حول كلمة الرئيس أردوغان في مجلس الأمم المتحدة في نيويورك
الرئيس اردوغان ألقى كلمته قبل قليل في مجلس الامم المتحدة في نيويورك ، الكلمة كانت مدتها 35 دقيقة ، أستطيع أن أقول انها كانت من أروع و أبلغ ما سمعته من الرئيس اردوغان الى اليوم ، كانت كلمة شاملة مفصلة تطرق فيها الى قضايا عديدة جلّها متعلقة بالعالم الاسلامي خاصة و الانسانية بصورة عامة ، بدأ كلمته مخاطبا ضمير الانسانية و ضمير الحاضرين في المجلس رافعا صورة الرضيع السوري آيلان الذي حملت الامواج جثته الصغيرة الى سواحل بودروم جنوب غرب تركيا في 2015 مخاطبا رؤساء و دبلوماسيي الدول الحاضرين: "لقد نسيتم الطفل آيلان بسرعة ، كونوا على يقين أنكم ستعيشون نفس هذه المأساة!" ، منتقدا النظام العالمي الظالم و نظام الامم المتحدة التي لا يحل و لا يربط حسب تعبيره و متحديا هذا النظام بتكراره مقولته المشهورة التي يرددها كل مرة من تلك المنصة: "العالم أكبر من خمسة!" ، ثم تطرق الى القضية الفلسطينة و وضح كيف قامت اسرائيل بالتوسع و ابتلاع اراضي فلسطين تدريجيا منذ 1946 رافعا بيده صورة خريطة توضح مساحة فلسطين في 1946 و مساحتها اليوم و وصف اسرائيل بالمحتل و الظالم و أنها لا تشبع من الظلم و سفك الدم و في تلك الاثناء توجهت الكاميرات الى ممثلة اسرائيل في الامم المتحدة و هي تضحك و تستخف بكلام الرئيس اردوغان ، ثم تطرق الى القضية السورية و رفع خريطة توضيحية لمشروع "المنطقة الآمنة او حزام السلام" و أكد أن تركيا عازمة على تطهير تلك المنطقة التي بعمق 30 كم من الارهابيين و نقل كمية كبيرة من اللاجئين السوريين الى تلك المنطقة قائلا حان الوقت لإنهاء هذا الظلم ، ثم تطرق الى حال مسلمي روهينغا و كيف ان الغرب تلعب دور القرود الثلاثة للمجزرة التي يتعرضون لها حسب تعبيره ، ثم الى مسألة كشمير قائلا أن قرابة 8 ملايين انسان محاصر هناك و تحت الخطر ، ثم تطرق الى مسألة تصاعد العداء و الكراهية في الغرب ضد المسلمين "ظاهرة اسلاموفوبيا" و ألقى السبب على الشخصيات السياسية التي تشعل فتيل العنصرية و الفتنة فقط لتكسب اصوات طائفة معينة في الانتخابات ( يقصد ترمب و نتنياهو و أمثالهما ..) ، ثم التفت الى الحاضرين و وجّه اليهم سؤالا مهما قائلا: "نحن نجتمع هنا كل سنة و نلقي كلمات و نأخذ مجموعة من القرارات ..لكن اذا كانت هذه القرارات تبقى حبرا على الورق و اذا كانت اسرائيل تضرب بقرارات الامم المتحدة عرض الحائط ما معنى مجلس الامم المتحدة ؟ ما معنى اجتماعنا ؟!" ، و قد قوبل كلمة الرئيس اردوغان بتصفيق حار من الحاضرين في المجلس..
وسوم: العدد 843