احتفل بالمولد النبوي ولو عارضك بعض علماء المالكية

وأنا أقرأ عن فضائل الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أقرأ أيضا في ثنايا هذه الكتب أنّ بعض علماء المالكية كابن الحاج والفاكهاني رحمة الله عليهما وهما يستنكران الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ويريد صاحب الأسطر أن يتطرّق للموضوع ويعالج المشكلة بطريقته الخاصّة وهي:

1.   من الآداب والأخلاق التي تربى عليها المحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه يذكر وباحترام بالغ وجهة نظر المعارضين للاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهذا مظهر من مظاهر الحضارة التي من المفروض أن يتمسّك بها كلّ منصف محبّ لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

2.   صباح اليوم وأنا في جلسة مع إمام نرتشف فنجان قهوة وممّا قلت له: لا حظت أنّ بعض الأئمة والذين يحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين يذكر أمامهم أنّ بعض علماء المالكية كابن الحاج والفاكهاني رحمة الله عليهما يعارضان الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يدبّ إليهم اليأس والفشل ممّا سمعوا أو قرؤوا فيتراجعون عن الاحتفال أو يخفّ  حبّهم لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهذا من الأخطاء التي ما كان أن يقع فيها البعض والمطلوب معالجتها ومواجهتها بالنقاط المذكورة أدناه.

3.   ليس عيبا أن يذكر المؤمن المحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّ علماء كابن الحاج والفاكهاني رحمة الله عليهما أخطؤوا حين عارضوا الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا ينقص ذلك من مكانتهم شيئا ويظلّ المرء يعرف قدرهم ويحترم مكانتهم ويأخذ منهم في غير هذه النقطة التي لم يوفّقوا فيها ونفس القاعدة تطبّق على كلّ فقيه وعالم عارض الاحتفال ومن أيّ مذهب وفي أيّ عصر كان.

4.   سبق لي أن كتبت في سنوات الماضية 2015 و 2016 مقالات حول احتفال الأستاذين البشير الإبراهيمي[1] وعبد الحميد بن باديس[2] رحمة الله عليهما وأنا أنقل مظاهر احتفالهما بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من كتبهما "آثار البشير الإبراهيمي" و "آثار عبد الحميد بن باديس" ولم أقل: كيف ترفضون الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم والأستاذين يحتفلان بالمولد الشريف؟.

5.   المؤمن الثّابت المتيقن عن علم وفقه وتجربة لا تثنيه آراء العلماء المخالفين لمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولو كان علماء الأمّة من أمثال ابن الحاج والفاكهاني رحمة الله عليهما وفي نفس الوقت وانطلاقا من ثباته ويقينه وعلمه وأخلاقه لا يخفي أبدا أقوال المعارضين للاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا يختار ما يوافق هواه فيعلن الذي عارض الاحتفال ويخفي عمدا الذي يحتفل بالمولد الشريف وهو الذي اتّخذه شيخا وقدوة.

6.   من آداب التعامل مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّ المرء يذكر في نفس الوقت الذين عارضوا الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كابن الحاج والفاكهاني رحمة الله عليهما ويذكر أيضا الذين احتفلوا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كالبشير الإبراهيمي وعبد الحميد بن باديس رحمة الله عليهما. ومن أظهر هذا دون ذاك فقد أخطأ وأساء ومن أخفى ذاك دون هذا فقد أخطأ وأساء ومن تمام الإنصاف أن يذكر الجميع.

[1] راجع مقالنا بعنوان: " أمير البيان محمد البشير الإبراهيمي يحتفل بالمولد النبوي" وبتاريخ: الثلاثاء06ربيع الأول 1438، الموافق لـ 06ديسمبر 2016.

[2] راجع مقالنا بعنوان: " المولد النبوي الشريف.. إحتفال ابن باديس بالمولد" وبتاريخ: الأربعاء12 صفر: 1436 هـ الموافق لـ: 23 ديسمبر 2015.

وسوم: العدد 850