مذهبنا واعتقادُنا

د. محمد عناد سليمان

د. محمد عناد سليمان

[email protected]

أوضح في هذا المقال وأزيل الإشكال عند بعض لا يرى إلا طائفته ومذهبه وديانته، وأؤكِّد المذهب الذي أنا عليه بإذن الله، فأقول:

أولا: أنا لستُ سنِّيًا ولا شيعيًا ولا يزيديًا ولا غير ذلك من التَّمسيات التي ما أنزل الله بها من سلطان؛ وإنَّما هي من وضع البشر الوضَّاعين المتحزِّبين المتمذهبين، إنَّما أنا مسلم وكفى، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وأنَّ الأنبياء والمرسلين كلَّهم رسل الله وأنبياؤه، وحسبى تسمية ربِّنا في كتابه بذلك، حيث قال: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78.

وفي الآية دلالة عظيمة عن معنى الجهاد الحقيقيّ، وليس التَّكفيريّ القائم على إزهاق أرواح النَّاس بحجَّة إعلاء راية الإسلام الذي ورد في كتاب الله أكثر من 200 موضع يخالف ذلك.

ثانيًا: القرآن الكريم قدوتي وطريقي، وما خالف ذلك ليس مقبولاً عندي، وإن كان قائله نبيُّ، أم صحابيّ، أم تابعي، أم غير ذلك، فلا يمكن أن يقول هؤلاء بخلاف كتاب الله، وما ورد عنهم فهو منسوب إليه، ولن يصحَّ عندي.

ثالثًا: كلُّ حديث يعترضنا نعرضه على كتاب الله الذي هو أصدق كلام، عملا بالمنهج النَّبوي الصَّحيح، ولا نلتفت إلى غير ذلك ممَّا ورد بخلافه، فلا نقبل على أنفسنا أن نرضى بوجود أحاديث في الصّحيحين تقول بسحر النبيِّ صلى الله عليه وسلم!! ولا نقبل أحاديث في الصّحيحين تقول بتحريف القرآن وأن بعضه ضاع وسقط، والله تعالى يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9.

رابعًا: إذا كنَّا لا نقبل ما ورد بخلاف القرآن من أحاديث نبويَّة أو ممّن نسبها إلى النّبي صلى الله عليه وسلم وهو منها برئ، فمن باب أولى ألا نلتفت إلى من حاول تأويل ذلك من أهل العلم، سواء أكانوا من أهل السُّنَّة، أم الشِّيعة أم غيرهم، وسنبقى نقول رأينا اعتمادًا على القرآن الكريم ونجاهد به جهاده الكبير الذي وصفه الله تعالىبقوله: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }الفرقان52.

ولا يتذَّرعن قوم بأنَّنا بحاجة إلى من يفسِّر لنا أو يشرح لنا القرآن، فالله تعالى يقول: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر17، {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }مريم97.

وأرجو أن يكون هذا المقال بمنزلة التَّصريح والبيان لعلّه يكون منهجًا واضحًا لمن كان له قلبٌ أو ألقى السَّمع وهو شهيد، وأن يناقش فيما نكتب لا فيما نعتقد ونؤمن به، فقد أعربناه وأفصحناه.