قضية اللاجئين ليست انسانية فقط، بل قضية وطنية تمثل جوهر الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
الجبهة الديمقراطية في اليوم العالمي للاجئين:
اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بان صراعنا ليس بين شعب تجذر في ارضه لآلاف السنين وكيان غازي محتل، وليس فقط من اجل عودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذي تهجروا عن ارضهم وممتلكاتهم قبل وبعد العام 1948 بفعل المجازر والجرائم التي ارتكبتها مجموعات الارهاب الصهيوني، وليس ايضا من اجل سلام واستقرار تنعم به كل شعوب هذه المنطقة او من اجل حرية ستبقى ناقصة ما لم ينعم بها الشعب الفلسطيني، بل هو صراع بين كل هذا وبين المكونات التي تشكل عقلية الارهاب والعنصرية المتمثلة في متطرفي البيت الابيض والمستعمرين الصهاينة الذين يعيشون على خرافات واساطير تاريخية ومزاعم دينية نسجتها الحركة الصهيونية كي تبرر جريمتها التاريخية بحق الشعب الفلسطيني..
جاء ذلك في بيان اصدرته الجبهة لمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي اعلنته الامم المتحدة في (6/20) من كل عام، تذكيرا لمن نسي وتناسى من دول العالم بالمآسي التي ما زالت الملايين من اللاجئين حول العالم تئن تحت وطأة نارها، خاصة خلال العقدين الاخيرين.. بينما قضية اللاجئين الفلسطينيين ما زالت هي الاطول والاعقد بين جميع حالات اللجوء على مستوى العالم، وما زال العالم عاجزا عن تحقيق طموحات وتطلعات اللاجئين من ابناء الشعب الفلسطيني ودعم مطلبهم بالعودة الى ارضهم وممتلكاتهم التي هجروا عنها عام 1948.
ورأت الجبهة ان المواقف الدولية الداعمة لقرارات الامم المتحدة خاصة القرار رقم 194 لم تعد كافية ما لم تقرن باجراءات توفر شبكة امان سياسي وقانوني، نتيجة السعي الرسمي من قبل الادارة الامريكية واسرائيل الى تصفية حق العودة سواء من خلال استهداف وكالة الغوث والضغط على الدول المانحة لعدم توفير التمويل اللازم، او عبر العبث بالمكانة القانونية للاجئين، في ظل عجز، واحيانا طواطؤ وشراكة مع متطرفي الادارة الامريكية واسرائيل في عدوانهما الصريح والمباشر على الحقوق الوطنية الفلسطينية المعترف بها بعشرات القرارات الدولية..
وتعتبر الجبهة الديمقراطية ان قضية اللاجئين الفلسطينيين هي ليست قضية ارقام او قضية انسانية، بل هي قضية وطنية تمثل محور وجوهر الحقوق الوطنية، ولا يمكن حل القضية الفلسطينية، بعناوينها المتعددة، الا على قاعدة التسليم بحق اللاجئين الفلسطينيين بأرضهم وحقهم القانوني والتاريخي والانساني بالعودة اليها.. وهذا ما يعني ان الحقوق الوطنية هي حقوق موحدة لا تجزأة فيما بينها ولا مقايضة لقضية على حساب اخرى..
ان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في اليوم العالمي للاجئين، وإذ تؤكد على تمسكها وتمسك كل شعبنا بحقه في العودة، فانها تدعو الامم المتحدة، بهيئاتها ومؤسساتها ومنظماتها المختلفة الى الدفاع عن مصداقية القانون الدولي التي تتعرض للانتهاك على يد الثنائي الامريكي الاسرائيلي. وطالما ان احد استهدافات حق العودة هو بضرب وكالة الغوث، فاننا ندعو ال (170) دولة التي صوتت العام الماضي لصالح تجديد التفويض لوكالة الغوث وايضا الدول التي امتنعت الى ترجمة هذا الدعم بمعالجة المشكلات المالية، وباعتبار الوكالة احد اسس الاستقرار في المنطقة..
كما تدعو الجبهة الديمقراطية شعبنا بجميع مكوناته الى التوحد في الدفاع عن قضية اللاجئين واعتبارها قضية وطنية على سوية القضايا الكبرى التي تستحق ان نضعها في مقدمة الاولويات، وان نطرحها بشكل موحد وشمولي، والسعي الدائم لحل مشاكل تجمعات اللاجئين الحياتية المباشرة سواء عبر المنظمات الدولية ومؤسساتها او عبر الدول المضيفة والدول الشقيقة وبما يبقي قضية اللاجئين حية ونابضة بقوتها الى حين العودة الاكيدة والحتمية..
وسوم: العدد 882