نصيحتان ثمينتان لعلماء الشام وحكماء الأنام

عبد الله المنصور الشافعي

نصيحتان ثمينتان

علماء الشام وحكماء الأنام

عبد الله المنصور الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم ... قال تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة, قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)؟ 

فالله عز اسمه وجل ذكره أنبأ الملائكة عليهم السلام أن الأرض المعمورة بالكائنات من دقيقها إلى الدينوصورات (وفي هذا دليل ظاهر وإشارة واضحة على قدم الحياة في الأرض قبل خلق الإنسان), هذه الأرض الخاضعة لتدبير الله تعالى المباشر ستستقبل خليفة عن الله تبارك وتعالى هو الإنسان يدير شؤونها الظاهرة والعامة لا جميع شأنها فما كان من الملائكة إلا أن استفهمت رب العزة قائلة : أتجعل فيها يا مولانا من يفسد ويقتل ؟ والقتل من الفساد ولكنه ذروة الفساد فقدم العام على الخاص بذكر أهم فروعه, إذا فصيانة الدماء الحرام (للمسلمين وغيرهم)هو غاية الغايات من نصب الخليفة, فواعجبا لقوم يدعون لإقامة الخلافة ولا يتورعون عن الدماء أكثر ما أهم الملائكة من خلافتهم وأضرابهم !!؟

إن أخص خصائص الإنسان التي ميزه الله بها عن سائر الحيوان تفكره المركب في عواقب الأمور بعد تصور مآلاتها, بل إن كثيرا من الحيوان قادر على تقدير مآل عاقبة أمر خطير بغريزته أو رسم خطة لحوش صيد بفطرته, في ثورتنا لم تفعل المعارضة السورية حتى الحد الأدنى في هذا المجال ثم حاكاها للأسف مؤخرا الكثير من العلماء في تعاملهم مع داعش 

ثم لم يكن هجّيراه معهم منذ ثمانية أشهر غير التذكير بالسنة العلوية(نسبة لعلي بن أبي طالب)في التعامل معهم لرسم خطة محكمة ذكية لفصل القواعد والأفراد عن القادة والرؤساء .

ولكن أحدا لم يستجب أو لم يتفطن لدعواتي كما فعل المجلس والائتلاف من قبل فأهلكوا الحرث والنسل .

واليوم فإن بعض مشيخة القاعدة ممن كان لهم تأثير على داعش كالظواهري وحامد العلي ويوسف الأحمد والمحسيني والعجمي والبرقاوي المقدسي وغيرهم يكتبون بيانات موجهة لتذكير ونصح داعش (من غير أن يرمي واحد منهم فردا من قادة داعش بالخيانة) ولكن السؤال الذي ينبغي علينا أن نمعن في جوابه بعد أن فرّطت العلماء والأحزاب في إدارة أزمة داعش لا وفقا للسنة العلوية بل ولا حتى وفقا لوحي العقل والحكمة البشرية حيث لم يكن لجلّهم من ديدن غير الإغارة العامة على قتلة أبي أيمن ! (رحمه الله تعالى) 

هذه الرسائل وإن كانت تصل أغلب الظن إلى قادة داعش ولكنها في أرجح الظن لا تصل إلى من نرجو انقلابهم وتحولهم وكسبهم أي أفراد الدولة بسبب تعذر صلات النت والكهرباء وغير ذلك من الموانع الناتجة من عموم البلاء في أرض الشام, وإني في مقالتي هذه أثير انتباه هؤلاء المشايخ الكرام وغيرهم إلى ضرورة البحث عن طريقة للتواصل مع الأفراد في داعش فهم بيت القصيد وليس القائد العنيد, كنت قد ارتأيت محاورة داعش بواسطة المكبرات وإرسال المناشير في أماكن وجودها وربما يلهم الله تعالى بعض المخلصين ما هو أجدر (كمحطة راديو بث متحرك) فالقصد هو العمل على بلوغ الذكرى لهؤلاء فمما ورد في شهادة القاضي أبي شعيب المصري المنشق عن داعش حول ما رآه بعينه في مقرات داعش أن أفراد داعش هم أفضل الشباب على أرض الشام بينما أمراؤهم هم أسوأ أمراء مما لم تر عين راء من أب لوراء . وراءُ=ولد الولدوالله الموفق

............................................

تنبيه آخر مهم للمشايخ حفظهم الله 

مما يفترض على العلماء في الشام فعله هو اعداد كراس تصاغ فيه الإجابة الشرعية المحكمة على كل ما ستواجهه الشام من بدع في المستقبل في مجال التكفير و"التوحيد" وبيان مذهب جمهور الأمة (الأشاعرة) مما شرحته مفصلا في مقالة "مجلس للأمة لبعث مجد الأمة" قبل أربعة أشهر وضرورة التسامح في المباحث الفقهية وعدم الخوض في العقدية, (سئل الإمام مالك بن أنس السلفي حقا عن أهل البدع فقال : الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته) . وأذكر هنا على سبيل المثال بأن أحكم هؤلاء (من يسمونه حكيم الأمة) أيمن الظواهري هداه الله مع اعترافه مثلا بأن عامة فقهاء الأمة أشاعرة ولهذا فإنه ينصح أتباعه بعدم إثارة الخلاف العقدي لأن مسألة تصحيح هذه العقيدة !!! يحتاج إلى سنين ومناهج تدريس مخصصة لذلك !!! وهو ما يسمونه "سياسة شرعية" !!! عمل بها الصيدلاني القنيبي بعد أن كان موافقا داعش .وليعلم هنا أني لا أدعو إلى اقتتال أو فتنة معاذ الله بل إلى الإعداد لمواجهة فتنة لامحالة قادمة مع هذا الفكر وإني لا أكفر مسلما ولو كان مذهبه ظاهره التجسيم إلا أن يدعي التأليف والتركيب, كما أن ثمة أمر مهم جدا نعاني منه اليوم وسنعاني منه كثيرا بعد أن يكتب الله بقدرته ورحمته النصر والفرج وهو مسألة تكفير من يتعامل مع الغرب !!! مما يدل عليه البيان الخطير المرفق والصادر عن جيش المجاهدين حيث حكموا بالكفر والردة على لواء شهداء بدر وأبطلوا صلح الأوكراني بقول الشيشاني مما يعني أنهم سيعملون بقول العطاردي (نسبة لكوكب عطارد الملتهب والجامد),
 إن الإعداد للمستقبل خير عتاد لأكيس عباد ونعوذ بالله من أخذة بغتة على حين غرة ومن موت فجأة على حين غفلة .