في محاضرة المنظمة: د. مانو يدعو إلى نقد ذاتي لتحري أسباب ظاهرة الخوف من الإسلام
جدة، 16 سبتمبر 2019
قال الأستاذ الدكتور قطب مصطفى مانو، الوزير المكلف بالشؤون الدبلوماسية والمستشار الدبلوماسي لفخامة رئيس جمهورية غينيا، إن "الخوف من الإسلام" أو رهاب الإسلام هو منوط بالمسلمين وسلوكياتهم وكيف يقدمون - بشكل فردي - هذا الدين الحنيف الذي لم يتضمن في نصوصه ما يدعو إلى سفك الدماء.
وفي سلسلة محاضرات منظمة التعاون الإسلامي، تناول الدكتور مانو موضوع: (ثقافة الخوف من الإسلام، وثقافة الخوف على الإسلام، ضمن رؤية نقدية)، أظهر فيها ضرورة العمل أكثر على نقد ذاتي يجلو الحقيقة لافتا إلى أنه كيف يمكن أن يؤدي "الخوف على الإسلام" في نهاية المطاف إلى تصدير خطاب سلبي من قبل مسلمين أو جماعات مضللة، ما يسفر عن ظاهرة "الخوف من الإسلام".
وفي المحاضرة التي أدارها الدكتور عبد الله بن موسى الطاير، مدير عام ديوان أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وكبير مستشاريه، في مقر المنظمة، اليوم 16 سبتمبر 2019، شرح الدكتور مانو تعريفات عديدة لـ "الخوف"، موضحا أنه "سلوك ناجم عن إحساس بوجود خطر"، وأشار إلى أن هناك "خوفان"؛ الأول منطقي، والثاني لا يمكن اعتباره خوفا طبيعيا، وهو ما عرّفه بظاهرة الخوف من الإسلام التي تنتشر في الغرب وأجزاء مختلفة من العالم.
وبيّن الدكتور مانو أن العنف الناجم عن جماعات متطرفة وإرهابية في أقصى درجاتها تجليا، بالإضافة إلى سلوكيات بعض الأفراد من المسلمين المقيمين في دول غير مسلمة أو حتى المسلمين في بلدانهم، كنماذج فردية - سلبية لا تحترم الأخلاقيات العامة فضلا عن الحد الأدنى من متطلبات العلاقات الاجتماعية مثل الكذب والغش والفوضى، كلها مظاهر تنقل للغرب وغيره نماذج سلبية عن المسلمين، وتكون لدى الآخر انطباعا زائفا عما هو عليه الإسلام.
وبعد أن نفى الدكتور مانو – جملة وتفصيلا – أية علاقة بين النص في الدين الإسلامي الحنيف، والسلوكيات السلبية لدى بعض أتباع هذا الدين، ذهب إلى القول إن ثمة خطابا مشوها جرى نقله إلى الغرب، مفاده أن الإسلام يحض على العنف وسفك الدماء.
وقال الدكتور مانو إن مهمة تحقيق العدل وتطبيق القانون وشن الحروب هي من مسؤولية الحاكم نصا وعرفا في الدين الإسلامي، ولا يجوز للأفراد المبادرة باجتهادات تتضمن معاقبة الآخرين أو إعلان الحروب، مبينا أن القيام بذلك يعد مخالفة واضحة للنص، وجرما وخطيئة يعاقب عليها الله سبحانه وتعالى كل من يقترفها باسم الدين.
وأوضح أن الإسلام لم يعارض يوما المدنية ولم يحظر على الحضارات الأخرى خصوصيتها، نافيا أن يكون الإسلام في خطر أو أنه يستدعي حمل السلاح للدفاع عنه ضمن تصرفات هوجاء لم تؤدِ إلا إلى تشويه سمعة الإسلام وأتباعه.
يذكر أن السفير علي قوطالي، مديرة إدارة فلسطين والقدس بمنظمة التعاون الإسلامي، كان قد قدّم للدكتور مانو سيرته الذاتية، مشيرا إلى رصيده الأكاديمي والمهني الذي يحوي العديد من الجوائز التقديرية والإنجازات والأطروحات الفكرية المتخصصة في عنوان المحاضرة.
وسوم: العدد 842