اتفاقية العار بين ابن زايد ونتنياهو بدأت مسيرتها قبل عشرين عاماً
قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو يوم الخميس 13 تموز الجاري: "إن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات يدشن "حقبة جديدة" من العلاقات بين تل أبيب والعالم العربي".
وفيما يأتي أبرز نقاط الاتفاق:
- تطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل.
- تبادل السفارات والسفراء.
- إطلاق رحلات جوية مباشرة بين أبو ظبي وتل أبيب.
- منح المسلمين إمكانية أكبر للوصول إلى المسجد الأقصى في القدس القديمة، من خلال السماح برحلات طيران مباشرة من أبو ظبي إلى تل أبيب.
- الاستثمار المباشر للإمارات في إسرائيل.
- توقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات السياحة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا.
- الاستثمار في قطاعات الطاقة والمياه والرعاية الصحية والثقافة والبيئة
فهل ستشهد الساحة العربية هرولة متسارعة لبعض الحكام العرب نحو نتنياهو والكيان الصهيوني؟
التحالف الإسرائيلي – الإماراتي بدأ مبكراً قبل 20 سنة
صحيح أن عام 2019 هو عام التطبيع مع إسرائيل بشكل يكاد يكون علنيا وفجّاً ومستهترا بمشاعر الإماراتيين أولا ثم مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين وأحرار العالم ثانيا. فقد ختم محلل إسرائيلي شهير مقالا له آخر أسبوع في 2019، بعد أن سرد عددا من مظاهر التطبيع بين كيانه وأبو ظبي، بالتساؤل قائلا: "هل يشهد العام القادم 2020، الاحتفال بعيد "الحانوكاة" العبري في أبو ظبي، بعد أن قدمت الأخيرة التهنئة علنا لأول مرة لإسرائيل بهذا العيد؟".
وكشفت القناة 13 العبرية أن التحالف الإسرائيلي – الإماراتي بدأ مبكراً قبل 20 سنة وشمل تعاوناً أمنياً، ودبلوماسياً واقتصادياً واسعاً معظمه بقي سرياً ثم جاء "التهديد النووي من طهران" ليعزز هذا التحالف.
التطبيع السياسي
تتذرع أبو ظبي بعلاقاتها مع تل أبيب بمواجهة الخطر الإيراني، ومكافحة الإرهاب ودعم عملية السلام في المنطقة. ولكن سير وتطور العلاقات بين الجانبين تكشف ما هو أبعد وأخطر مما هو معلن. ما يؤكد ذلك، ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرنوت" من أن العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات تطورت وتعمقت كثيرا، وهي منفصلة عن القضية الفلسطينية، ونمت علاقات مبنية على المصالح الاقتصادية والعدو المشترك إيران.
ولكن مسؤولا إيرانيا، نفى أن محور علاقات تل أبيب أبو ظبي أن تكون طهران، مؤكدا أنها تتركز بشأن صفقة القرن، وجاء الدفاع الإيراني المريب عن أبو ظبي في أعقاب تطوير الأخيرة علاقاتها مع طهران منذ يوليو/تموز الماضي.
وأبدى مسؤولون إسرائيليون نظرتهم من محمد بن زايد، قائلين: له نفوذ كبير في المنطقة وهو مرشد محمد بن سلمان. إنه يستخدم المال لشراء النفوذ. وهو يؤيد التسامح والحوار بين الأديان من أجل المال وليس فقط كوجهة نظر دينية.
على أية حال، نقلت "ذا ناشيونال "التي تصدر من أبو ظبي عن الوزير الإماراتي أنور قرقاش، تأكيده أن قرار العرب بعدم التواصل مع إسرائيل كان قرارا "خاطئا للغاية". وتوقع قرقاش زيادة التواصل بين الدول العربية وإسرائيل من خلال اتفاقات ثنائية صغيرة وزيارات.
وقالت القناة الصهيونية 13: مرت العلاقات بين أبو ظبي وإسرائيل بأزمة بعد اغتيال المبحوح، ولكن أبو ظبي اكتفت بتوضيح إسرائيلي يؤكد عدم تكرار حوادث اغتيال في الإمارات.
وكانت أبو ظبي رحبت بورشة اقتصادية في البحرين شكلت مقدمة لصفقة القرن، قاطعها الفلسطينيون، وزعمت أبو ظبي أن سبب مشاركتها هو دعم اقتصاد ومستقبل الفلسطينيين، رغم إجماع الفلسطينيين على رفض الورشة.
ومن جهتها، كشفت القناة (14) الصهيونية عام 2019، أن زعيم حزب العمل المعارض آفي غباي، زار سرًا أبو ظبي في أوائل كانون الأول/ديسمبر 2018، والتقى كبار المسؤولين فيها. وتناولت اجتماعات غباي، الصراع الصهيوني-الفلسطيني، وصفقة القرن، والوضع السياسي في الدولة العبرية.
ونقلت القناة الصهيونية 13 عن دبلوماسيين غربيين، وعرب قولهم: بعد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، أجرى نتنياهو بعض الاتصالات الهاتفية السرية مع محمد بن زايد. وتناولت المحادثات التنسيق حول الأمر ومحاولة للنهوض بعملية سياسية إقليمية.
وكان مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو سرب مقطع فيديو أقر فيه عبد الله بن زايد، بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من خطر إيران، قبل أن يعود لحذفه بعد ساعات وذلك في النصف الأول من عام 2019.
وكشفت مصادر أن السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة اجتمع بعضو كنيست صهيوني سابق يدعى شكيب شنان، وجاء الاجتماع في مقر السفارة لمدة ساعة كاملة، واتفقا على تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
وفي الأثناء، كشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية أن طائرة إماراتية هبطت مراراً في مطار بن غوريون، قد يكون قريب إحدى الشخصيات السياسية البارزة بالإمارات يتلقى علاجا في إسرائيل، أو أن رئيس "موانئ دبي العالمية" سلطان بن سليم زار إسرائيل لتطوير العلاقات في مجال الأعمال.
وكشفت الصحيفة أنه لأول مرة يوجد "لإسرائيل ومنذ أربع سنوات ممثلية رسمية في دبي".
وهذا ما أكدته أيضا، صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية، إذ قالت: "تتمتع الدولة العبرية أيضًا بتمثيل دبلوماسي صامت في دولة الإمارات. ويوجد في القدس مبعوث يجري جولات في العالم العربي، ويواجه هذا المبعوث دائمًا السؤالين التاليين: من سيتولى رئاسة الحكومة الجديدة (في الكيان الصهيوني)؟ وهل ستكون هناك تغييرات في العلاقات السرية بين الدولتين؟".
وفي تحقيق مطول بصحيفة "مكور ريشون" الصهيونية اليمينية، قالت إن: الحاخام اليهودي "يهودا سيرنا" يتجول بحرية تامة في أبو ظبي كما لو كان في مانهاتن الأمريكية، حيث يرتدي القبعة الدينية "الكيبا" مع رموز واضحة على يهوديته.
الحاخام وصل الإمارات في كانون الأول/يناير 2010 بالتزامن مع اغتيال محمود المبحوح. وقال: في الإمارات لا يوجد تاريخ يهودي، والآن يبدأ هذا التاريخ.
وفي أكتوبر زار وزير الخارجية الصهيوني، "يسرائيل كاتس"، أبو ظبي للمشاركة بمؤتمر للأمم المتحدة. وصرح من أبو ظبي قائلاً: وهدفي "الارتقاء" بالعلاقات مع دول الخليج، وتحقيق تطبيع علني. وأكد أنه اجتمع خلال زيارته مع مسؤول كبير في الإمارات، وتوصل معه إلى تفاهمات جدية.
سبق هذه الزيارة، مقال في صحيفة "أوراسيا ديلي"، أكد أن محمد بن زايد يتقارب مع الكيان الصهيوني، بتبادل غير مسبوق للزيارات والاتصالات العسكرية والمخابراتية مع الدولة اليهودية، بشكل سري. وتحاول دولة الإمارات الحفاظ على توازن في المواجهة مع إيران ومع العامل الشيعي في المنطقة ككل، رغم الصعوبة الكبيرة التي تعانيها قيادة الإمارات في هذا المنحى.
وفي أواخر عام 2019، كشفت القناة الـ12 العبرية، أن إسرائيل تتفاوض مع دول خليجية، بينها أبوظبي، حول “معاهدة عدم اعتداء” تهدف إلى وضع حد لحالة الصراع بين دول الخليج وإسرائيل، وتنص على علاقات ودية وتعاون أمني وسياسي، والابتعاد عن الحرب أو التحريض.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2019، أعلن موقع مؤيد للحركة الصهيونية أن 30 شخصا من 15 دولة عربية، من بينهم الناشطة الإماراتية "مريم الأحمدي"، شاركوا في لقاء تطبيعي واسع النطاق في لندن، بهدف تأسيس "مجلس للتكامل الإقليمي" مع الكيان الصهيوني، لتحقيق مزيد من التقدم في تطبيع العلاقات العربية مع تل أبيب.
أما وكالة "أسوشيتد برس"، فكانت كشفت عن الكنيس اليهودي السري الموجود بدبي ونشاطه لفائدة اليهود الموجودين في البلاد، وهو أول كنيس يعمل بشكل كامل في شبه الجزيرة العربية منذ عقود. ونقلت عن رئيس الجالية اليهودية في الإمارات "روس كريل" قوله: رؤيتنا المستقبلية هي أن تكون الإمارات مكانا تزدهر فيه حياة اليهود.
وأكد في بدايات 2019، الإعلامي الصهيوني "إيدي كوهين" على تويتر: “الشيخ عبد الله بن زايد ومدير جهاز الاستخبارات الشيخ طحنون بن زايد ، متواجدان الآن في فندق ريتز كارلتون تل أبيب بحي هرتسليا”. وأضاف أنهما يتسوقان في مول آرينا بجانب الفندق. وتابع قائلا: “لا يوجد زيارات سرية بعد اليوم".
التطبيع الأمني والعسكري
وصلت العلاقة بين أبو ظبي وتل أبيب، أن هدد وزير الخارجية الإسرائيلي في كانون الأول/ديسمبر 2019، "يسرائيل كاتس" إيران بـ"جبهة سعودية إماراتية أمريكية" حال تجاوزها "الخط الأحمر". وقال: "لا يمكنني الخوض في التفاصيل، لكن لدينا مصالح مشتركة".
وسبق هذا التهديد، ما كشفته القناة العبرية الـ”13″ من أن الإدارة الأمريكية توجهت إلى الإمارات والبحرين وسلطنة عُمان والمغرب، بطلب يقضي توقيع اتفاقية عدم اعتداء بينها والكيان الصهيوني.
ومن جهته، كشف موقع "ميدل إيست آي" في 2019، عقد لقاء أمني في عاصمة خليجية، أوائل ديسمبر 2018، جمع مدير جهاز الـ"موساد" وقيادة استخبارات كل من السعودية والإمارات ومصر، للتصدي لنفوذ تركيا وإيران، وإعادة تأهيل مجرم الحرب بشار الأسد.
أما على صعيد التجسس، فاعترف مدير عام شركة "NSO" الصهيونية المتخصصة في صناعة البرمجيات التي تستخدم للاختراقات الإلكترونية، "شاليف حوليو"، بأن الإمارات استخدمت برمجيات طورتها الشركة للتجسس على أمير قطر، ووزير خارجيته.
وكشف حوليو أن وكالة مراقبة صادرات الدفاع الصهيونية (DECA) أجازت 3 صفقات مع الإمارات لبيع برمجيات NSO، رغم أنه من المفترض أن تعطي الوكالة الإذن لـ "هدف مكافحة الإرهاب والجريمة".
كما كشف الجيش الصهيوني عن المركبة العسكرية الجديدة والمصفحة "النمر" والتي سيستخدمها جيش الاحتلال في الضفة الغربية. وهذه المدرعة هي صناعة إماراتية.
ومن جهتها، قالت صحيفة "هآرتس": السعودية والإمارات تتقاسم بشكل دائم مع الكيان الصهيوني الكثير من المعلومات الاستخبارية التي تتعلق بالمخاطر الأمنية القادمة من طرف إيران.
وتمهيدا لمشاركة الدولة العبرية في أكسبو دبي العام الجاري، كان رئيس الموساد قد بحث أدق التفاصيل وكافة الترتيبات مع جهاز أمن الإمارات، بما فيها الأمور التقنية التي تتعلق بوصول بعثة الكيان الصهيوني ومكان إقامتها في دبي وإجراءات تأمينها.
أما التصريح الأكثر إثارة، هو ما أكدته صحيفة "معاريف" الصهيونية: أبوظبي تطور علاقتها بـ"الدولة العبرية" كإمارة بشكل مستقل وليس بوصفها ممثلة لدولة "الإمارات"، ويعقد الطرفان صفقات سلاح، وتبيع تل أبيب للإمارة عتاداً استخبارياً.
وكشفت وسائل إعلام صهيونية أيضا، أن سلاحي الجو الإماراتي والإسرائيلي يتعاونان في تقديم الدعم لنظام السيسي في مواجهة تنظيم "ولاية سيناء"، إذ يقومان بتنفيذ غارات جوية هناك.
ومن جانبه، خاطب نتنياهو صهاينة زاروا دبي للبحث في معرض أكسبو، قائلا: إن زيارتكم لدبي "لم تكن محض صدفة، وإنما تعكس ما هو فوق سطح الماء". وعلقت صحيفة عبرية على هذا التصريح بالقول: "إن الدولة العبرية والإمارات تتعاونان منذ مدة طويلة في مجالات التكنولوجيا والاستخبارات والسايبر".
أما "القناة 12" العبرية، فقالت إن اليونان شهدت تدريبات ومناورات جوية عسكرية واسعة لعدد من الدول المختلفة بينها "الدولة العبرية" والإمارات. وسلاح الجو الإماراتي هو الوحيد من بين الدول العربية الذي شارك في تلك المناورات.
التطبيع الاقتصادي وإكسبو دبي
تشكل العلاقات التجارية مجالا متعاظما بين دبي وأبو ظبي والكيان الصهيوني.
"حاييم إيفن زوهر"، أحد مؤرخي صناعة الألماس الإسرائيليين، قال عن ذلك: "من خلال بورصة دبي، تستطيع الدولة العبرية بيع الألماس إلى العالم العربي ودول الخليج". وأضاف زوهر، الذي يزور الإمارات بشكل متواصل: "في دبي لا يحبون العلانية، إنهم يعملون بهدوء".
أما الباحثة الصهيونية "كيتي فاكسبيرغر"، فقالت: الدولة العبرية والإمارات تخوضان أعمالا تجارية مشتركة، والصفقات التجارية والشراكات الاقتصادية بينهما تكشف الفجوة الكبيرة بين القانون والواقع.
وأكدت "أن تعديل القانون التجاري الإماراتي لعام 1995 ينسجم مع القوانين الأمريكية الداعية لوقف المقاطعة العربية للدولة العبرية".
وكشفت أنه، في أيلول/سبتمبر 2018 زار سلطان أحمد بن سليم تل أبيب من أجل تطوير عمل (موانئ دبي) التي لها علاقات قوية مع العديد من الشركات العبرية الكبيرة.
أما عن العلاقات التجارية، فقد أكدت الدولة العبرية أنها ستشارك في معرض إكسبو 2020 دبي، وهو ما وصفه نتنياهو بأنه "علامة أخرى على صعود مكانة إسرائيل في العالم وفي المنطقة".
صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية المحسوبة على نتنياهو اعتبرت أن مشاركة الكيان الصهيوني في أكسبو دبي هي بمثابة "اختراق"، و"تصعد بالتقارب العلني بين "إسرائيل" والدول العربية درجة". ورجحت الصحيفة أن يكون لمشاركة تل أبيب بالمعرض صلة بصفقة القرن التي خُصص للدول العربية دور فيها.
وخلال عام 2019، وجه رجل الأعمال الإماراتي الشهير "خلف الحبتور" 3 مرات دعوة لتطبيع العلاقات بين دول الخليج والكيان الصهيوني، بزعم أن التطبيع و"السلام" سوف يخدم الفلسطينيين، ووزارة الخارجية للكيان الصهيوني احتفت بمطالباته ونشرت عددا منها.
ودعا الحبتور أيضا دول الخليج لإقامة علاقات علنية مع الدولة العبرية. وقال في مقابلة مع مجلة ناطقة باسم الجالية اليهودية في أمريكا: "العرب واليهود أبناء عمومة، ومن الغباء أن يقاتلوا بعضهم بعضاً، ولدي رغبة أن تتكون علاقة مفتوحة بين الإمارات والكيان الصهيوني".
وعلى صعيد رجال الأعمال، سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على رجل الأعمال وأحد أثرياء الإمارات "محمد العبّار"، الذي شارك في ورشة البحرين في صيف 2019، وأجرى مقابلة مع الإعلام العبري، وهو الذي سبق أن وصفته صحيفة عبرية بارزة بأنه "مُحِبٌّ للشعب الإسرائيلي".
السلطة الفلسطينية، من جهتها قالت إنها ستتواصل مع الإمارات رسمياً حول اعتزام الكيان الصهيوني المشاركة في "إكسبو 2020". واعتبرت أن ذلك مخالف لقرار وزراء الخارجية العرب، وأكدت: "طلبنا من كل الدول العربية أن توقف أي تطبيع مع إسرائيل".
أما حماس، فاعتبرت المشاركة الصهيونية "تطورا خطيرا". ودعا قيادي في الحركة "دولة الإمارات إلى عدم التورط في ذلك لأنه يشكل تشجيعاً للجرائم الإسرائيلية وإهداراً لحقوق الأمة وانتهاكاً لقرارات قمة تونس".
ولكن الصحفي الصهيوني "يوني بن مناحيم"، قال إن دولة الإمارات لا تبدي حساسية من الانتقادات الفلسطينية ضد تطبيعها مع الدولة العبري، خاصة مشاركتها القادمة في معرض أكسبو. والسلطة الفلسطينية تعتقد أن أبو ظبي حصلت على ضوء أخضر سعودي للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفي الأثناء، كشفت قناة "كان" العبرية العلاقة بين الأمن والاقتصاد في علاقات أبو ظبي –تل أبيب، عندما قالت إن رئيس الموساد "يوسي كوهين"، يقود عملية تحسين العلاقات مع دولة الإمارات. و"كوهين" هو من نسق مشاركة الكيان الصهيوني في "إكسبو 2020". كما اجتمع كوهين مؤخرا، بشكل سري بعدة شخصيات رسمية اماراتية، بهدف تحسين العلاقات بين البلدين.
أما وكالة "بلو مبيرج" فنشرت تقريراً بعنوان: «علاقة الدولة العبرية بدُول الخليج تخرج إلى النور»، من خلال مشاركة الكيان الصهيوني في أكسبو. واعتبرت أن "المُشاركة أشبه بإقامة سفارةٍ تستمر لستة أشهر: إذ سيتطلَّب الأمر تنسيقاً وثيقاً بين الدولة العبرية ومُضيفتها في عددٍ لا يُحصى من المهام الروتينية".
وإضافة إلى ذلك، كشفت صحيفة "يديعوت" أحرونوت"، أن دولة الإمارات تسمح للصهاينة بدخول أراضيها بجوازاتهم ودون تأشيرات مسبقة، للمشاركة في "إكسبو دبي 2020" دون أي ترتيبات خاصة، وهو ما يعد تطوراً غير مسبوق بينهما.
التهويد والعقارات
ملف التهويد وبيع العقارات لا يزال ضمن الموضوعات الأكثر إثارة للجدل. فالشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، زعم استمرار طحنون بن زايد في تسريب عقارات من مدينة القدس المحتلة. وقال: علمت من صاحب بيت ملاصق للمسجد الأقصى بأن خالد العطاري، الذي يقف خلفه محمد دحلان وقيادات كبرى في أبو ظبي، قد عرض عليه مبلغ 20 مليون دولار أمريكي مقابل بيع بيته.
كما كشفت ندوة عقارية في الضفة الغربية قيام بعض رجال الأعمال بشراء عقارات في حي سلوان بالقدس المحتلة لصالح إماراتيين، وبهذه الحجة تم تسريب 18 شقة لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية الصهيونية التي تستولي على بيوت القدس المحتلة في سلوان.
وكرر الشيخ كمال الخطيب اتهاماته قائلا: إماراتيون يحولون ملكية عقارات في القدس إلى صهاينة بعد شرائها عبر وسطاء، وشخصيات إماراتية مارست التضليل والتدليس لشراء منازل من فلسطينيين في القدس لبيعها لاحقاً لإسرائيليين.
التطبيع الرياضي
خلال 2019، شارك فريق رياضي صهيوني من 5 لاعبين في منافسات بطولة التسامح "غراند سلام أبو ظبي للجودو الكبرى" التي استضافتها أبو ظبي، في تشرين الأول/ أكتوبر.
واستقبلت "أبو ظبي في مارس أيضا وفدا للرياضيين من الكيان الصهيوني في إطار ألعاب الأولمبياد الخاص في أبو ظبي 2019، للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة". وضم الوفد الصهيوني 25 رياضيا.
ولأول مرة ليس في تاريخ دولة الإمارات فقط، وإنما في تاريخ جميع الدول العربية، أن عزف ما يعرف بـ"النشيد الوطني" للكيان الصهيوني في أبوظبي، بعد فوز أحد لاعبيها بالميدالية الذهبية في بطولة "الجوجيتسو"، التي أقيمت في أبوظبي برعاية خالد بن محمد بن زايد.
التهاني والإهانات
في الأسبوع الأخير من عام 2019، نشر حساب السفارة الإماراتية في لندن، تهنئة لليهود بمناسبة "عيد الحانوكا" (الأنوار) وتمنت السفارة في تغريدة على تويتر، "السعادة لليهود". مضيفةً: "أطيب تمنياتنا لأصدقائنا في الديانة اليهودية بمناسبة اليوم الأول من عيد الأنوار.
وزارة خارجية الكيان الصهيوني ردت قائلة: "من ضمن التهاني الجميلة العديدة التي تلقيناها بمناسبة حلول عيد حانوكا، سررنا بتلقي التهاني من سفارات دولة الإمارات في العالم". وأضافت: "نحن نثمن هذه الرسائل الدافئة ونأمل أن تشهد العلاقات بين إسرائيل والإمارات المزيد من النمو في عام 2020”.
وكان عبد الله بن زايد قدم تهنئة للكيان الصهيوني بمناسبة عيد رأس السنة العبرية. ووردت التهنئة في تغريدة على حسابه في “تويتر” بحروف إنكليزية لكلمتين باللغة العبرية وهي “Shana Tovah” والتي تعني سنة سعيدة "في إشارة إلى العيد اليهودي".
وسبق تهنئة السفارة بعيد "الحانوكاة"، تغريدة لعبد الله بن زايد تضمنت رابط مقال يدعو للتطبيع مع الكيان الصهيوني لمواجهة الربيع العربي والإخوان المسلمين وإيران. أما نتنياهو فرحب في هذه التغريدة على حسابه في تويتر.
ومن جهتها، عقبت حركة حماس على ذلك، بالقول: إن ترحيب نتنياهو بالتطبيع في رده على تغريدة لعبد الله بن زايد، يعكس "عمق العلاقة وتهاوي تلك الأنظمة وخطورة ذلك على القضية الفلسطينية". وأكدت الحركة: "سيظل الاحتلال كيان غير شرعي والتطبيع معه خيانة".
المصدر
*الإمارات-6/1/2020
*الجزيرة-13/8/2020
*عربي نيوز-14/8/2020
*صحيفة الشرق الأوسط-13/8/2020
*قناة العربية-13/8/2020
وسوم: العدد 890