فصبرٌ جميل
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي
إلي أصحاب الحق ، الداعمين للشرعية وعودة الرئيس المحتحجز، المتواجدين في الميادين، المتحملين الأذي سواءً بالقول أو الفعل، نود أن نؤكد معكم علي معاني يحتاج إليها العامل لدينه في مثل هذه الأيام:
الثقة في الله بوعده ووعيده، ونصره وتأييده لأمرٌ وجب علي العاملين لدينه أن يأخذوا به، وأنه لا محالة سيلازمهم إن أيقنوا ذلك.
والثقة في القيادة وكفاءتها وإخلاصها ، وحسن تدبيرها ، وقيامها علي مصلحة الدعوة ومصلحة البلاد لتنبع من إيمان قلوبكم، وصدق بيعتكم، ووفاءكم لدعوتكم حتي تثبتوا علي مبادئكم إلي أن تلقوا ربكم (مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) سورة الأحزاب.
ما أشد المحن حينما يتكالب المغرضون وأصحاب الهوي حتي يوقفوا حركة الدعوة والتمكين لدين الله في الأرض ، فعندها لابد أن تتكاتف الأيدي الطاهرة، وتتحرك العقول النيرة برؤى القيادة التي ولاها الله أمر هذه الدعوة في تلك الفترة ، فالطاعة المبصرة ، والثقة المتينة ، والإخوة الصادقة ما أحوجنا إليها في تلك الأيام.
إن إتحادنا يضعف معادينا، وتماسكنا يفككهم، ونصرة إسلامنا تفتت حيلهم، فالحق لايضعفه باطل والحر لا يقيده طاغي.
نحن نعلم أن المغرضين سيكلون لكم بالمكاييل ، ويرصدون لكم كل خطوة، ويحاولون أن يضعوا أمامكم كل العقبات، ولكننا نعلم أيضاً أن الله سيكون معكم.
لا تشغلوا أنفسكم بالمعارك الكلامية والمجادلات الواهية، وكونوا عوناً لإخوانكم ، لا عبئاً عليهم ، وكونوا أهلاً للجهاد ، لا أهلاً للإجهاد ومضيعة الوقت ، أو تفتيت صف الدعوة وإضعاف وقوته، فإن المتمردين والمشككين واصحاب الإعلام الفاسد يجيدون فن الجدال، وإستنزاف الوقت والجهد ، فلا تعطوا لهم الفرص لذلك.
فالقلوب العامرة بالإيمان، المطمئنة إلي ثقة الله في وعده ووعيده سيأتيها نصر الله لا محالة، فما النصر إلا صبر ساعة، والله معكم (فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إلَى السَّلْمِ وأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ واللَّهُ مَعَكُمْ ولَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) سورة محمد.
تسلحوا بمعية الله تعالى، وحسن التقرب منه، ومناجاته فى أوقات السحر، فما أحوجنا لذلك (إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَذِينَ آمَنُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)) سورة الحج.
وعليكم بالصبر فإنه وصية الله للمؤمنين، (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) سورة آل عمران
وبالصبر ينال أهل الدعوة بغيتهم ، ويرث الله الأرض لهم ، (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ واصْبِرُوا إنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ والْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) سورة الأعراف.
فصبرٌ جميل أهل الحق علي ما تلاقوه في طريق دعوتكم.