إن من أسرار قوة المافيا الأسدية كونها جزء من المافيا العالمية ..
أربعة وثمانون مليون حبة مخدر من الأمفيتامين هدية
من الساحل الأسدي إلى الساحل الإيطالي
حكاية تصنيع حبوب الأمفيتامين المخدر في سورية ولبنان ، وتصديرها إلى العالم معروفة مشتهرة مطردة . يعرفها كل العالم ، وتتواطأ مؤسساته المختلفة للتستر عليها . إنها أشبه بغاز السارين الذي لم يفتش عنه في سورية أحد . واعتمد الرئيس أوباما ومؤسساته في مصادرة شحناته مصداقية الرئيس الأسد النقية !!
بلغت لشحنة التي تم ضبطها في الموانئ الإيطالية منذ يومين . وحسب الشرطة الإيطالية : 14 طن ، و84 مليون حبة . في شحنة واحدة ، وبقيمة مليار يورو. ووُصفت بأنها الشحنة الأكبر في تاريخ تجارة المخدرات .
خرجت هذه الكمية الضخمة في " بكرات ورقية مجوفة ، في شحنة واحدة ، وفي يوم واحد ، وعلى أعين الجميع ، وحيث يقتسم الإدارة والسيطرة الروس والإيرانيون والأسديون .. ربما أزعم أن جرأة الرئيس بوتين على احتلال سورية . والضوء الأخضر الذي قدم له حول العالم جاء نتيجة التنسيق بين المافيات العالمية الكبرى ، الروسية والإيطالية منها بشكل خاص . وأرادوا من سورية التي عمدوا إلى تفريغها من سكانها مستقرا مزرعة ومصنعا ومركز إدارة وهذا الذي كان ..
الجزء المنتمي للمافيا العالمية في الرواية هو إقدام بعض المصادر الإيطالية على توجيه الاتهام في هذه العملية المذهلة إلى ما يسمى " تنظيم الدولة " التنظيم الذي يحتضر، والذي يتنازع الأمريكيون والروس والإيرانيون والأسديون فخر ادعاء القضاء عليه !!
كثيرا ما يتحدث السوريون في تحليلاتهم السياسية ، أن نظام الأسد يعقد صفقة مع الصهيونية العالمية ، وهذا ما سبق أن أعلن عنه رامي مخلوف عندما طالب الصهاينة بالوفاء لتلك الصفقة ، وهو لا يبعد كثيرا عن الواقع ، ولكن ينسى المحللون السوريون غالبا أن يشيروا إلى الحقيقة الموازية ، والتي تقوم على قاعدة أن بُنى الشر والفساد حول العالم مثل الأواني المستطرقة ، وأن الأسديين مع وضع أنفسهم في خدمة المشروع الصهيوني ، قد وضعوا أنفسهم أيضا في خدمة مشروع الجريمة المنظمة عالميا. وجعلوا من سورية وكرا لعمليات هذه المافيا ، يعاونهم على القيام باستحقاقات هذا الالتزام حزب الله في البقاع المزرعة ، والشعوبي الصفوي في طهران ..
إن حجم الكمية المضبوطة ، ومصدرها ، وطريقة شحنها ، وتوقيته ؛ كل هذا يضع مؤسسات العالم " الظاهرة غير الخفية " أمام تحد حقيقي .فبمثل هذه الواقعة مع ضخامتها ، تكون مؤسسات الجريمة الخفية قد بالغت بالتحدي والاستخفاف . و إن كان هناك نوع من توزع الأدوار . فإن من تمام الدور أمام أجهزة مكافحة الجريمة من أمن وقضاء المبادرة السريعة للكشف والإعلان عن المجرم والحقيقي ، ومحاسبته ، ووضع حد لجرائمه . وليس التخفي وراء عنوان مزور موهوم اسمه " تنظيم الدولة " عُلقت جريمة قتل مليون سوري ، وتهجير عشرة ملايين على مشجبهم .
ندرك أننا أمام عدو يتحكم فيه المجرمون بالقضاة ، ويغتالون الشهود ، ويعينون المدعي العام .. ومع ذلك فلا بد من فعل شيء لحفظ الهيبة المدعاة ، والإبقاء على شيء من سمعة القانون العام ، الذي يضغط بركبته على عنق إنسان مثل جورج فلويد، والذي يدمر الأسقف فوق أجساد الأطفال السوريين ليمكن بشار الأسد وتنظيم " البي واي دي " من إحكام السيطرة والإدارة على وكر من أوكار الجريمة المنظمة اسمه كان اسمه من قبل " سورية وطن الحضارة والمجد "
سورية التي قررت المافيا العالمية الإيطالية منها والروسية تفريغها من سكانها لتحويلها إلى مصنع للممنوعات كبير. لا أحد يقول لي ونسيت ملالي طهران !! لا لم أنس ولكن تأكدوا أن الأسديين والحزبلاويين وكل دهاقين الفرس من الشعوبيين ما هم إلا أدوات قذرة ورخيصة في مشروع المافيا العالمية الخطير.
المهم فقط أن نتعلم فنعلم حجم الثقب الأسود الذي يواجهه العالم في مرتسماته الوجودية الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، في وطننا الذي كان موئلا للياسمين والعطر فأصبح بفعل أهل الشر مقبرة للنجوم ....بل حجم الثقب الأسود الذي نواجهه نحن أنتم وأنا العالقون في دوامات صناعة الشر . خرجنا في ثورة ، فصنعوا لنا منصاتها ، ودقوا لنا منابرها ، ووضعوا الطرابيش والأقنعة على وجوه شركائها ، حتى بتنا نتساءل : أليس في هؤلاء الناس إنسان " ذكرا أو أنثى " رشيد ؟!
لا ننس أن هذه الجريمة الكبرى تتم في ظل الحصار الاقتصادي والمجاعة وقانون قيصر والخلاف بين بشار ورامي والكورونا وكل ما يقنعوننا به أنهم على نظام الجريمة يضيقون ..
أربعة وثمانون مليون حبة مخدر تصب في إيطاليا ، بدل شحنة القمح السوري الصلب المكافئ لصناعة المعكرونة الإيطالية المميزة .. والقضاة الطليان مشغولون منذ بضع سنين بمعرفة كيف قُتل الطالب الإيطالي ريجيني في مصر .. ولا بد أن للمتسترين على القضية من الشحنة أوفى نصيب ..
وسوم: العدد 884