الوَباء : مضارّ ومنافع .. وتوظيفات شتّى !
مضارّ الوباء معروفة ، تتحدّث عنها وسائل الإعلام ، المحلّية والعالمية ، صباحَ مساءَ،
ولا داعيَ للإفاضة ، في الحديث عنها !
أمّا منافع الوباء ، فتختلف ، من جهة إلى جهة ، ومن شخص إلى آخر؛ لاسيّما لدى الساسة، المحترفين المتمرّسين !
إن توظيف المآسي معروف ، من عهد بعيد ، وأشكاله شتّى ، تختلف من بيئة إلى بيئة ، ومن زمن إلى زمن ، ومن شخص إلى شخص .. وبين حالة وحالة !
وقد دأب بعض الساسة ، على توظيف المآسي ، بأشكال متنوّعة ؛ لاسيّما في حلّ بعض المشكلات الديبلوماسية ، العالقة بين بعض الدول .. وفي عقد الصفقات ، الاقتصادية ، أو السياسية بين الدول ؛ حتّى لقد سمّى بعض الإعلاميين ، نوعاً من الديبلوماسية : ديبلوماسية المآسي !
لكن الطريف ، أن المَنافع ، لدى جهة معيّنة ، هي ، ذاتها ، المضارّ ، لدى جهة غيرها ، على مبدأ مَن قال :
كذا قَضَت الأيّامُ ، مابين أهلِها مَصائبُ قومٍ ، عندَ قومٍ ، فَوائدُ !
وحَسبُنا أن نقف ، عند الوباء الآخير، الذي اجتاح العالم ، لنرى بعض عمليات التوظيف : السياسي والاقتصادي والإنساني ..!
فقد تبادل ، كلّ من أمريكا والصين ، التهَمَ ، حول نشر الوباء ؛ كلّ منهما تتّهم الثانية ، بأنها نشرت الوباء ، بشكل متعمّد ، لتحقيق مصالح معيّنة لها ، في العالم !
كما سعت إيران ، إلى توظيف الداء ، لرفع العقوبات الأمريكية ، عنها ؛ حين اتّهمت أمريكا، بأن عقوباتها منعت إيران ، من مكافحة الداء ، وإن عجز إيران ، عن مكافحته ، يجعله ينتشر في العالم !
وأصحابُ نظرية المؤامرة ، يرون أن أمريكا ، صنّعت الفيروس ، في مختبراتها ، لشن حرب بيولوجية ، أو جرثومية ، ضدّ العالم ، وصنّعت العلاج ، لهذا الوباء ، كي تتاجر به ، وتبيعه إلى دول العالم ، بأسعار مرتفعة ، تتحكّم هي بها ! مع أن أمريكا ، صارت من الدول الأولى ، في انتشار الوباء ، على أراضيها !
ولا ننسى ، بالطبع ، الحكّام المستبدّين ، الذين يوظفون الوباء ، للتخلص ممّن ينافسهم ، على السيادة ، من كبار العسكر والساسة ؛ إذ يقتلونهم ، وينسبون القتل ، إلى الوباء !
كما لايغيب عن الذهن ، أن بعض الدول صنّعت بعض الأوبئة الفكرية ، المحسوبة على الإسلام، لتتّخذها ذرائع ، في محاربة المسلمين ، في كلّ مكان !
ولعلّ من المستحسن ، بصدد الحديث عن توظيف المآسي ، إيراد الطرفة القائلة : فلان يَقطع يدَه، ليشحذ عليها !
وسوم: العدد 869