الشيعة وحرب الوكالة في سوريا
فما يحدث في سوريا أوضح شاهد على ما يمكن أن نسميه بالحرب الكونية على الإسلام، فتكالب القوى، رغم تفرق مشاربهم المتكالبين ومناهجهم وأهدافهم، يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى توحد الغاية، وهي هنا منع وصول الإسلام (عقيدة وشريعة) إلى منصة الحكم، سيما في بلد مثل سوريا.
بات من الواضح لكل متابع للشأنين العربي والإسلامي أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا حرب بالوكالة يديرها الشيعة مع الامبراطوريات الكبرى المسيطرة على العالم سيما امبراطوريات أمريكا والصين وروسيا، فالجميع يعي أن الصحوة العربية/الإسلامية، نذير شؤم عليهم، فصحوة العالم الإسلامي من شأنها إعادة كثير من الحقوق المسلوبه، واستنهاض المسلم واسترجاع مكانته من بعد قرون من الكبوات والاستغلال من قبل الغرب ووكلائه في بلدان العالم الإسلامي؛ من الساسة والحكام ورجال المال والاقتصاد.
فما يحدث في سوريا أوضح شاهد على ما يمكن أن نسميه بالحرب الكونية على الإسلام، فتكالب القوى، رغم تفرق مشاربهم المتكالبين ومناهجهم وأهدافهم، يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى توحد الغاية، وهي هنا منع وصول الإسلام (عقيدة وشريعة) إلى منصة الحكم، سيما في بلد مثل سوريا.
لهذا الأمر اصطف الغرب مع الشيعة، وتوحدوا في هذه المرحلة، وما يهمنا هنا هو إبراز حجم الدعم الشيعي (الإيراني) للأسد وشبيحته، حيث أشار خبراء أمنيون إلى أن عدد المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب نظام الأسد بسوريا يبلغ نحو 40 ألف مقاتل.
وقال الخبراء، إن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريبات على أيدي ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، جاء ذلك خلال اجتماع لخبراء ومسؤولين أمنيين في منتدى مراكش الأمني الشهر الماضي.
وإلى ذات الأمر أشار صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله الشيعي اللبناني، حيث أشار إلى ذهاب أعداد كبيرة من حزب الله اللبناني إلى سوريا بحجة الدفاع عن المقامات الشيعية، معتبراً أنها وسائل إعلامية يراد منها استغباء بعض الناس وسوق بعض البسطاء والمساكين الذين قد يخدعهم هذا الأمر.
وطالب الطفيلي الحزب بأن يقر بأنه يقاتل في سوريا دفاعا عن النظام، معرباً عن استغرابه بأن يزح الحزب بلبنان والشيعة في أتون معركة واضحة النتائج، لافتاً إلى أنه حذر مراراً من أن الأزمة السورية ستلتهم لبنان، وأن الحزب يتحمل مسؤولية قتل الأبرياء في لبنان.
فالشيعة يجيشون وينفقون بسعة من أجل إبقاء الأسد؛ لأنهم يعلمون أنه بذهاب الأسد سينتهي حلم إقامة كيانهم المزعوم واسترجاع أمجاد دولة آل ساسان، فالأسد حليف مثالي يجمع بين رضا الغرب وإسرائيل عليه، وولائه للشيعة (الإيرانيين) فضلاً عن كرهه الشديد لأهل السنة، والعمل الدؤوب على وقف المد السني في سوريا.
فهذه الأمور وغيرها جعلت من بقاء الأسد أمراً حتمياً، وإلا ضاع حلم الشيعة من جانب، واضطربت حسابات الغرب من جانب آخر، سيما فيما يخص أمن إسرائيل ومصالح الغرب.
لذلك فالحرب في سوريا صارت حرب سفرية، فإما أن ينتهي وجود الأسد، وتعود سوريا إلى السوريين، وإما أن يُقضى على الثوار لتعود سوريا من جديد إلى طور آخر من أطوار الاستبداد، لكنه سيكون هذه المرة استبداداً دموياً، لن يرحم سنياً، أو حراً طالب يوما ما برحيل بشار.