التكفير !
الأصل في المسلم بقاؤه على دينه
لايخرج منه بشبهة أو تأويل .
لقوله عليه السلام :
( أيما رجل قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما )
فإخراج المسلم عن هذا الأصل وهو الإسلام والحكم بالتكفير هوَّة سحيقة سقط فيها بعض المتسرعين الذين لايحتاطون لدينهم ولاينظرون إلى الأمور والمسائل نظرة موضوعية ولايخافون الله في إخوانهم فيمغطونهم حقوقهم .
والخوارج كفَّروا أصحاب محمد عليه السلام بالشبهات الباطلة والتأويلات الفاسدة !!
وكل طالب لنجاة نفسه عليه أن يكفَّ عن الكلام في الناس وأن ينشغل بأمر نفسه طلبا للعلم أو عبادة لله أو إصلاحا لأمر الناس .
وأن يحفظ لسانه عن الكلام في العلماء وطلبة العلم والدعاة والبحث عن عثراتهم وتتبع زلاتهم !!!
فإن هذا من مساوئ الأخلاق :
فأكفّر وأفسق وأبدّع وأشهَّر
وكأني خلقت لهذا .
الأصل إحسان الظن بالمسلم
وإذا فتح باب التكفير وتجرأ عليه العوام والجّهال وتبعه استحلال الدماء والأموال ؟؟؟
وانشغل المسلمون بعضهم ببعض
وكُفي أعداؤهم ؟؟؟
فمتى نفيق من هذا السبات العميق !!!
إن الاسلام اليوم محجوب بمساوئ أهله
وشعوبه صارت مسخرة يتسلى بها الإعلام في كل مكان ؟؟؟
فإذا أرادوا التمثيل على التبذير أو الدموية أو الشهوانية ..
فأقرب وسيلة إليهم السحنة الإسلامية واللباس العربي !!!!
والمخالفة التي يقع بها عموم المسلمين نوعان :
1 - الأول:
مخالفة لما ليس كفراً في الشريعة
بل معصية أو فسق
فهذا لايكفر فاعله .
بل من فعل كبيرة صار فاسقا مع إيمانه الناقص ..
فهو مؤمن بإيمانه .. فاسق بكبيرته .
وتكفير هذا من مقالات الخوارج المخالفة لقول جماهير المسلمين .
بل صاحب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان .
وهذا من أخطر المسائل
(تكفير المسلمين بذنوبهم ) !!!!
ولو كانت من الكبائر
ولو كانوا مجاهرين بها
ولو كانوا مصرين عليها
فهم على خطر عظيم
إن شاء الله غفر لهم
وإن شاء عذبهم بذنبهم .
ونسأل الله أن يغفر لهم ويتجاوز عنهم
ويسامح أولئك المشغولين بتصيد مايظنونها أخطاء ومحاصرتهم بها
فهذا مرتد وذاك كافر ؟؟؟؟؟
وذلك لما في التكفير من المخاطر الجسيمة باستحلال دمه وماله وعرضه
ورفع الولاية عن أولاده وبينونة زوجته منه ومنع ميراثه وترك الصلاة عليه ودفنه ...
الى غير ذلك من اللوازم المبنية على الحكم بتكفيره ؟؟
فلا مصلحة للشباب في تعاطي مثل هذه المسائل ولا في تربيتهم على ازدراء الناس والحطّ من أقدارهم فإن :
( من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) النساء 93.
و ( لعّن المؤمن كقتله ) رواه البخاري ومسلم .
ولعلك تلحظ أن كثيرين جعلوا أنفسهم في مقام أئمة الجرح والتعديل ؟؟؟
وصاروا يتتبعون أخطاء فلان وفلان ؟؟؟
حتى لو سألتهم عن صواب فلان وفلان
قالوا : لاندري !!!
لأنهم مشغولون بجمع خطئه !!!
نسأل الله لهم الهداية .
2 - والثاني :
من يقع في مخالفة هي كفر في الشريعة ويخرج من الملة .
فهذا إن كان يظهر الإسلام وفعل ماهو من هذا فلا يكفر .
إلا حيث عُلم قيام الحجة عليه
التي من خالفها كان كافرا .
كمن سب الله ورسوله ولعن المصحف وأمثال ذلك
فهذا يكفر للعلم بأنه كافر زنديق
لكن لايكفر إلا إذا قامت الحجة عليه
ولابد في تكفيره من توافر الشروط وتحقق الأهلية وزوال الموانع والعوارض
كالجهل وقلة العقل .
والأولى الاحتياط .
فقد حذر النبي عليه السلام من ذلك أشد التحذير حتى قال :
( أيما رجلٍ قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما )
أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر .
وقال : ( من دعا رجلا بالكفر أو قال :
عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه )
اي رجع عليه .
وإذا كان الرسول عليه السلام قال :
( لعن المؤمن كقتله )
فما بالك فيمن يكفره ؟؟؟؟
والكفر أشد من اللعن !!!!
ختاما :
( التَّكفير هو صنيع الجهَّال ..
ولا يسارع إلى التَّكفير إلا الجهلة ..
والخطأ في ترك ألف كافر
أهون من الخطأ في سفك دم مسلم ..
وعليك بكفّ لسانك عن أهل القبلة ماأمكنك )
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والله أكبر .. والعزة لله
وسوم: العدد 853