خان شيخون اليوم بثقل حلب يوم سُلمت حلب ..
إدلب وريفها اليوم هي أحدنا فلا تكشفوه
خان شيخون اليوم ، وكل ظل شجرة ، أو موقع حجرة ، في الشمال السوري المحرر اليوم هو بالثقل الاستراتيجي لحلب يوم سُلمت حلب . وللغوطة يوم سُلمت الغوطة ولحوران يوم غفلوا عن حوران . لا أتكلم عن الشمال السوري أجمع ولكن أتكلم عن كل فهر فيه - والفهر في لغة العرب حجر يملأ الكف -
فموضع السوط من هذه المنطقة الحرة المحررة له اليوم قيمته الاستراتيجية ، وإشاراته الدالة على ما يمكن أن يكون . علما أن القيمة الاستراتيجية لأي موقع على الأرض لا تقاس بالمساحة ولا بالعمران ولا بعدد السكان ، وقد كان لقمة أحد التي كشفها الرماة يوم أحد من دورها ما كان ، وهي قمة خالية جرداء .
وحين نتحدث عن " خان شيخون " البلدة الحبيبة القريبة الصامدة المقاومة ، التي كانت ضحية لمجزرة كيماوية رهيبة منذ نحو عامين ، يمكن أن ندبج في تحليل أهميتها ومغزى التركيز عليها ، والأثر المترتب على فقدانها - لا سمح الله - الكثير من التقارير والبيانات . ويمكن أن ننظم في بطولات أهلها وصبرهم وثباتهم أروع المعلقات . وما يقال عن خان شيخون يقال مثله وأمثاله عن كل ذرة تراب في كل إدلب الخضراء ، التي أصبحت اليوم بحاضرتها وريفها عُقر دار الثورة والثوار .
وفي الوقت الذي يمضي فيه بوتين وحلفاؤه الحقيقيون - وليس الصوريين - في سورية إلى غايتهم فإننا ما زلنا نلحظ على الطرف الآخر من المشهد ضبابا وترددا واضطرابا وحيرة وقلة يقين ..!!
الفصائل الثورية في موقفها التعبوي ، وفي إرادة الحفاظ عند القائمين على أمرها قد عاهدت ووفت ، وما تزال تعبر يوما بعد يوم عن وفاء بالدفع بالمزيد من التضحيات نسأل الله لكل الأبطال الشرفاء الثبات والنصر والتمكين ..
المواقف السياسية للجهات المعبرة عن الثورة السورية ما تزال عاجزة عن اللحاق بغبار الثوار . إذ لا موقف سياسيا على كل المستويات يكافئ حجم المعركة المفروضة على السوريين ، بل على ثورتهم في معقلها الأخير .
كأن القائمين على الأمر لا يدركون الواقع ولا يدركون الأبعاد ولا يستشرفون النتائج . وقد قال المستعصم يوما : إن التتار لن يبخلوا عليّ ببغداد ، فوضعه التتار في كيس وداسوه بالأقدام ,,,
وفي حين يتحدث البعض عن المنطقة الآمنة ، وعن غرفة عمليات مشتركة مع الولايات المتحدة لتحقيقها ..تطرح خان شيخون والسيناريو البوتيني الذي يدور حولها السؤال بجدية ملحة حول مصير إحدى عشرة نقطة مراقبة تركية ، سيكون مصيرها معلقا على ما بعد ..كل العقلاء الحكماء الشجعان يرفضون الذهاب إلى الحرب ولكنهم عندما تفرض الحرب يحاربون وينتصرون ..
منطقة خفض التصعيد الرابعة - إدلب وما حولها - ستكون امتحان مصداقية حادا للتحالف الروسي - التركي الذي علم الجميع أنه تحالف متعة دفع السوريون من مهره أكثر من الكثير ..وحين يتساءل بعض المحللين الأتراك اليوم عن مصير نقاط المراقبة التركية الإحدى عشر وهو تساؤل جاد ومشروع وحقيق ..
أراني أتساءل عن مصير سبعة ملايين إنسان وعن أمثالهم من شجر التين والزيتون ..؟!
قال عمر : ليت أم عمر لم تلد عمرَ .. فماذا يقول المُسَنَدون ؟!
وسوم: العدد 839