هضبة الجولان والمتآمرون الثلاثة
المتآمرون الثلاثة المعنيون في عنوان هذه المقالة هم : حافظ الأسد ( وزير الدفاع السوري عام 1967)،ومناحيم مناحيم بيجن(رئيس وزراءأسرائيل إبان حرب يونيو1967) ،ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي صاحب الأعتراف (الرسمي!) بإسرائيلية هضبةالجولان!!)، وواضع الخارطة الجديدة لدولةالكيان الصهيوني والتي ضمنها( بتشديد الميم)هضبةالجولان العربية السورية كما لو كانت أرضاً إسرائيلية(!!)أوكما لو كانت مقاطعةأو مزرعةأمريكية
أما حاظ الأسد، فإن وصفه بالمتآمرلايعتبر كافياً، بعد إصداره البلاغ العسكري رقم 66 السيء الذكر بشقيه المشبوهين المتمثلين بالإعلان عن سقوط مدينة القنيطرة ( عاصمة هضبة الجولان ) بيد الجيش الإسرائيلي ، قبل أن يصلهافعلياً هذاالجيش ، وبأمر الإنسحاب الكيفي للجيش السوري من هضبةالجولان دونما قتال وتركه لقمة سائغة بيد جندودبابات وطائرات موشي ديان. ( أنظر شهادة الرائد فؤاد بريك الذي نشرناه في الحوار المتمدن تحت عنوان شهادة شهيد، بتاريخ 17.10.2014 )
إن إصدار حافظ الإسد للبلاغ 66 على النحو الذي أسلفناه ، يسمح لنا ، كشاهد عيان آنذاك ، أن نقبل بتهمة( الخيانة) الوطنيةوالعسكرية التي ألصقها البعض بهذا الوزير( وزيرالدفاع السوري في حرب يونيو 1967 ) صاحب هذا البلاغ المشبوه.
لقد شهدت حرب حزيران 1967 ، هزيمة نكراء لجيش حركة 23 شباط "االعقائدي !!"، وقد كان واضحاً لقطبي لجنة القاهرةالعسكرية ( جديد – الأسد )،أن هذه الهزيمة تحتاج إلى " كبش فداء " .ولقد أراد كل من زعيمي حركة 23 شباط ( حافظ الأسد وصلاح جديد ) إلصاق هذه الهزيمة بالآخر وجعله هو كبش الفداء الذي لابد منه لتغطية هذه الهزيمة ، ولما كان حافظ يهيمن عبر عدد من الضباط العلويين ( الطائفيين )الكبار والصغار ،على الجيش ، وأيضاً عبر دعم وتأييد بعض القوى الخارجية ، فقد استطاع أن ينتصر على صلاح جديد وقيادتيه القطرية والقومية( نور الدين الأتاسي ويوسف زعين ) ويزج بهم جميعاً في سجن المزةالعسكري عام 1970 ، وذلك في إطار ماأسماه يومها بالحركة "التصحيحية "، والتي ندعوها نحن ب الحركة "الضليلية" ،الأمر الذي ضمن له ولعائلته البقاء في السلطة حتى وفاته في حزيران عام 2000 ومن ثم توريث هذه السلطة بعجرها وبجرها وببعدهاالطائفي والعسكري إلى ابنه بشار ، وتركه بداية تحت حماية ولي الفقيه وقاسم سليماني في طهران ، ولاحقاً تحت حماية الرئيس فلادمير بوتين(جيض حميميم)، ولاسيما طائرات السوخوي وصواريخهاالمدمرة والحارقة .
المتآمر الثاني في هذه المقالة هو رئيس وزراء إسرائيل ،الذي يبدو أنه قد أصيب بعمى الألوان عند قراءته لقرار مجلس الأمن الدولي 242 ، تاريخ 22/10/1967 قبل أن يقرر برلمانه(الكنيست) في ديسمبر 1981 ضم الجزءالمحتل من الجولان الواقع غربي خط الهدنة 1974 إلى كيانه المصطنع، بشكل مخالف لمضمون هذاالقرار ، والذي ينص فيما ينص على :
"احترام سيادة دول المنطقة ، وعدم القبول بالإستيلاء على أراض بواسطة الحرب . ومخالف لقرار مجلس الأمن 338 تاريخ 22/11/1973 ،الذي أكد على ضرورة تنفيذ القرار 242 بجميع أجزائه فوراً" .
أما المتآمرالثالث ( أو ثالثة الأثافي ) المعني في عنوان هذه المقالة فهوالرئيس ترامب ،رئيس الولايات المتحدة الأمريكيةوالذي وقع ( بتشديد القاف ) بتاريخ 25 مارس 2019 مرسوماً همايونياً يعترف فيه بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها في حرب حزيران 1967 ، متجاهلاً بدوره قراري مجلس الأمن الدولي 242و338 وكما لو كانت هضبةالجولان أرضاً أمريكية!! . ولقد تمثل هذا التناغم السياسي بين نتنياهو( رئيس الوزراء الإسرائلي لاحقاً) وترامب ،في هذه المسألة( ضم هضبة الجولان لدولة الكيان الصهيوني) عندما عقد نتنياهو جلسةالأحد الأسبوعية لمجلس وزرائه في الجولان السوري المحتل ، لإعلان المصادقة( من هناك ) على قرارمجلس وزراء نتنياهو إقامة مستوطنة اسرائيلية جديدة تحمل اسم ترامب ،مكافأة له على قراره(الشجاع) بموافقة البيت الأبيض على ضم إسرائيل لهضبة الجولان بموجب قرار الكنيست السالف الذكر .
وسوم: العدد 878