إلى أصحاب الثوابت الخمسة، على أي صِير تصيرون !؟
لن يستطيع هدير محركات طائرات بوتين ، ولا أصوات قنابله العنقودية والفراغية أن يحجب صوت الشرع والعقل عن وعي قوم يعقلون ؟!!
ومنذ 2015 على ما نذكر ، وبعد أن قام بوتين باحتلال سورية الجغرافيا والديمغرافيا والقرار والبر والبحر والجو ؛ بادر حضور قوي من السوريين يتقدمه المجلس الإسلامي على إعلان ما سمي يومها مبادئ الثورة الخمسة : سقوط نظام الأسد - وتفكيك أجهزته الأمنية - وخروج الجيوش المحتلة من الأرض السورية - والحفاظ على وحدة سورية أرضا وشعبا - وأخيرا رفض المحاصصات الطائفية ..
وعندما أعلن الأئمة المتقدمون عن مبادئهم تلك أمّن خلفهم كل المقتدين من أمثالنا : آمين ..أمين فارتجت لها الأرجاء والأنحاء ..
واليوم وبعد ما يقرب من خمس سنوات من ذلك الإعلان . خمس سنوات كان فيها كل الذي علمنا وذقنا ، مما لم يعد الحديث عنه بالأمر المرجّم كما يقول زهير الحكيم...أليس من حق أن نتساءل : وماذا بقي من أمر الثوابت تلك ؟! ماذا بقي من أمر بائعة اللبن الصغيرة ، بعد أن كسر بوتين جرتها ، وسفح لبنها ..وأين أسراب دجاجاتها وسلال بيضها وقطعان غنمها وبقرها ؟!
أين ؟! وماذا ؟! وما صِير الأمر ؟!
والسؤال سؤال تذكير وليس سؤال تثريب أو تقريع ...
أين ؟! ، وماذا ؟! وما صير الأمر ؟!
والسؤال لكل الذين تحالفوا على الثوابت الخمسة ، والتحفوها زمانا يتغطون بها ، وليس للمجلس الإسلامي وحده !!
أين نحن ؟! أين هم ؟! أين الثورة ؟! أين ثوابتها ؟! أين أهدافها ؟! أين أصدقاؤها ؟! أين سورية والسوريون من كل الذي كان ..؟!
أين ....؟!
و " النضال الوطني " اليوم يحصر أهدافه الواقعية والعملية في " دستور أقل سوء" وفي "شكل من أشكال الشراكة الوطنية" تحاك بين السداة الروسية واللحمة الأمريكية وكفى .. وما بين الظفرين منقول مقتبس عن الرواد الوطنيين !!
وعلام ؟ والسؤال موجه إلى الذين لا يسكرون ، ويظلون في صحوهم يتفكرون ؛ وعلام ؟! وينقطع السؤال ونحن نستقبل مع كل صباح المزيد مع المزيد ثم المزيد !!
ما هو صِير الأمر الذي به يحلم به الحالمون حتى على طريقة بائعة اللبن الصغيرة وجرتها المكسورة وحليبها المسفوح ؟!!!
لقد كانت مبادرة المجلس الإسلامي والقوى المتحالفة معه يوم بادر مذكورة مشكورة مبرورة متفهمة معقولة ذات حقيقة..
الشريعة تعلمنا أن القول : لا يطلق في فراغ ..
وعندما سأل رسول الله صاحبه الفتي حارثة : كيف أصبحت يا حارثة ؟ وأجاب حارثة : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله !!
عاوده الرسول الكريم : فإن لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك ؟!
وهو السؤال الذي يجب أن يظل مطروحا على كل قائل ذي دعوى ..
أين نحن من حقيقة الثوابت ؟!
وإذا قلتم أمر ما قد نسخها ، فما ثوابتنا ولا أريد أن أقول ثوابتكم الجديدة التي نلتف بها عليكم ؟!
ما صِير أمرنا في سورية على ضوء ما علمنا وذقنا ، وصِير الأمر : عاقبته وغايته ومنتهاه وخاتمته ؛ ثم هل صير الأمر كما تقدره العقول يستحق هذا الذي نستقبله مع كل صباح بالحسبلة والحوقلة والاسترجاع ؟!!!
سؤالي للذين : يعقلون فيتفكرون ويتدبرون ..
وحين ندير ظهورنا للكثيرين ممن يمكن أن نسميهم أدعياء ؛ فإن إدارة الظهر هذه لا يمكن أن تكون لمن كانوا الحاملين للواء ثوابت الثورة الخمسة . والمبادرة في الضراء كالمبادرة في السراء..
ويتولى حارها من تولى قارها .. ولنعلم جميعا أننا بين يدي الله مسؤولون ..
(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ).
وأول الفكرة ذكرى . وعاصم القول تقوى وسداد .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
وسوم: العدد 861