالها ، وحال كلّ من شعوبها ، يختلف ، عن حال الأفراد ! فإذا كانت أسباب الضعف كثيرة ، فأسباب القوّة ، الكامنة في كيان الأمّة ، وفي كيان كلّ شعب من شعوبها ، كثيرة ، كذلك! وكلّ فرد من أفرادها العقلاء، مكلّف بتلمّس أسباب القوّة، وبصناعة ما يستطيع صناعته منها! وكلّ حزب من أحزابها ، مكلّف ، كذلك ، بتلمّس أسباب القوّة ، ومحاربة أنواع الضعف فيها! وكلّ قبيلة من قبائلها، مكلّفة ، كذلك، بتلمّس أسباب القوّة، ومحاربة أنواع الضعف ! وكلٌّ بحسب استطاعته ! ولا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعَها.
وسوم: العدد 838