صحيفة روسية تنشر هذا ( ...... ) وبقلم كاتب تركي !!
ووكالة آر .. تي الروسية تحتفي به وتعيد نشره . ونرجو أن يكون ما كتب ونشر مما يقال فيه أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ..
في 31/ 10 / 2020 أي بالأمس ، نشرت الصحيفة الروسية " أوراسيا ديلي " عمودا صحفيا للكاتب التركي " سميح إيديز " في تفسير الغارات الهمجية التي تعرض لها السوريون في ريف إدلب منذ أيام وراح ضحيتها العشرات من السوريين.
كان عنوان العمود مريبا وصادما ، بقدر ما هو مخيف ومريب ، يعنون الكاتب ، أو الصحيفة للعمود هكذا ، وأنشره ولا أتحمل المسئولية عنه "روسية ضربت تركية في إدلب بينما كانت أنقرة تستعرض عضلاتها في القوقاز "
ولعل العنوان رسالة روسية مباشرة وضعت في فم صحفي تركي ربما كان معارضا ، لإعادة إيصالها إلى الملأين في تركية وسورية ، ولاسيما بعد أن قصّر كثير من قراء السياسة عن قراءة الحدث ، في سياقه، و ضعفوا عن فهم مغزاه ..ولعلهم تعمدوا ، ولكل لأسباب تخصه ، إغفال فحوى الرسالة أوتجاهلوا مؤداها .
منذ نحو شهر نفى لافروف علاقة التحالف بين الروس والأتراك ، وقال نحن والأتراك شركاء ولسنا حلفاء . وعلمنا القرآن الكريم أن الشركاء قد يكونون متشاكسين ،. وشراكات الضرورة دائما هي الأقسى . وهي ما اعتبره أبو الطيب المتنبي " من نكد الدنيا على الحر "
وركز كاتب العمود الصحفي على أن روسية وتركية تنشطان أو تشتبكان في ثلاثة مواطن مشتعلة ( ليبية - وسورية - والقوقاز - ) والحقيقة أنهما تشتبكان في أكثر من ذلك وبكل بساطة نستطيع أن نضيف إلى ما ذكر الكاتب ( القرم - وأوكرانيا - والبحر المتوسط حيث النفط والغاز - وفلسطين المحتلة أيضا )
ومفهوم كاتب العمود أن الساحة السورية هي الحلقة الأضعف من بين تلك الحلقات ، وأنه كلما أراد الروسي أن يضغط على ساحة من تلك الساحات ..فإن الساحة السورية هي المرشحة ..
وإعادة شرح الرسالة من قبل الصحيفة الروسية هو رسالة أخرى مفادها أن الرسالة الأولى قابلة للتكرار .. ونسأل الله السلامة والحفظ ..
كانت العرب إذا أوردت البقر على الماء فامتنعت عن الشرب ، يترفقون بالإناث ولا يضربون البقرة الولود الحلوب .. وإنما يصبون جام غضبهم على الثور فيضربونه تخويفا وزجرا للإناث ، حتى قال قائلهم ..
إني وقتلي سليكا ثم أعقله .. كالثور يضرب لما عافتِ البقرُ
رسالة إلى قراء المشهد السوري .. أو صناع القرار فيه ..
لا تجلدوا أنفسكم ، لا تتقاذفوا التهم ، في تفسير ما وقع عليكم ..
وحضر قاضي " قُم " مجلس ابن العميد الوزير الأديب ، وكان يتكلف السجع فنادي على القاضي : " أيها القاضي بقم ... قد عزلنا فقم " يقول القاضي : والله ما عزلني إلا لأجل السجعة !!
وذكر بشار بن برد يوما أحد أصدقائه في سياق قافية هجاء ، وكان بينهما مودة ، فقال له الصديق منكرا عليه : ويحك يا بشار لما هجوتني وما بيني وبينك إلا الخير ، أجابه بشار : لأنك قعدتَ في طريق القافية .
ونحن أيها السوريون قد قعدنا في طريق قافية الروس يقتلون رجالنا ونساءنا وأطفالنا كلما أرادوا ، وسيل دمائنا هو ساعي بريدهم في القرم في اليونان في قبرض في أذريبجان في ليبية وفي كل مكان ..
ألا أيها النوام ويحكم هبوا ..
وسوم: العدد 901