مؤشرات الأمن والاستقرار... الاغتيالات في مناطق المعارضة خلال عامين
يُعدُّ الملف الأمنيّ أحدَ أبرزِ الإشكاليات المُركّبة التي تعاني منها مناطق سيطرة المعارضة المسلّحة في الشمال السوري، وأهم العقبات والتحديات التي تحاول القوى المسيطرة على تلك المناطق إيجاد حلول لها، ضمن بيئة مضطربة أمنياً، وتعتبر عمليات الاغتيال بما تمثله من اختراق أمنيّ، مؤشراً هاماً لطبيعة ودرجة الاستقرار الأمني ومستوى إدارة هذا الملف والقدرة على ضبطه من قبل القوى المسيطرة، خاصة مع ازدياد وتيرة تلك العمليات وتفاوت أهدافها وتعدد منفذيها واختلاف أساليبها.
وقد عملت وحدة المعلومات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية على متابعة هذا الملف خلال عامين، عبر نموذج خاص لرصد تلك العمليات وتحليل بياناتها كمؤشرات للاستقرار الأمني، وإخراجها ضمن تقارير دوريّة توضح نتائجها وما أسفرت عنهُ، مقابل الجهات المُنفذة-إن عُلِمت-وكذلك الجهات المُستهدفة، حيث أنتجت وحدة المعلومات خلال عاميّ 2018-2019 خمسة تقارير، توزعت حسب الأشهر على الشكل التالي:
التقرير الأول: رصد التقرير عمليات الاغتيال في النصف الأول من العام 2018، ضمن مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في تلك الفترة، والتي خسرت أغلبها لاحقاً، وبلغت حصيلة تلك العمليات 212 محاولة، تركز أغلبها في إدلب، وكانت المجموعات الجهادية الطرف الأكثر استهدافاً في تلك المحاولات، في حين بقيت الجهات المنفذة مجهولة في أغلبها. التقرير الثاني: رصد التقرير عمليات الاغتيال خلال الفترة الممتدة من تموز حتى تشرين الأول 2018، ضمن مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في ريف حلب ومحافظة إدلب، وبلغت حصيلة تلك العمليات 159 محاولة، تركز أغلبها في إدلب، وكانت الجهات المدنية الطرف الأكثر استهدافاً في تلك المحاولات، بينما برزت في تلك الفترة غرفة عمليات "غضب الزينون" كأكثر جهة تبنت تنفيذ تلك العمليات، خاصة في ريف حلب. التقرير الثالث: رصد التقرير عمليات الاغتيال خلال الفترة الممتدة من تشرين الثاني 2018 حتى كانون الثاني 2019، ضمن مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في ريف حلب ومحافظة إدلب، وبلغت حصيلة تلك العمليات 91 محاولة، تركز أغلبها في إدلب، وكانت الفصائل العسكرية الطرف الأكثر استهدافاً في تلك المحاولات، بينما تبنت غرفة عمليات "غضب الزينون" أغلب الاغتيالات، في حين بقيت نسبة كبيرة منها مجهولة الُمنفذ. التقرير الرابع: رصد التقرير عمليات الاغتيال خلال الفترة الممتدة من شباط حتى تموز 2019، ضمن مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في ريف حلب ومحافظة إدلب، وبلغت حصيلة تلك العمليات 101 محاولة مُخلفةً 234 ضحية، تركز أغلبها في مدينة عفرين، وكانت الجهات المدنية والفصائل العسكرية الطرف الأكثر استهدافاً، في حين تبنت غرفة عمليات "غضب الزينون" أغلب الاغتيالات. التقرير الخامس: رصد التقرير عمليات الاغتيال خلال الفترة الممتدة من آب وحتى كانون الأول 2019، ضمن مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في ريف حلب ومحافظة إدلب، وبلغت حصيلة تلك العمليات 55 محاولة مُخلفةً 143 ضحية، تركز أغلبها في ريف حلب، وكانت فصائل الجيش الوطني والشرطة المحليّة الجهات الأكثر استهدافاً، بينما تبنت غرفة عمليات "غضب الزينون" أغلب تلك الاغتيالات، في حين بقيت نسبة كبيرة منها مجهولة الُمنفذ.
وسوم: العدد 865