أردوغان شغلهم الشاغل.. ماكينات إعلام عربية تلفق وتزعم وتدعي (تقرير)
بات النجاح الذي تحققه تركيا في احتواء الآثار السلبية لفيروس “كورونا” مقارنة بعدد من دول العالم وخاصة الأوروبية، يشكل هاجسا يؤرق بعض وسائل الإعلام العربية المعادية لتركيا.
وتحاول تلك الوسائل الإعلامية وفي خطوات بعيدة عن المهنية ومصداقية العمل الصحفي والإعلامي، تأليف الأخبار السلبية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو عن الاقتصاد التركي أو عن القطاع الطبي أو عن أي قطاع آخر.
وفي آخر صيحات تلك الوسائل، نسج الأخبار بالاعتماد على تقرير غربي يوجه سهامه صوب الاقتصاد التركي مدعيا أنه “اقتصاد منهار وأن أزمة كورونا ستجعل الرئيس أردوغان في موقف لا يحسد عليه أمام شعبه وحكومته”، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك زاعمة أن “كارثة اقتصادية تنتظر تركيا بسبب سياسة وأخطاء أردوغان”.
ولم تكتف تلك الوسائل الإعلامية بتلفيق التهم للاقتصاد التركي، بل توجهت نحو الجانب الطبي، لتقول إن “أردوغان فصل عددا من العاملين في المجال الطبي متسببا بذلك بنقص في الكوادر الطبية في ظل أزمة كورونا”، مدعية أيضا أن “المعارضة التركية حاولت إعادة الكادر الطبي المفصول من عمله إلا أن أردوغان لم يقبل بذلك”.
ووسط كل تلك الإدعاءات والتهم وبث السموم من مطبخ تلك الوسائل الإعلامية العربية، إلا أنها لم تكلف نفسها عناء البحث والتحقق من مصداقية كل مايشاع عن الاقتصاد التركي والواقع الطبي وحتى عن الرئيس أردوغان نفسه.
كما أن تلك الماكينات الإعلامية لو كلفت نفسها قليلا واستمعت لخطابات أردوغان الذي أكد في أكثر من مناسبة لوسائل الإعلام العربية والغربية أن “أبوابنا مفتوحة لكم.. تعالوا إلينا وخذوا الأخبار الصحيحة والأرقام من مصادرها”، لكانت أبعدت عنها صفة “اللامهنية”، حسب مراقبين.
كما أن تلك الماكينات الإعلامية لو عادت إلى الوراء قليلا وتحديدا قبل أسابيع قليلة، وتابعت ما ذكر محللون اقتصاديون وأطباء مختصون لـ”وكالة أنباء تركيا”، لكانوا أدركوا أن “سحر الأخبار الملفقة سينقلب على الساحر”.
ففي الجانب الاقتصادي، أكد المحلل السياسي والاقتصادي يوسف كاتب أوغلو، أن تركيا ستنافس الصين وغيرها من الدول وستقبل “محنة” أزمة “كورونا” إلى “منحة”، وأن لحكومة التركية من أجل ذلك اتخذت إجراءات صارمة وهي إجراءات ناجحة من ناحية التوقيت، ألا وهو ما يسمى الدرع الوقائي الاقتصادي، من خلال تخصيص 10 مليار ليرة تركية، وهي حزمة من الدعم الاقتصادي للسوق الداخلي سواء كان للمنتجين الصغار أو المؤسسات المتوسطة والصغيرة أو للصناعيين أو للمزارعيين، أو حتى للكثير من القطاعات التي تشهد ركودا أو تباطؤ في البيع.
وأضاف كاتب أوغلو أن هناك مؤشرات قوية أن تركيا ستسفيد من ركود الآخرين وانشغال الآخرين بكيفية السيطرة على تبعات ونتائج أزمة “كورونا” كونها دولة ذات انتاجية عالية واقتصاد مبنيي على الإنتاج الحقيقي ما سيمكن تركيا من أن تتعافى بسرعة.
أما على الصعيد الطبي، فتركيا تحتل مركزا مميزا في الصناعات الطبية، ووجدنا في ظل أزمة “كورونا” كيف نجحت تركيا في تطوير منتج مهم جدا للكشف عن الفيروس بشكل دقيق وسريع، وتم بيع نصف مليون قطعة من هذا المنتج لأمريكا وهناك طلبات كثيرة عليه من باقي الدول، حسب كاتب أوغلو.
وطبيا أيضا، فإن العلماء الأتراك يسابقون الزمن للوصول إلى اللقاح ضد الفيروس وهدفها تخليص البشرية منه، وهذا ما أكده الطبيب زهير حنيضل، الذي قال إن “الأطباء الأتراك يخوضون معركة شرسة في مجال البحث العلمي للوصول للمصل المضاد لفيروس (كورونا)، وقد تحققت خطوتان مهمتان وهما عزل الفيروس واستخدام بلازما دم من تعافوا من الفيروس في استطباب مرضى آخرين”.
وأضاف حنيضل أن “الوصول للمصل سيكلل جهود تركيا الجبارة في مجال الطب، و يؤكد ريادتها و أحقيتها لتكون محط أنظار الجميع كمخلص للبشرية، و كلنا ثقة بقدرة تركيا و علمائها”.
أما فيما يخص الرعاية والتدابير الصحية الوقائية، فقد قارنت مصادر طبية ومدنية، الإجراءات والتدابير الوقائية التي انتهجتها وسارت عليها وما تزال الحكومة التركية للحد من انتشار فيروس “كورونا”، وبين الإجراءات المتخذة في العديد من أهم الدول الأوروبية.
وفي هذا الصدد قال أخصائي الجراحة العامة وجراحة الأوعية، الدكتور أحمد العاصي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “من حسن الحظ أن يكون مقر إقامتك في تركيا، حيث اتخذت الحكومة تدابير احترازية ووقائية للحد من انتشار فيروس (كوورنا) دون إثارة الذعر والهلع بين المواطنين، وهو الأمر الذي سبقت فيه تركيا الكثير من الدول الأوروبية”
في حين يرى مراقبون أن تركيا تتعامل مع أزمة “كورونا” بمنتهى الدقة والشفافية، حيث تطلع تطلع مواطنيها باستمرار على كل الخطوات التي تخطوها للوقاية من الفيروس.
ووسط كل ما ذكر والذي هو “غيض من فيض”، يطالب مراقبون تلك الماكينات العربية بتصحيح البوصلة جيدا وعدم تجاهل الجهود التي تبذلها تركيا سواء أكان لشعبها أوحتى للدول المجاورة من خلال مد يد العون ومساندتها لتخطي أزمة “كورونا” بشهادة الدول نفسها عربية وغربية، والتي أشادت بالجهود التركية والمساعدت الطبية التي أرسلتها وما تزال في سبيل التكاتف للحد من وباء “كورونا”، ما يجعل تركيا تحتل المرتبة الأولى حول العالم بالنسبة لمساعدة الغير في محنة “كورونا”.
وسوم: العدد 872