بشار الأسد .. تغيير رئيس حكومة أو حرف بوصلة الغضب ؟!
نقلت وكالة رويترز في أخبارها من دمشق ، الأربعاء / 10/ 6 / وهي ذكرى هلاك حافظ الأسد ، أن بشار الأسد سيتحفهم بخطاب ..
وتكهنت رويترز ومن نقل عنها أن بشار الأسد ربما يلقي خطاب التنحي ، نظرا للأزمة الاقتصادية المدمرة ، التي جر بشار الأسد البلاد إليها ..
واستخف العالمون من السوريين بالخبر الثاني ، ولم ينتظروا كثيرا الخبر الأول ، فهم أعلم بالقول والقائل ، ولا ينتظرون شيئا منهما ..
طلع بشار الأسد على السوريين الخميس 11/ 6 / ليس بخطاب ، فليس لدى بشار الأسد ما يقوله للسوريين غير الكلام المعاد والممجوج ، وإنما بقرار إعفاء رئيس الحكومة من مهامه ، وإسنادها إلى رئيس حكومة جديد .
طريقة الأسدين ، الأب والابن ، في تحميل رؤساء الحكومات بعد كل مرحلة من الحكم " الرشيد" المسئولية عن تداعيات الخراب في سورية ، قديمة مكرسة ، ورثها اللاحق عن السابق . فأسماء مثل خليفاوي والأيوبي والكسم والزعبي والحلبي وميرو والخميس ما تزال موضع تندر السوريين ..!!
ومن النكات المحفوظة أن رئيس الوزراء الخليفاوي ، وكان معتدا بنفسه زيادة حبتين ، اشتد يوما على وزير الأوقاف ، عبد الستار السيد - الأب ، فأجابه المعمم الذي أورث المقعد لولده بكل الجدارة : لا تشد كتير يا عبد الرحمن ، تعلم أنني وأنت موظفان عند سيادة الرئيس !!
سيحمد ربه كثير رئيس الوزراء المعفى عماد ديب الخميس ، إن طويت صفحته بقرار الإعفاء الرئاسي . وعليه أن يفكر كثيرا في أن لا ينسب إليه دمار سورية ، وسفك دماء أبنائها ، وانكسار اقتصادها ثم يكافأ بالطلقات الثلاث ، على طريقة محمود الزعبي، السلف الأبقى على درب المهانة الطويل ..
لم يفكر السوريون طويلا ، في حكوماتهم المتعاقبة ، لا في رؤسائها ولا في وزرائها ، ولو سئلتُ عن أسماء الوزراء ، في حكومة السيد خميس ،ربما لم أتذكر منهم غير وليد المعلم الذي أسن اسمه في ذاكرتي من طول المكث .
كل السوريين يعلمون أن الوزراء في الحكومات السورية خطوط إضافية في لوحة يرسم خطها أفقها بشار الأسد وأدواته من حاجب وغفير . في سورية وحدها يحكم الحاجب على الجنرال ، ويحكم الغفير على الوزير . عوجة ... وخللي الطابق مستور .
رئيس الوزراء والوزراء في عرف كل السوريين " لا يضرون ولا ينفعون ، لا يقدمون ولا يؤخرون ، ليسوا في عير ولا نفير" هكذا ينظر عموم السوريين إلى لحكومات المتعاقبة . فبعضهم ينظر إليهم بإشفاق ، وبعضهم يطعّم الإشفاق بنكهة الازدراء ..وبعضهم لا يبالي فيكلهم إلى ما ارتضوا لأنفسهم من المهانة والإثم .
ولا يستحق هؤلاء الوزراء ورئيسهم عند كثير من السوريين لقب " أعوان الظلمة " المنيف ، فهم أقل من أن ينالوا مثل هذا الشرف . فموضعهم في اللوحة السريالية السورية موضع ورقة التوت من ...
أمام خبر تغيير الحكومة ، المطلوب ، أن لا تحمى أنوفنا لا شماتة في النازل ، ولا شتما للصاعد . فما يعيشه شعبنا من شقاء ومعاناة ومسغبة وجوع وحرمان ، لم يصنعه واحد من هؤلاء ، ولا يسأل عنه واحد من هؤلاء . كل ما نعيشه من صناعة بشار الأسد وزمرته المسومة ..
أجمل ما يحضرني في هذا اليوم قول الخزاعي دعبل ..
خليفة مات لم يحزن له أحد ..
وآخر قام لم يفرح به أحد ..
ويزعمون أنه رئيس وزراء جديد ..!!
وسوم: العدد 881