محور المقاومة في خطر ونصر اللات يهدد
محور المقاومة في لبنان يتعرض لنفس المؤامرة الكونية التي تعرضت له سورية الأسد وأخفق المتآمرون في لي ذراع المقاومة، لتصل بنود وأعلام ورايات كتائب محور المقاومة إلى عمق الأراضي السورية في القلمون ودمشق وحمص وحلب والرقة ودير الزور، وهي في طريقها لتحرير فلسطين، وهي ترفع رايات كتب عليها الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا، وبيدها السكين تجز فيه رقاب الأطفال والشيوخ والنساء السوريين، وحناجرهم تصدح (لبيك يا حسين، لبيك يا زينب).
الصحف الإيرانية الصادرة خلال الأيام السابقة اعتبرت ما يجري في لبنان من احتجاجات هو امتداد للمؤامرة التي شهدها العراق"، في إشارة للمظاهرات التي شهدتها بغداد والمدن العراقية مؤخرا، والتي نادت بخروج الإيرانيين من العراق.
صحيفة "آفتاب يزد" الإيرانية القريبة من تيار ما يسمى بالإصلاحيين، علقت في عنوانها الرئيسي على المظاهرات والحراك اللبناني بالقول: إنه "مؤامرة خارجية لإضعاف تحالف 8 آذار الموالي لإيران في لبنان".
في حين ربط المحلل حسن هاني زادة في الصحيفة نفسها بأن ما يجري في لبنان من احتجاجات ومظاهرات هو بتحريض من بعض دول المنطقة، وأخرى خارج المنطقة لديها دور مؤثر في مثيري الاحتجاجات اللبنانية.
وأضاف هاني زادة: "رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بسبب ولائه للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية يحاول أن يتهم بعض أعضاء مجلس الوزراء والرئيس اللبناني ميشال عون على أنهم غير مؤهلين".
وتابع بأنه "خلال السنوات الماضية قطعت السعودية والولايات المتحدة مساعداتهم عن لبنان بهدف إثارة الفوضى في لبنان وللضغط على الحريري لطرد بعض أعضاء حكومته الذين ينتمون لفريق 8 آذار".
وحول مستقبل حكومة الحريري، يرى هاني زادة أن "الاحتجاجات ستجبر الحريري على إعلان استقالته، أو أن يقوم باستبدال وزراء يكون ولاؤهم للسعودية والولايات المتحدة بأعضاء حكومته الذين ينتمون لفريق 8 آذار، وسيكون الرئيس اللبناني مجبراً على تقديم مرشح جديد وسيرشح الحريري مرة أخرى".
وتابع بأن "لهذه الاحتجاجات عدة رؤوس مرتبطة بدول المنطقة ودول غير إقليمية"، على حد تعبيره.
وقارن هاني زادة بين احتجاجات لبنان والعراق، وقال: "الغالبية العظمى التي تشارك في الاحتجاجات اللبنانية تنتمي لفريق 14 آذار بعكس العراق الذي تشارك فيه عدة أطراف، ولكن نستطيع القول إن الهدف والوجه المشترك للمتظاهرين بلبنان والعراق هو إضعاف محور المقاومة عبر الاحتجاجات الشعبية، وحتى إيران التي تقود هذا المحور تفقد تياراتها السياسية في العراق ولبنان".
وأكد المحلل الإيراني "تدخل السعودية وأمريكا في المظاهرات اللبنانية"، وقال: "أغلب المشاركين بالاحتجاجات هم من أنصار فريق 14 آذار المدعوم أمريكيا وسعوديا، وفي حال تم تغيير وزراء الحكومة اللبنانية الحالية لصالح فريق 14 آذار فستنتهي الاحتجاجات في لبنان".
بدورها، حمّلت صحيفة جوان القريبة من تيار المحافظين، رئيس وزراء اللبناني سعد الحريري مسؤولية ما يحدث في لبنان، وقالت إنه "شخصيا المسؤول عن الأزمة اللبنانية بينما يتهم مرة أخرى التيارات السياسية الأخرى بعرقلة الإصلاح الاقتصادي في لبنان".
واعتبرت صحيفة رسالت التابعة لتيار المحافظين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه "سيد المقاومة وروح لبنان وما يحدث في لبنان مؤامرة أمريكية سعودية".
ونقلت الصحيفة عن الخبير والمحلل سيد رضا صدر الحسيني قوله إن "ما يحدث في لبنان منذ الخميس هو برنامج عمل ممنهج ينفذ من قبل السعوديين والأمريكيين في دولة المقاومة لبنان "على حد وصفه".
وربط صدر الحسيني ما يحدث في لبنان بأحداث العراق في تعليقه، وقال: "هناك أوجه تشابه بين الأحداث الأخيرة في لبنان وأحداث الأسبوعين الماضيين في العراق، والشيء المهم الذي رأيناه في هذه الاحتجاجات هو تغيير الشعارات من المطالب الاقتصادية إلى القضايا السياسية والأمنية".
واعتبر أن ما يحدث في لبنان "مؤامرة مدعومة أمريكيا وسعوديا لضرب المقاومة ويجب توجيه الأصابع في سوء إدارة الحكومة إلى الحريري"، مضيفا أنه "بالطبع هناك تيارات مختلفة بما في ذلك التقدمي الاشتراكي بقيادة جنبلاط والقوات اللبنانية بقيادة جعجع وبعض أعضاء تيار المستقبل يعملون على تنفيذ أوامر السعودية والولايات المتحدة لضرب المقاومة وحلفائها والدولة الشرعية في لبنان".
حسن نصر اللات من جهته رفع من عقيرة صوته مهدداً المحتجين والمتظاهرين بوقف هذه الأعمال الاستفزازية ضد الحكومة ووقف مطالبتهم لها بالرحيل، وأضاف أن البلد يواجه خطران كبيران الخطر الأول هو الانهيار المالي والاقتصادي والخطر الثاني هو خطر الانفجار الشعبي،
وشدد قائلاً: إن ما حصل خلال اليومين الماضيين يجب أن يضع لبنان أمام مرحلة وعقلية جديدة، المشكلة ليست في ما هي الحكومة بل في المنهجية .. لتستمر هذه الحكومة لكن بروح جديدة ومنهجية جديدة واخذ العبرة مما جرى على مستوى الانفجار الشعبي.
وفيما يخص مطالبات الكثيرين باستقالة الحكومة أكد نصر اللات أن الحزب لا يؤيّد استقالة الحكومة الحالية، مشيرا إلى أن الحكومة إذا استقالت فهذا يعني أن البلد سيكون بدون حكومة وتشكيلها قد يستغرق سنتين، "القوى السياسية ستبقى هي هي بعد استقالة الحكومة وتبديل بعض الأسماء لا يغيّر شيئًا، طرح الانتخابات النيابية المبكرة وحكومة جديدة أو حكومة تكنوقراط مضيعة للوقت .. يصعب العثور على حكومة جديدة تستطيع أن تعالج الوضع.
ووجه نصر اللات كلمته للمتظاهرين قائلا، "ما أنجزتموه خلال اليومين الماضيين مهم جدا .. إن قوة الحركة الشعبية كانت بمعزل عن الأحزاب السياسية حركتكم الشعبية عابرة للطوائف والمذاهب، إذا أردتم أن تستمروا يجب أن تفصلوا حراككم عن الأحزاب السياسية التي تريد أن تركب موجتكم، وطالبهم بعدم الاعتداء على القوى الأمنية والعمليات التخريبية.
وقال: إن على المتظاهرين الإنصات لصوت العقل ووقف التظاهر والاحتجاجات وإلا سينزل إلى الشارع، ويقصد إنزال ميليشياته وزعرانه لمواجهة المتظاهرين، لفض هذه المظاهرات بقوة السلاح الذي يمتلكه، ويقول إنه إذا ما نزل إلى الشارع فلن يعود لمدة قد تصل لسنوات، ولن يكون مسؤولاً عما سيحصل، لأنه نصحهم وخيرهم، إما الفوضى التي ستضرب البلاد، وحينها لن يجد اللبنانيون أمامهم إلا الكوارث الاقتصادية والاجتماعية، التي لا يمكن للدولة اللبنانية تحملها ولا يمكن للشعب اللبناني تحملها.
وسوم: العدد 848