كلاب الشّيخ وحمير موسى
عندما ارتمى بعض حكام العربان في أحضان ترامب ونتنياهو، وجدوا "الهتّيفة"
في وسائل إعلامهم يزيّنون اتّفاقات التّطبيع والإستسلام، بطريقة مبالغ فيها، فصاروا يشيطنون فلسطين وطنا وشعبا، ولم يبق عليهم إلا القول علانيّة بأنّ المسجد الأقصى ليس أولى القبلتين ولا ثالث الحرمين الشّريفين التي تشدّ إليها الرّحال، ولا هو معراج خاتم النّبيّين، وصاروا ينفخون "وليّ الأمر" وكأنّه لا ينطق عن الهوى.
بينما في الجانب الإسرائيلي والأمريكي هناك من انتقدوا "فصعة القرن" وانتقدوا نتياهو وترامب بشدّة لأنّهم لن يجلبوا للمنطقة إلا الخراب والدّمار.
وإذا كان بعض المتنفّذين من كنوز أمريكا واسرائيل الإستراتيجيّة في المنطقة العربيّة، ومن خلفهم أبواق هتّيفتهم في وسائل الإعلام، ومنهم من اعتلوا منابر المساجد ليسوّقوا اتّفاقات التّطبيع، والتّنكّر للعروبة والإسلام، ويمنعون أو يسجنون من يبدي رأيه معارضا لاتّفاقات الإستسلام العربيّ، ويهتفون "بشجاعة نتنياهو وترامب وحرصهما على السّلام"! ويزعمون بأنّهم حقّقوا مكاسب لفلسطين وشعبها، فإنّنا نجد على الطّرف الآخر من يكذّبهم ويهينهم على رؤوس الأشهاد، فنتنياهو تفاخر أمام البرلمان الإسرائيلي-الكنيست- عندما طرح اتّفاقاته مع الإمارات "بسلام القوّة"" وعدم التّنازل عن شبر من أرض الوطن!" والمقصود بالوطن اليهودي من النّهر إلى البحر.
وهل انتبه العربان إلى ما قاله آريه درعي وزير الدّاخليّة الإسرائيليّة: "العرب ليسوا شركاء لنا فهم حمير موسى الذين خلقهم الله لنركبهم". وهذا ليس جديدا في اسرائيل، فقد سبقه رفائيل ايتان رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق بقوله:" العرب كالصّراصير، يجب حشرهم في قنّينة ورشّهم بمبيدات حشريّة". والحاخام الأكبر في اسرائيل المتوفّى عوفاديا يوسف وصف العرب" بأبناء الأفاعي"، وجولدة مائير رئيسة وزراء اسرائيل في بداية سبعينات القرن العشرين قالت" العربيّ الطّيّب هو العربيّ الميّت". والمناهج الإسرائيليّة تعجّ بالكراهية للعرب، فتصفهم بالقتلة واللصوص والقذرين ....إلخ.
وترامب قال أمام وسائل الإعلام بأنّه حمى ويحمي مؤخّرات "حلفائه" الأشاوس في الخليج. بعد أن دفعوا له ترليونات الدّولارات ولا زالوا يدفعون.
أمّا وسائل الإعلام الإسرائيليّة والأمريكيّة فلم تهتف لنتنياهو ولا لتابعه ترامب، وهناك من هاجم اتّفاقات التّطبيع والإستسلام، لأنّه لن تجلب السّلام للمنطقة، ولا لإسرائيل وشعبها، وهناك من يتظاهرون مساء كل سبت مطالبين بإسقاط نتنياهو وحكومته وجرّه ألى المحاكم. ووسائل الإعلام الأمريكيّة والإسرائيليّة مفتوحة أمام الأقلام والآراء المعارضة وبحرّيّة تامّة. فهل ينطبق على هتّيفة العربان المثل القائل"كلب الشّيخ غلبتُه أكثر من غلبة الشّيخ نفسه"؟ وهل جهّزوا ظهورهم ليكونوا حميرا يمتطيها وزير الّداخليّة الإسرائيليّة ونتنياهو؟
وهل لو تجرّأ مواطن عاديّ وشتم اليهود مثلما شتم درعي العرب في بلدان "طويلي العمر المعصومين من الخطأ" هل كان سينجو بحياته؟ وكم عدد المعتقلين ممّن تظاهروا في محميّة البحرين ضدّ اتّفاقات بيع فلسطين وشعبها؟
وماذا يقول "كلاب الشّيخ" و"حمير موسى" في ذلك؟
وسوم: العدد 899