المجتمعات: بين قوى الدفع والشدّ، نحو الهاوية، أو نحو النجاة!
المجتمعات البشرية : كتلٌ مجمّعة ، ضمن دول و قبائل وأحزاب .. ومدن وأحياء وقرى ..!
وهي خاضعة : للشدّ والدفع والجذب .. إلى اليمين وإلى الشمال ، وإلى الأمام وإلى الخلف .. في حركات دائبة ، تتحكّم فيها عوامل : اجتماعية وسياسية ، واقتصادية وثقافية وخلقية.. وتتصارع فيها، وحولها، مصالح وأهواء، وقوى وأوزان، متنوّعة.. وأحجام مختلفة ، من البشر، والكتل الاجتماعية ، التي ينتمي إليها هؤلاء البشر!
فالمجتمعات : عامّة ، بين أشكال متنوّعة من الحركة ، وفي اتّجاهات مختلفة ، لهذه الحركة !
دفع نحو الهاوية :
تختلف المناظير البشرية ، حول الهاوية ، كما تختلف زوايا الرؤية ، حولها ! ففي حين يرى أناس ، طريقاً معيّناً ، يؤدّي إلى الهاوية .. يراه آخرون ، طريقاً للنجاة! ويعجز كثيرون ، عن تحديد وجهة سيرهم ، الخاصّة بهم ، فيلتحق بعضهم بأحد الفرقاء ، رغباً أو رهباً ، أو انسياقاً وراء مَن يثقون به !
ومثل الدفع نحو الهاوية ، يختلف الناس ، في الشدّ نحو الهاوية ، وفي الدفع نحو النجاة ..!
فما العناصر المؤثرة ، في الشدّ والدفع والجذب؟ إنها عناصر كثيرة ، ومن أبرزها:
الولاءات الاجتماعية : للأسرة وللقبيلة وللحيّ .. وهذه الولاءات تتحكّم بها ، القوى البشرية ، في المجتمع ، سواء أكانت على مستوى أفراد،أم على مستوى كتل بشرية، صغيرة أو كبيرة !
الولاءات السياسية : للحزب ، أو التيار السياسي ، أو الكتلة السياسية ، أو الفكر السياسي .. وهذه الولاءات يتحكّم بها ، عناصر نافذة ، أو متنفّذة ، ضمن الحزب ، أو التيار، أو الكتلة ، أو التجمّع الفكري ..!
هذا ماهو قائم ، اليوم ، في المجتمعات المعاصرة .. وهي تختلف ، قليلاً أو كثيراً، عمّا كانت عليه المجتمعات القديمة !
وتظلّ الصراعات محتدمة ومستمرّة ، على سائر المستويات ، تحكمها قوى متنوّعة، بأخلاق متباينة ..!
ولكلّ وجهَةٌ هوَ مُولّيها.. !
وسوم: العدد 868