العلماني عصيد يستهدف الإسلام والمسلمين بمقال تناول فيه موضوع نبش وتخريب القبور في التاريخ الإسلامي

جريا على عادته نشر العلماني المدعو أحمد عصيد مقالا مطولا على موقع هسبريس تحت عنوان : "  عصيد يستعرض ظاهرة نبش وتخريب القبور في التاريخ الإسلامي "  وقد قدم الموقع لمقاله بمقدمة لم يشر فيها إلى واضعها .

ولمعرفة الغرض من نشر عصيد هذا المقال المطول نشير إلى خاتمته وهي كالآتي :

  خاتمة:

(ليس الغرض من استعراض هذا المسلسل الطويل من العنف ضدّ الأموات في تاريخ المسلمين مجرد تحريك المواجع، بل نرمي من ورائه إلى معرفة جذور سلوكات تعتبر من مساوئ الماضي، بينما ما زال البعض يعتقد أنها صدفة من الصدف لا علاقة لها بثقافة المسلمين وأنماط تدينهم، في الوقت الذي يعتبرها البعض الآخر، ومنهم حنابلة اليوم، تقاليد عريقة تدخل في صميم عقيدتهم.

ويظهر هذا أن السكوت عن طابوهات التاريخ لا يساهم في تصحيح سلوكات الحاضر، وأنه لا ينفع إلا التربية الصحيحة، التي قوامها المعرفة والحرية والحق في الاختلاف، واحترام الإنسان حيا أو ميتا.)

وهذه الخاتمة كافية لمعرفة غرضه من نشر المقال ،وهو الذي لا تفوته  كعادته فرصة مهما كانت دون التعريض بثقافة المسلمين وتدينهم . أما سبب تحريره هذا المقال، فهو إقدام بعض المتهورين الذين يحسبهم على الإسلام بتلطيخ نصب تذكاري للمرحوم عبد الرحمان اليوسفي بمدينة طنجة .

ولقد كان عصيد في مقاله هذا حاطب ليل كما يقال  حيث نقل من الأخبار التاريخية ما صح وما لم يصح  ليصور المجتمعات المسلمة قديمها وحديثها في أبشع صور .

ولو قارنا ما جاء في مقاله من ذلك التصوير المغرض  الذي يخفي سوء نيته وطويته مع ما سجله التاريخ  من فظائع ارتكبت في حق المسلمين قديما وحديثا وهي من ثقافة اليهود الصهاينة والصليبيين الحاقدين قديما وحديثا والعلمانيين الملحدين لخجل من نفسه وما أظنه ممن يخجلون .وتكفي الإشارة إلى فترة محاكم التفتيش في إسبانيا  قديما ، ومجازر البلقان حديثا ، وجرائم الصهاينة في فلسطين ، وجرائم الحلف الأطلسي في العراق وأفغانستان ، وجرائم الصينيين والهنود حاليا ... وكلها ارتكبت في حق المسلمين أمواتا وأحياء، ولكن عين العلماني الحقود كليلة عن عيوب تلك الثقافات بينما تبدي ما تراه مساوىء الثقافة الإسلامية .وقد مر عصيد مرور الكرام بعيوب الثقافات الأخرى بقوله :

(هذه الظاهرة عرفتها كل الثقافات البشرية في الماضي، فلعلها استمرت في عصرنا لدى اليمين المتطرف والنازية في الغرب)

ومما جاء في مقاله أن نبش القبور كان في عهد النبوة افتراء على خير القرون ومما قاله ما يلي :

 (نبش القبور وإتلافها عرف في عهد الدعوة النبوية وخلال الغزوات الأولى ضدّ غير المسلمين، وهو ما نتج عنه استنتاج الفقهاء من المذاهب الأربعة أن نبش قبور المسلمين لا يجوز، "لما فيه من هتك لحرمة الميت"، وأن نبش قبور "الكفار" وتخريبها جائز إذا كانت للمسلمين مصلحة في ذلك، واعتمد الفقهاء في هذا الموقف حديث بناء مسجد النبي في "صحيح البخاري"، إذ يقول إنّ الرسول "أمر بقبور المشركين فنُبشت، عندما أراد بناء المسجد".)

وهذا الكلام سبقه قوله : (ورغم أن الإسلام في نصوصه لم يدعُ إلى تخريب قبور المسلمين أو المساس بها كما نهى عن التمثيل بالجثث، إلا أن المسلمين مارسوا ذلك العمل الشنيع في فترات مختلفة من تاريخ دولة الخلافة )

إن من وصف عصيد بالسفسطائي أصاب كبد الحقيقة، ذلك أن ينفي نهي نصوص الإسلام عن تخريب قبور المسلمين ، وفي نفس الوقت ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل . وقصده الخبيث من وراء ذلك هو الطعن في نصوص السنة  والشاهد على ذلك قوله : ( واعتمد افقهاء في هذا الموقف حديث بناء مسجد النبي  في صحيح البخاري ) ،وعصيد ممن يشككون في الصحيح ويؤيدون من يفعل ذلك .

ومع أنه استعرض مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي في المشرق والمغرب ونسب لها ظاهرة نبش القبور والتمثيل بالرفات ، فإنه تعمد القفز عن مراحل أخرى لأنه لا يملك الشجاعة والجرأة على ذكرها .   

وخلاصة القول أن ما سرده عصيد في مقاله الطويل من أحداث تاريخية منها ما صح وما لم يصح والمتعلقة بقضية نبش القبور والتمثيل برفات من فيها لا يمكن أن تحسب على الإسلام وتعاليمه  بل سببها الخلافات السياسية كما أقر هو نفسه بذلك، وهي خلافات لا يمكن أن تحسب على الإسلام وإن احتج أصحابها عليها بنصوصه قرآنا وسنة .

ونختم بالقول إن هذا المقال كغيره من مقالات عصيد إنما هو دعاية رخيصة لتوجهه العلماني الحداثي ، وهو يدخل ضمن حملة انتخابية قبل الأوان عسى أن يجد تياره العلماني سبيلا إلى مؤسسة التشريع ليمهد الطريق لأحلامه في بلد اختاره الله عز وجل ليكون بلدا مسلما ، وليكون أهله مسلمين إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها . ولن تزيد مقالات عصيد المغاربة المسلمين إلا اعتزازا بدينهم وبهويتهم الإسلامية ، وبتاريخهم المجيد ، وهو خلاف مما يريد له من تشويه . 

وسوم: العدد 880