نتمنّى أن يَصيروا بشراً أسوياء .. لكن ..!
قال الشاعر:
أريد حياتَه ، ويريد قتليْ عَذيرُك ، مِن خَليلكَ ، مِن مُراد !
إنها سنّة الله في خلقه ، من أيّام قابيل القاتل ، وأخيه هابيل القتيل ! سنّة الصراع ، بين الخير والشرّ .. بين الطِيبَة والخُبث .. بين الدعوة إلى مايريده الله ، والدعوة إلى مايريده الشيطان ..!
واستمرّت سلسلة الصراع ، طويلة ، ممتدّة ، عبر الزمان والمكان !
أرسل الله أنبياءه ، للشعوب العاصية ، المتمرّدة على شرائع الله ، فقاوم الفَسقة والظالمون ، الأنبياءَ ، فنصر الله أنبياءه ، وأهلك المجرمين ، بطرائق شتّى من الهلاك ، بعد أن صبر الأنبياء ، على ظلم شعوبهم لهم ، وعلى ظلم الحكّام لهم ، وعلى ظلم مَلأ الحكام لهم .. وعلى استخفاف هؤلاء ، بهم ، وبدعواتهم ؛ ذلك أن الأنبياء ، كانوا يحرصون ، على العدل والحقّ ، والأخلاق النبيلة ، وفقَ الهدي الربّاني .. وأقوامُهم استسلموا ، لشهواتهم الحسّية ، وضلالاتهم العَقدية ! ولم يكن الأنبياء يطلبون ، من أقوامهم شيئاً لأنفسهم ، إنّما يريدون الحياة الطيّبة ، لهؤلاء الأقوام ، في الدنيا والآخرة !
لبث نوح في قومه ، ألفاً إلاّ خمسين عاماً ، يدعوهم إلى الله ، فما آمن معه إلاّ قليل، فدعا الله أن يهلكهم ، فأهلكهم بالطوفان !
وجاءت ، بعد قوم نوح ، أقوام كثيرة ، مثل : عاد وثمود ، وأهل مديَن ، وقوم تُبّع، وغيرهم .. فكذّبوا الرسل ، فأهلكهم الله ، كلاّ بطريقة : بعضُهم بالرياح القويّة.. وبعضهم بالصيحة .. وبعضهم بالغرق .. وبعضهم بالخسف ..!
بعض الأقوام قتلوا أنبياءهم ، كما فعل اليهود ، مع زكريّا ويحيى ، وكما همّوا بقتل المسيح ، فشُبّه لهم ، ورفعه الله !
حين اشتد أذى المشركين ،على النبيّ ، نزل جبريل ، يخبر النبيّ ، بأن معه ملك الجبال ، ويسأله إن كان يريد ، أن يُطبق عليهم الأخشبَين ! فأوضح النبيّ أنه ، يرجو أن يُخرج الله ، من أصلابهم ، من يوحّده ، ولايشرك به شيئاً .. ودعا لهم بالهداية ، قائلاً : اللهمّ اهدِ قومي ، فإنهم لايَعلمون !
إنه منهج الدعوة إلى الله ، في كلّ عصر ومصر! أفلا يتمنّى الدعاة المخلصون، للبشر، اليوم ، الهداية والخير، ورفعَ الوباء عنهم ، برغم مافي بعضهم من سوء ، وما يمارسه عُتاتهم من أذى ، للمؤمنين ، خاصّة ؟
وسوم: العدد 870