حول لقاء اردوغان - بوتين
تحليل المختص بالشؤون التركية الدكتور سعيد الحاج:
لم يخرج من لقاء اردوغان - بوتين اليوم أي اتفاق واضح ومعلن بخصوص إدلب:
١) تحدث كل منهما من زاوية نظر مختلفة. ركز اردوغان على انتهاكات النظام والأزمة الإنسانية بينما تحدث بوتين عن "الإرهاب" واستقرار إدلب، ربط اردوغان تنفيذ بلاده لالتزاماتها في إدلب بوقف النظام لعملياته العسكرية، حديث بوتين عن "اتفاقه مع اردوغان على مكافحة الإرهاب" بقي دون إقرار من اردوغان.
٢) لم يتفق الطرفان في الإطار الرئيس على هدنة أو تثبيت وقف إطلاق نار في إدلب، لكن ذلك لا يمنع أن يكونا تحدثا في - واتفقا على - بعض التفاصيل، مثل تأمين سلامة الجنود الأتراك في نقاط المراقبة العسكرية وفتح الطرق الدولية وزيادة تركيا من جهودها في تنفيذ اتفاق سوتشي...الخ.
٣) يعني ذلك أن تقدم النظام ميدانياً مرشح للاستمرار في غياب أي مؤشرات لرغبة روسيا في ضبطه. لكن لن يكون مستبعداً - شخصياً أتوقع ذلك - أن يلجأ الروس لتبريد الجبهة بشكل مؤقت وغير معلن على الأقل حتى القمة الثلاثية في أنقرة في ١٦ أيلول..
٤) حديث بوتين واردوغان عن طائرات سوخوي٥٧ لا يعني أن تركيا مهتمة حالياً بشكل عملي بشراء الطائرة، وإنما هي رسالة تركية للولايات المتحدة - إلى جانب الجهود الدبلوماسية والتواصل المباشر - بأن أنقرة لديها بدائلها، والهدف الرئيس من ذلك الإبقاء على حظوظها وحقوقها كأحد شركاء مشروع F35، وليس العكس. ولن تبدي تركيا اهتماماً "حقيقياً عملياً" بالتفاوض مع موسكو بخصوص الطائرة إلا إذا/حين تستبعد من المشروع الأمريكي.
٥) في تقييم زيارة اردوغان ينبغي - برأيي - التفريق بين ثلاثة مستويات:
أ- *مستوى العلاقات التركية - الروسية* بشكل عام، وهذه جيدة ومستمرة في التطور وهناك رغبة لدى الطرفين في ذلك وحرص منهما عليها.
ب- *مستوى التفاهمات التركية - الروسية* في سورية، مسار أستانا بشكل عام، وهذه تعرضت لهزة نسبية، لكن لن يغامر الطرفان بخسارتها أو الإضرار بها بشكل عميق، فقد حققت لكليهما مكاسب لا يمكن الاستهانة بها.
ج- *مستوى التفاهمات بخصوص إدلب*، في مقدمتها اتفاق سوتشي، وهذه تعرضت لهزة كبيرة ولم يتفق الطرفان بخصوصها اليوم ولا يبدوان مرشحين للاتفاق حولها قريباً.
وسوم: العدد 839