هل ستصدر الدول الغربية من جديد سلالة كورونا كما صدرت أمها من قبل إلى باقي دول العالم ؟
يذكر الجميع أن جائحة كورونا ظهرت أول الأمر بالصين كما نقلت ذلك وسائل الإعلام ، والله أعلم كم من الوقت كان قد مرعلى ظهورها قبل أن تصرح الصين بذلك . وظن الناس في البلاد البعيدة عن الصين أنهم بمنجاة من الجائحة إلا أنه لم يمض سوى وقت قصير حتى سافر الفيروس المتوج على متن السفن الطائرة ، وحل ضيفا ثقيلا في العديد من دول العالم ، وكانت أو محطة نزل بها هي دول أوروبا الغربية، ومنها شد الرحال إلى باقي دول العالم عبر نفس وسيلة النقل ، وقد أدهشتها سرعة انتقاله التي كانت بسرعة أحدث الطائرات .
وإذا كانت الدول المتقدمة قد أفزعها انتشار هذا الفيروس القاتل ، فإن غيرها من الدول الضعيفة كانت أشد فزعا وهي تراه حاصدا للأرواح بشكل مرعب في تلك الدول المتقدمة التي كانت تظنها قادرة علميا على قهر كل وباء يحل بمنطقتها . ولقد زاد قلق الدول الضعيفة عندما لاحظت أن بعض الدول القوية أو المتقدمة لم تستطع في بداية الأمر حتى توفير الكمامات الواقية من انتشارعدوى الجائحة .
ولقد احتار سكان العالم في أمر الفيروس المتوج نشأة، وسرعة انتشار، وقوة فتك ، واختلفت التخمينات في طبيعته إلا أنها انحصرت أخيرا في أحد قولين : الأول ذهب إلى الاعتقاد بوجود مؤامرة كما جاء في كتاب رأسمالية الكوارث ، والثاني لم يمل إلى هذا الاعتقاد .
وبعد موجات انتشار للجائحة وحصدها العديد من الأرواح في كل بقاع العالم ، بدأ الحديث عن قرب موعد انتاج اللقاح الواقي منها ، وكان ذلك أول الأمر في الصين التي انطلقت منها الجائحة ، وهو ما جعل الشكوك تحوم حولها وتزيد من ترجيح نظرية المؤامرة عند من اعتقدها. وانطلق بعد ذلك التنافس والسباق المحمومين بين الدول العظمي لتوفير اللقاح في أقصر مدة ممكنة ، ارتبط ذلك بالحملة الانتخابية في أكبر بلد في العالم ولعله يكون أثر بشكل أو بآخر في نتائج الانتخابات ، كل ذلك حصل والجائحة ماضية بلا هوادة في حصد الأرواح لا تميز بين غني أوفقير وصحيح أوسقيم ، وترويع ساكنة العالم بأسرها.
وبمجرد وصول أول الأخبار عن قرب موعد التلقيح ضدها حصلت المفاجأة بظهور سلالة لها خصوصا في الدولة التي أعلن فيها عن مباشرة التلقيح ،الشيء الذي أثار قلقا كبيرا لدى سكان العالم ، وبدأت التساؤلات تطرح عن طبيعة هذه السلالة ، وعن مصدرها ؟ خصوصا وأن الأخبار تقول بأنها أسرع انتشارا من أمها. ومما زاد من فزع الناس أن هذه السلالة ظهرت في بلاد الغرب التي سارعت إلى إعلان حظر السفر من وإلى بريطانيا منطلق تلك السلالة مع أنها كانت السباقة إلى إعلان انطلاق عملية التلقيح ، فهل يعود ظهور سلالة كورونا إلى استعمال ذلك التلقيح ؟ وكرد على هذا التساؤل سارع بعض المشتغلين على إعداد التلقيح في جهات أخرى من العالم إلى الإعلان أنه قادر على القضاء على السلالة كقضائه على أمها. فهل ستصدر دول أوروبا الغربية سلالة كورونا إلى باقي أرجاء المعمور جوا كما صدرت أمها من قبل ؟
ومما يزيد من مخاوف انتشار السلالة وأمها على حد سواء قرب احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة ، وهي مناسبة تجمعات المحتفلين التي توفر لكورونا وسلالتها الجو المناسب للانتشار والمزيد بالفتك .
ويجدر أن نذكر بما حصل عندنا بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والعطلة الصيفية وقد استخف الناس بخطورة التجمهر، فكانت النتيجة كارثية ولا زالت كذلك إلى حد الساعة ، لهذا يجدر بالمسؤولين اعتماد الصرامة القصوى في منع المتهورين من تقليد الأغيار التقليد الأعمى في الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة ، وما هم منهم في عير ولا بعير كما يقال ، خصوصا وأن الأمر لم يعد يقتصر على الجائحة فقط بل تعدى ذلك إلى ظهور وانتشار سلالتها التي لا زالت مفاجأة مثيرة للقلق الشديد .
والأمل معقود على أن يعمل الجميع عندنا بقاعدة " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " ،ونسأل الله العلي القدير العفو والعافية ، ورد بلاء الجائحة ،و بلاء ما أنجبت ، ورب دويهية أدهى من داهية ، وصدق من قال : إن العصا من العصية ، وإن خشيانا من أخشن ، وهذان جبلان ، وهل تلد الحية إلا الحية ؟
وسوم: العدد 908