الشعب اليمني تقتله الحرب ويموت جوعاً من الحصار
العالم العربي لم يتخلَّ حتى الآن عن التطرف الديني والفتاوي باسم الدين والقرآن والإسلام وفكره ما زال غارقاً في الضجر وما زالوا يرددون وراء الأئمة صلاتهم وخاصة في الأقاليم والمناطق التي يسيطر عليها التطرف الديني (كاليمن وأفغانستان ومناطق في سوريا ولبنان والعراق وغزة وبعض المناطق في دول شمال أفريقيا وإيران) دون ما تفكير بما يقال وكأن الصلاة وعلى الطرق المختلفة هي التي قد أنزلت من عند الله تعالى متناسين كل التعاليم التي ذُكرت في الإسلام وفي الحديث النبوي الشريف, كالوِّد والسلام والمحبة والخير والتضحية والعطاء والإيثار والمحافظة على الجار, وعدم القتل والسلب والنهب, والتقوى والإيمان والفقه إلى آخره, كلها أوامر ومبادئ يجب أن يتمشى بموجبها المسلمين وهذه المبادئ تقيدهم وتعلمهم ضبط النفس وكتم الغيض وعدم الاستفزاز والتحلي بالصبر والدفاع عن العرض والأرض والدين, ربما تحدث الرسول عليه السلام, في إرشاداته وتعاليمه قبل الخروج للحرب والفتوحات عن القتال والجهاد لكن هذا الأمر سرعان ما انتهى في عصره أو بعد ذلك بسنوات, والحديث الفقهي دعا في معظم الحالات السياسية والاجتماعية إلى المحافظة على الممتلكات الخاصة وممتلكات الغير وعدم المس بها ومنع إتلافها . . . والمحافظة على أرواح المدنيين وخاصة النساء والأطفال والمسنين من أهل المدن والقرى في الأقاليم والمناطق التي فتحها المسلمون . . . إلا أن مسلمو اليوم باتوا يضربون عرض الجدار كل ما هو نافع للإسلام ويتمسكون لدرجة العشق والهيام بكل ما هو منفعة لهم ويضر بالإسلام, لذلك نرى حروباً مستمرة لسنوات طويلة الأمد في دول كثيرة دون أن يكترثون للشعب البسيط الذي لا حول له ولا قوة, ينهشه الجوع والعطش ويعاني من قلة في الموارد ليتمكن من حياة كريمة كمثل باقي البشر في المجتمعات الراقية المتحضرة, وهناك في تلك المجتمعات أعداد كبيرة جداً من المسلمين العرب وغيرهم الذين فروا من بلادهم ليتمكنوا من العيش بسلام وأمان ولكسب لقمة العيش, وهذا ما كان ينقصهم في بلادهم وأوطانهم.
الشعب اليمني على سبيل المثال, عانى من حروب مستمرة وما زال يعاني بسبب الانقسامات بين أفراد ومجموعات مجتمع الشعب الواحد, الحوثيون المدعومون من قبل إيران بالمال والعدة والعتاد والمعدات الحربية والمواد الغذائية . . . يتسلطون لسنوات على الحكم في اليمن ويوم ينسحب حزب المؤتمر وعلى رأسه الزعيم المغدور الراحل عبد الله الصالح الذي تم اغتياله وتصفيته على يد الحوثيين بعد إعلانه الانسحاب من الحكومة المشتركة مع الحوثيين والتي كانت تسيطر سيطرة تامة على اليمن بمن فيها وأهم من ذلك كان الحوثيون بواسطة الحكومة يسيطرون على كل المرافئ الحيوية للشعب اليمني منها آبار البترول النفط, والغاز الطبيعي والمنتوجات من المناطق الزراعية والصناعة والتجارة والاستيراد والتصدير عبر الموانئ البحرية والجوية . . . باختصار يسطر حتى هذه الأيام الحوثي على اليمن والحرب دائرة هناك ما بين الجيش النظامي التابع للحكومة الانتقالية والجيش التابع للتنظيمات الإرهابية الحوثية المدعومة من قبل إيران, مما يزيد في معاناة أكثر من 30 مليون يمني منذ العام 2011 . . . وهذا الشعب ينحصر في فرض حصار جائر على المطارات والموانئ البحرية والجوية والمعابر البرية من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي الغربي الذي فرض عقوباته على اليمن بسبب الانقلابات والحروب وبسبب الفوضى العارمة والحرب التي افتعلتها العصابات والميليشيات الإرهابية للحوثيين المدعومة بشكل علني وقوي جداً ومباشر من قبل إيران, وهذا يتسبب بضغط شديد على الشعب اليمني المدني الذي لا يريد الحرب والدمار ويبحث عن العيش السلمي بعيداً كل البعد عن الحرب وأضرارها الجسيمة في الأرواح والممتلكات, والتي تسببت بتشريد ملايين اليمنيين وتجويعهم وإضعافهم من قبل مليشيات الحوثيين.
الأوضاع تزداد سوءاً في جميع محافظات اليمن, أوضاع المحافظات الشمالية والشرقية أكثر مأساوية من باقي المحافظات, وهذه الأوضاع الصعبة لا تختلف كثيراً عما هي الحال في المحافظات الجنوبية والغربية التي تقع هي الأخرى تحت رحمة ميليشيات, المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن والفرق بينهما أن أبناء المحافظات الجنوبية يستولون على عائدات مالية من منافذ الجمارك البرية المحاذية لدولة عُمان, وكذلك الحدود مع المملكة العربية السعودية, عائدات نفط الشمال والجنوب, وكذلك الغاز الطبيعي الموجود بكثرة في محافظة مأرب الشمالية التي تقع تحت سيطرة ما يسمى بالشرعية, بينما أبناء المحافظات الشمالية يعيشون الحرمان جراء الحصار والحرب, لقد تمت عملية مصادرة رواتب موظفي المحافظات الشمالية منذ 4 سنوات بمعنى قرابة مليون وأربع مئة (1.400.000) موظف ومعلم وطبيب ومهندس وعامل في المحافظات لم يستلموا راتبهم ولم تدفع لهم مخصصاتهم الشهرية بكاملها, وهذا الأمر يزيد في سوء الأوضاع المعيشية والكل محروم من راتبه الشهري والسكان يعيشون في أتعس الظروف الحياتية فالجميع هناك محتاج للمال ويكاد المواطن هنا لا يجد قوته اليومي هو وأولاده وأفراد أسرته.
يؤسفنا جميعاً, ويؤسف الإنسانية والعالم المتحضر الغربي والشرقي وجود مثل هذه المناظر لأطفال جياع يبيتون في الشوارع, يبيعون الحلويات البسيطة أو علب السجائر لقاء أجر زهيد, ليتمكنوا من قضاء يومهم على قيد الحياة مع أسرهم الفقيرة التي لا تملك سواء رحمته تعالى في البحث عن لقمة العيش, هذه الأطفال لم تذهب للمدارس ولم ينتظم يومها بمؤسسة تعليمية ما منذ ولدت فما ذنبها أن تعيش هذه الحياة تحت رحمة الحوثيين الذين دمروا البلاد والمساكن, وسيطروا على كل مرافئ الرزق للمواطن, ولا يعطونه منها أي شيء حتى راتبه الشهري لا يدفع منذ أربعة أعوام كما ذكرت.
هناك في اليمن مواطنين دُمِّرَت منازلهم, ويعيش معظمهم في أكواخ في بطون الجبال, وخيام متهالكة متآكلة في الوديان, لا تجد أسرهم ما تأكله وتقتاته, ليس عندهم قوت يومي بشكل منتظم, وتأكل بعض الأسر أوراق الأشجار لعدم توفر ما يأكلونه من غذاء, وهذه الحقائق تثبتها صور ومقاطع الفيديو المنزلة على وسائل التواصل الاجتماعي: اليوتيوب والفيس بوك وما تناولته بعض القنوات الفضائية العالمية والصحافة المقروءة, والعالم بأسره يصمت ! ولا يمد يد العون لهذا المجتمع القاسي المريض والمتسبب الأول بمرضه الحوثيين وإيران, وبسبب هذه الأوضاع أجبرت الكثير من الأسر الخروج للشارع للتسول والعمل بالشحادة لتؤمن لها قوتها اليومي . . . والكثير من الرجال والسيدات والأطفال يعملون في جمع النفايات والمواد التي يمكن الاستفادة منها لإرجاعها للمصانع التي يسيطر عليها الحوثيين (أسطوانات زجاجات فارغة وأواني بلاستيكية وغيرها).
يطول الحديث والشرح عن تقدمة الخدمات العامة, للمواطنين وهذه الخدمات مفقودة ومعدومة أصلاً في مناطق سيطرة جماعة الحوثي, ومناطق القتال والحرب . . . المستشفيات والمراكز الطبية الصحية شبه مغلقة ومشلولة, لا يوجد فيها خدمات تذكر, وذلك بسبب استيلاء الجماعات الإرهابية الحوثية عليها, ومصادرة كل ما كان يوجد فيها . . . من مقدرات وأجهزة, هذه المستشفيات كانت تخدم أبناء الشعب اليمني كله, واليوم تقدم الخدمة لمن هو من الحوثيين فقط, وتستوعب جرحاهم من المعارك والحروب التي اشعلوها في مختلف المناطق اليمنية ضد أبناء الشعب اليمني, هذه المراكز الطبية يستخدمها الحوثيين لمعالجة جرحاهم ومرضاهم فقط, وطردوا منها وبعنف كل المرضى المدنيين الذين يحتاجون للعلاج.
بات المواطن اليمني في المحافظات الشمالية محروماً من أبسط الحقوق الإنسانية والخدمات التي كان يحصل عليها المواطن وبسهولة في زمن حكومة الشعب, في ذاك الزمن الجميل, في عهد الزعيم الراحل عبد الله صالح رئيس الحكومة . . . أضف الى ذلك وكما قيل: "قطع الأرزاق من قطع الأعناق", قطع المرتبات منذ العام 2014 م - ولهذا يعيش معظم الناس من أبناء الشعب اليمني في حالة فقر مدقع وشديد, والمجتمع في تدهور وتراجع مخيف, بسبب الفقر, وقلة العلاجات الطبية, والتغذية السليمة, تفشت الأمراض في معظم صفوف أبناء الشعب اليمني, وأصبحت الأسرة وأفرادها عبئاً ثقيلاً على والدي الأسرة, وهذا يتسبب في تفكك سريع للأسر, وفي النهاية تفكك للمجتمع اليمني, المجتمع اليمني مريض بأمراض وأوبئة عفى عليها الزمن الى جانب الخوف والذعر والرعب الذي أصاب الاطفال والنساء نتيجة الغارات الجوية والهجمات على المدنيين المنفذة على يد المليشيات الحوثية وبدون رحمة, المواطن اليمني شاهد بأم عينه أهوال المجازر والتصفيات والإعدامات المنفذة داخل سجون الحوثيين وخارجها والاعتقالات وحالات القمع وممارسة العنف والضغط على المدنيين العزل من السلاح وهذا كله ترتكبه مليشيات الحوثيين الإرهابية بحق مواطنين عاديين من عامة الناس بقصد إرغامهم وإجبارهم على دعم المليشيات الإرهابية الحوثية.
الفقر الشديد أخرج من البيت كل من هو قادر على الوقوف على قدميه للشارع, إما بقصد البحث عن عمل أو مهنة يعيش منها بأجر زهيد, أو التسول في الأماكن العامة, أو جمع النفايات ونقل البضائع على ظهره . . . ونرى هذا واضحاً جداً في الصور التي التقطت من خلال عدسة كاميرا الأخ عبد الواحد البحيري:– (صحفي يمني وناشط حقوقي), من أجل إحقاق الحق, ودعم أبناء مجتمعه قبالة ظلم المجموعات الإرهابية للحوثيين, وقد اعتقلته المليشيات الحوثية الإرهابية في السنوات الأخيرة عشرات المرات, وأفرج عنه بعد تدخل شخصيات هامة في الحكومة.
خلل خطير في المعلومات الاستخباراتية العسكرية:
حدث خلل كبير جداً في الضربات الجوية لطيران دول التحالف . . . حيث قامت طائرات التحالف الدولية بما يسمى: بدعم جيش الحكومة الشرعية من أجل رفع ظلم تنظيمات مليشيات الحوثيين عن كاهل المواطنين العزل من السلاح. ولكن الطائرات قصفت عن طريق الخطأ الأماكن المدنية, ومناطق تواجد الجيش النظامي الذي شكلته الحكومة الانتقالية للقضاء على مليشيات الحوثيين الإرهابية المدعومة من قبل إيران, حيث ترتكب هذه المليشيات المجازر في حق المواطنين وتستهدف قاعات الأفراح, وتجمعات العزاء, وأحياناً تستهدف - وكأن الأمر عن طريق الخطأ - أحياء سكنية لمدنيين أبرياء لا حولة لهم ولا قوة, فيما ينعم المقاتلون الحوثيون بأمن على جميع الجبهات. هذا كله بسبب المعلومات الاستخباراتية المغلوطة التي تصل لقوات التحالف الدولية. وهنا تختلط الأوراق في اليمن بين الشعب البسيط, وحكومته الانتقالية, والمليشيات . . . والمواطن في هذه الحالة مضلل مخدوع, لأنه لا يستطيع أن يفرق بين صديق وعدو, والأعداء كثر, وكل المناطق اليمنية المأهولة بالسكان وغير المأهولة, باتت محفوفة بالمخاطر, ومليئة بالمفاجئات غير السارة. المواطن اليمني لا يعيش بهدوء ولا بسعادة, وجميعهم لا يتمتعون بالراحة, والقلق ينخر فكرهم بين لقمة العيش, والمحافظة على أسرهم من الدمار والموت المؤكد في ظل حرب ضارية تحرق الأخضر واليابس . . . والمهمة الموكل بها للقوات التي حضرت لإنقاذ اليمنيين من العصابات المسلحة لمليشيات الحوثيين الإرهابية المدعومة من قبل إيران تفشل المرة تلو الأخرى في القيام بواجبها اتجاه أبناء الشعب اليمني. والذين يقتلون ويحاصرون هم المواطنون من أبناء الشعب اليمني, والأسر اليمنية التي لا تجيد استعمال السلاح حتى لو حصلت عليه. لذلك على قوات التحالف الدولية التحقق جيداً من كل المعلومات التي تصل إليها قبل أن تقوم بأي عملية كي لا تؤذي مواطنين أصيلين عزل من السلاح, همهم الوحيد المحافظة على حياتهم وإنقاذ اليمن.
صور لنساء يمنيات ليس لهن منازل تنام على الأرصفة تنتظر من يعطف عليها ببعض قروش وتنتظر للتسول هذا هو حال ملايين اليمنيين واليمنيات.
التعليم في اليمن:
أوضاع التعليم في اليمن لا تختلف عن الأوضاع الصحية أو مناطق القتال, فمعظم المدارس والمنشآت التعليمية لم تكن في منأى عن غارات طيران قوات التحالف الدولية, وذلك نتيجة تمركز ميليشيات الحوثي بالقرب منها أو بداخلها حيث باتت بعض المدارس إما ثكنات عسكرية وإما سجون للمعتقلين, دُمرت معظم المعاهد الفنية الثقافية, المعاهد التقنية, والنوادي التربوية . . . بسبب غارات طيران قوات التحالف . . . وما تبقى من مدارس ومؤسسات تعرضت هي الأخرى لقصف من قبل عصابات الميليشيات, وبات طلابنا يدرسون ويقرؤون باجتهادهم الخاص في الشوارع وفي ورشات العمل التي يعملون بها لقاء قوتهم اليومي . . . (هناك صور تثبت ذلك في أعلى التقرير), فأصبحت معظم الأسر اليمنية تعيش بين نارين غباء الغارات الجوية وعنف ونيران المليشيات الحوثية الإرهابية ومن ينجو من ذلك يموت من الجوع ومن الفقر بسبب غياب المواد الغذائية الأساسية التي أصبحت كنزاً مفقوداً يبحث عنه المواطن اليمني ولا يجده.
الأسرة اليمنية:
المجتمع اليمني كباقي مجتمعات أهل الأرض مكون من أسر, ومعظم الأسر اليمنية فقدت أفراد من عائلها نتيجة الحرب التي حصدت آلاف الرجال, آلاف النساء والأطفال . . . تعيش معظم الأسر اليمنية على فتات المساعدات الأممية والدولية, هذه المساعدات تستولي عليها وبشكل منتظم العصابات المسلحة لميليشيات الحوثيين, وتقوم بمصادرتها وبيعها في الأسواق اليمنية بأسعار باهظة الثمن, لدعم مقاتليهم على الجبهات في مناطق القتال, هذا والأسرة اليمنية محرومة بشكل عام من أبسط الحقوق والخدمات التي يستحقها من المسؤولين في النظام, أي من الحكومة الانتقالية, أو من المؤسسات التي يسيطرون عليها مليشيات الحوثيين, هذا ويصعب على المواطن البسيط إيجاد المال للعلاج الطبي أو شراء الأدوية التي يحتاجها, فتفشت الأمراض, وفارق الحياة الكثيرين من الأمراض, وماتوا بأصعب الميتات.
مجتمعات العالم بأسرها في الشرق والغرب, تعلم أن السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني لا يملكون المال, ولا يوجد لدى الكثيرين من اليمنين فرص عمل نتيجة الحرب الضارية التي تدور هناك, هذه الحرب مست بكرامة الإنسان وحريته وقيمته في كل بيت يمني, وأفرغت المعامل والمصانع وورش العمل من الأيدي العاملة, وعطلت كل الأعمال, ما عدى جبهات القتال التي تحصد الأرواح كل ساعة وكل دقيقة تمر . . . نتيجة الحرب يقتل الأبرياء ويصابون بإعاقات جسدية بالغة, تصيبهم بعاهات تزيد من معاناة الأسرة اليمنية التي يتضور أطفالها جوعاً وحرماناً من أبسط المواد الغذائية, لا تعالج الجرحى والمعاقين بالمستشفيات اليمنية وهذا يزيد ضغطاً على جيوب الأسر اليمنية الفارغة من المال, يؤخذ الأغنياء وأصحاب العقارات والمصالح والتجار وذوي المناصب الهامة للمعالجة في المستشفيات بين ما يموت المصابون جراء القصف ونيران الحرب الآلاف من المدنيين خارج المستشفيات اليمنية دون ما علاج . . . ويمنح أفراد هذه الطبقة ممن يستأثرون بالحق في العلاج, ميزة إضافية أخرى وهي حق العلاج في المستشفيات الخاصة, أو يمنحون حق السفر للعلاج خارج اليمن في دول الشرق الأوسط كتركيا ومصر والأردن . . . بات واضحاً للجميع أن معظم سكان اليمن هم من الفقراء, حيث كان معظمهم يعيش على ما يصلهم من تبرعات ومساعدات الدول المانحة, والمنظمات الإنسانية التي كانت تعمل في معظم المناطق اليمنية قبل العام 2011 م- والجميع يشهد على ذلك, حتى وقعت اليمن في مصيدة الميليشيات الحوثية الإرهابية, وتجار الحروب . . . بعد أن كان يحكم اليمن القانون, وكان يعيش شعبها في شبه ديمقراطية وحرية مطلقة, وكان ينعم المواطن اليمني في ظل القانون بعيشة كريمة لا ينقصه أي شيء من تأمين حاجاته اليومية والحقوق والخدمات التي كان يتلقاها من الحكومة, وبعد ذلك العام بات المواطن اليمني يعيش في ظل فساد عارم, ومحسوبية نسفت كل ما كان متعارف عليه, وضربت القوانين والشرعية, عرض الحائط, وأتت الحرب, وعصابات مليشيات الحوثيين الإرهابية, على ما تبقى من وطن كان يسمى باليمن, لتحرق الأخضر واليابس, وتأتي على كل مواطنيه بالويلات والفقر والجوع وانعدام الحريات . . . ويكاد يكون المواطن اليمني مستعبداً لمليشيات إرهابية لا تعرف الله تعالى ولا ترحم عباده.
أطفال اليمن:
الحديث عن أطفال اليمن ممن يعيشون بلا مستقبل, وبلا تعليم, ويتضورون جوعاً, ويشتغلون تحت نيران الاستغلال, في أعمال كثيرة لكسب لقمة العيش اليومية فقط, فلا مدارس تفتح أبوابها, ولا مستشفيات تعالجهم عند اللزوم . . . باختصار: الطفل اليمني محروم من كل شيء في الحياة, ولا يملك والديه أي شيء يكاد يذكر لإعطائه إياه, على العكس تماماً, نرى الأطفال اليمنيين يعملون كما الكبار في ورشات عمل لإعالة أسرهم وتأمين قوتهم اليومي, الدراسة لأطفال اليمن لم تنتظم منذ سنوات, لأن المعلم ترك مهنة التدريس, وذهب ليبحث عن لقمة العيش لإعالة أسرته وأطفاله, وكذلك الأستاذ الجامعي ترك قاعات التدريس وخرج يبحث عن فرصة عمل يُحصِّلُ منها لقمة عيش كريمة له ولأطفاله وأسرته . . . بعد ان توقفت الجهات عن دفع الرواتب والمعاشات والمخصصات الأخرى . . البعض منهم هرب إلى دول مجاورة بقصد العمل هناك كعامل بناء، أو كعامل في أي مهنة متاحة تمكنه من الحصول على مال يساعده على شراء ما يمكنه لإطعام أفراد أسرته، متناسياً مؤهلاته الأكاديمية وشهاداته الجامعية . . . هذا طبعاً لمن حالفه الحظ في الخروج والهروب من قبضة العصابات المسلحة الحوثية الإرهابية التي أحكمت قبضتها على المواطنين العزل من السلاح في الداخل اليمني، وقد يكون ثمن هذه المغامرة تعرض حياة الفارِّ من اليمن القتل! حيث قتل الكثير من أبناء اليمن المتعلمين والمثقفين: كأطباء ومهندسين ومدرسين وأصحاب شركات وأصحاب اللقب الثالث " الدكتوراه " . . . وسجن البعض منهم, والكثير منهم وللأسف يقبع رهن الاعتقال إلى يومنا هذا, ويعاني الأمرَّين من العذاب بيد مليشيات الحوثيين الإرهابية.
العملة اليمنية قديمة ممزقة وبالية لم تُجدد من أعوام ويقوم البعض مِمَّن يملكها بإلصاقها كي يستخدمها عند اللزوم.
للأسف الشديد هذا هو حال أهل اليمن الذين يتأملون خيراً من المجتمع الدولي الذي يعلم علم اليقين بما يدور على الأراضي اليمنية من ظلم وانتهاك للحريات وعدم إعطاء المواطن اليمني أبسط الحقوق كي يشعر أنه إنسان عادي كباقي بني البشر في المجتمعات المجاورة. وربما نستطيع القول: أن الشعب اليمني اعتاد حالة الظلم والاستبداد التي يتعرض إليها يومياً! هذا وقد يتمنى ويفضل المواطن اليمني من أطفال ونساء ورجال الموت على الحياة! هذه العيشة المجحفة التي أرغمته على التسول والانحراف والجوع وتحمل الإهانات والحرمان من أبسط الأمور والحقوق . . . رغم المناشدات التي تبينها تقارير منظمات حقوق الإنسان التي نقلت صور الحقيقة لمعاناة أبناء الشعب اليمني من الظلم والاستبداد لمليشيات الحوثيين الإرهابية . . . إلا أن المجتمع الدولي ما زال واقفا موقف الحياد, بل المتفرج! بالرغم من قدرة هذا المجتمع مد يد العون, وتقدمة المساعدة لمن يستحقها, ومساعدة الجيش النظامي للحكومة المؤقتة للقضاء على مليشيات الحوثيين الإرهابية التي بطشت في أبناء الشعب حتى الأبرياء مِمَّن ليس لهم لا ناقة ولا جمل في هذه الحرب المجرمة وغير الإنسانية, ومن نجا من الحرب في اليمن, وأخص أبناء المحافظات الشمالية المحرومين من المرتبات, والمحاصرين للأسف داخلياً وخارجياً, من جماعات الحوثي المسلحة الإرهابية, يموت جوعاً هو وأطفاله, أو يموت مرضاً لعدم قدرته على السفر للعلاج خارج اليمن, خاصة وأن المطارات والموانئ مغلقة في صنعاء والحديدة, وتكاليف السفر الى المحافظات الجنوبية باهظة جداً, ومكلفة, ومحفوفة بالمخاطر.
تلخيص:
سيغرق اليمن بمواطنيه بالدم إلى الدرجات السفلى أكثر منا هو عليه الآن إن لم يمد له العالم المتحضر يد العون. ما يواجه اليمن وشعبه اليوم سينتقل للدول المجاورة القريبة والبعيدة ويشكل خطراً كبيراً على الأنظمة في الدول المجاورة (كعُمان, والإمارات العربية المتحدة, والمملكة العربية السعودية, ومصر, وغيرها من الدول العربية الشرق أوسطية) وهذه العدوى سوف تغير توازن القوى في الشرق الأوسط مما سيضطر الغرب من الاجتهاد أضعاف الأضعاف لإعادة هذا التوازن.3. إيران مستمرة في محاولاتها بالسيطرة على دول جديدة في الشرق الأوسط وإن لم تضاعف دول الحلفاء فرض العقوبات عليها كوسيلة للحد من توسعها سيزداد نفوذها في معظم دول الشرق الأوسط وستشكل خطراً كبيراً متزايداً على الوضع الاقتصادي العالمي وهذا سيرفع من شأنها حتى تسبح إيران دولة عظمى يصعب التعامل معها ويصعب تحجيمها, الجميع يعلم أن كل ما يدور على جميع ساحات الشرق الأوسط تحركه إيران بالخفاء إما بدافع ديني للطوائف الشيعية المنتشرة على ربوع الشرق الأوسط وإما بدافع الدعم المادي والعسكري. الشعب اليمني كباقي شعوب العالم يحاول الانتصار في الحرب, إلا إنه بحاجة ماسة لمساعدات خارجية ودعم في العتاد والمعدات والتوجيه الاستراتيجي الحربي. المواطن اليمني سئم وملَّ الحياة لدرجة اليأس, وهذه الحرب دمرت المجتمع اليمني من الجذور وليس هناك من قيادة حكيمة تأخذ بالمجتمع اليمني نحو مستقبل أفضل من دون الحرب الضارية التي يعاني منها اليمن بكل مواطنيه. معظم المواطنين اليمنيين خاضعين للشرعية اليمنية ويؤمنون بأنها صاحبة الحق في إدارة الدولة حتى المواطنين المتواجدين في المحافظات التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية الإرهابية, وهذا مؤشر مهم جداً لمجريات الأحداث في اليمن وبناء مستقبل يليق بهذا الشعب المضطهد المظلوم, وما انضمام جزء من هذا الشعب للحوثيين أو مساندتهم ما هو إلا من دافع الخوف وممارسة القوة والعنف ضده من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من قبل إيران بكل شيء. المخطط العسكري اليمني لجيش الشرعية للدولة ينجح المرة تلو الأخرى بدحر مليشيات الحوثيين الإرهابية, ولكنه ما زال بحاجة إلى دعم عسكري خارجي ليتم السيطرة على كل محافظات اليمن. جيش الشرعية اتبع خطة الحرب الشاملة ضد المليشيات الحوثية الإرهابية, وترك العاصمة صنعاء حتى لنهاية الحرب كي يجتمع جيش الشرعية ويحارب الحوثيين فيها حيث يتم تحرير كل أراضي اليمن والسيطرة عليها, وهذه الطريقة الاستراتيجية العسكرية الجديدة, أضعفت من قوة مليشيات الحوثيين الإرهابية ودحرتهم خاسرون في الكثير من المحافظات وعلى الكثير من الجبهات. العملة اليمنية ممزقة وبالية وقد تم طبعها في روسيا عدة مرات وتوزيعها في المحافظات التي يسيطر عليها جيش الشرعية النظامي لليمن وهذا لا يكفي فالاقتصاد اليمني منهار وبحاجة ماسة لدعم وتعديلان في كل شيء كي يستطيع اليمن النهوض بشعبه من جديد. التدخل السريع للحلفاء ولدول التحالف الغربي, ينقذ اليمن واليمنيين من المليشيات الحوثية الإرهابية, وهذا من اتجاه المنطلق والمنطلق الإنساني, ويعيد الرشد لبناء اليمن حيث يصبح الغرب المنتفع الوحيد في مراحل إعمار هذه الدولة المُدمرة نهائياً. القضاء على مليشيات الحوثيين الإرهابية, التي تفرض سلطانها وحربها الضروس على كل أجزاء اليمن, تعيد اليمن واليمنيين لسابق عهدهم كبلد مسالم يريد العيش بسلام وأمان بعيداً كل البعد عن ويلات الحروب. قرارات مجلس الأمن التي لم تنفذ على يد المليشيات الإرهابية الحوثية ولم تحترم, يجب أن تضاعف كي لا تتمكن المليشيات من فرض سيطرتها على جميع محافظات اليمن, حيث يعيش الشعب اليمني تحت نيران حربها مرغماً. يتوجب على دول الغرب, مضاعفة ضغطها على إيران وفرض عقوبات إضافية عليها, فإيران تدعم مليشيات الحوثيين الإرهابية في كل شيء وبكل الوسائل والطرق وفي كل الظروف, إيران تعتز وتفاخر بأن خمسة عواصم عربية في الشرق الأوسط تتمشى بموجب سياستها الداخلية والخارجية. لمنع تفشي الأمراض والعدوى بين الدول فالأمر بات ملحاً جداً للتدخل الفوري للحيطة والحذر فالأمراض والجراثيم لا تعرف الحدود السياسية للدول. قوى التحالف الدولي أخطأت في ضرباتها مليشيات الحوثيين الإرهابية وأصابت مجموعات مدنية ومجموعات من الجيش النظامي التابع للحكومة الانتقالية, على قوى التحالف تركيز الضربات الجوية وغيرها ضد المليشيات الإرهابية الحوثية المدعومة من قبل إيران لا غير قبل أي عملية عليها فحص معلوماتها بدقة كي لا تتكرر الأخطاء. اليمن لليمنيين كما هو الحال في باقي الدول في العالم, ومن يريد التدخل بقصد السيطرة وفرض سلطانه على شعب أو أمة يجب أن يتحمل المسئولية نتيجة أعماله وهذه القوانين الدولية المفروض احترامها وقبل احترامه يتوجب تنفيذها, ومرة أخرى نرى أن إيران تضرب عرض الجدار كل القوانين الدولية وتنفذ مخططها الاستعماري في الشرق الأوسط على طريق بناء إمبراطورية فارس. لقد مرت دول العالم العربي في السنوات العشر الأخيرة بحروب وانقلابات ولم تتعلم هذه الشعوب الدرس من تجارب الحرب, وعلى دول التحالف الغربي والدول المساندة له الشرق القضاء على المتسببين بهذه الأوضاع, أو تحجيمهم لأن هذه الأوضاع سرعان ما تنتقل لدول آمنة فيعم فيها الخراب.18. هجرة المسلمين والعرب من دول الشرق الأوسط للدول الأوروبية وغيرها في العالم, ستسبب بانفجار مأساوي بين المجتمعين الأوروبي المتحضر أو المواطنين الأصليين للدول من جهة والعربي المسلم من الجهة الأخرى, فأوجه الاختلاف كثيرة وهذا أمر مقلق جداً لمستقبل المجتمعات على طريق صراع الحضارات. 19. يتوجب على دول التحالف بناء خطة عمل قابلة للتنفيذ, حيث يتم مساعدة هذه الملايين المهاجرة من هذه الشعوب على أرض دولها فقط دون ما استيعابها تحسباً للمستقبل, وللظروف الحياتية الاجتماعية والسياسية التي ستواجه البشرية جمعاء.
واقبلوا فائق تقديرنا واحترامنا.
معاً وسوياً لنبني مجتمعاً حضارياً متجدداً أفضل . . .
وسوم: العدد 849