إيال زيسر ومحاضرته عن مشروع استهداف سكان المنطقة من أهل السنة
ننصح كل من لم يطلع على المحاضرة أن يفعل ..
لا علاقة لي لا بنص المحاضرة ولا بحواشي المحشي وسأناقش في هذا المقام الفحوى العامة من خلال تاريخ المحاضر .
وأول ما سمعت باسم إيال زيسر عام ، ٢٠٠٥ بعد ان صدر كتابه " باسم الأب " الذي حكى فيه قصة وصول بشار الأسد للسلطة وتقلبه فيها خلال السنوات الخمسة الأولى من حكمه . والذي صدر عن دار مدبولي في القاهرة ، بدون اسم مترجم ، وكأن المترجمين الاخفياء أرادوا الترويج للكتاب ولم ينسوا التحذير من نية هذا الإسرائيلي التحريض على دور بشار الأسد الإصلاحي، في سورية ، ولعل هذه العبارة تكون جسرا للفسح للكتاب في سورية . كان الكتاب - حسبما اعتقد -رسالة إيال زيسر لشهادته الأكاديمية .
الانطباع العام الذي ما زلت اختزنه عن الكتاب ، انه كان حافلا بالجزئيات، وملاحظا لأدق التغيرات ، مما ينم على اطلاع وتمكن من الوصول للمعلومات ، ورؤية تمكن من البوح ببعض المسارات.
المحاضرة المترجمة والمنشورة اليوم على بعض الصفحات، والذي لا نعلم الكثير عن حقيقتها أو دقة ترجمتها ، إلا ان الفحوى العام لها يتحدث عن مخطط عام بات مكشوفا وواضحا لدى الكثير من المتابعين وأهمه أن صناع القرار الدولي الأمريكيون والروس وبالتبع إيران وإسرائيل يقودون مخططا لبعثرة الديموغرافيا السائدة أو الغالبة في المنطقة والسيطرة أو الهيمنة على الجغرافيا .
وبكل وضوح أقول إسرائيل تطمح إلى الهيمنة ، وإيران تطمح إلى السيطرة . وأظن أن بين المفهومين فرقا لا يخفى، إسرائيل تسعى إلى الهيمنة ؛ بسط النفوذ والإدارة عن بعد ، والتحكم بكل المدخلات عن طريق الأدوات من أمثال حافظ وبشار وكل الأدوات الأخرى في المنطقة التي أصبحت تلعب على المكشوف . وإيران تنافسها ولكنها تسعى إلى السيطرة المباشرة " القلع والزرع " على طريقة ما تفعل في العراق وسورية ولبنان واليمن ..
السؤال المهم : ما وراء أن يكشف باحث إسرائيلي مثل هذا المخطط ؟! ويحاضر فيه في جامعة تل أبيب ، ويترك الكرة تتدحرج ليتلقفها في عالمنا الذين يقرؤون .
وهل لهذا التحليل أو الفهم علاقة بالهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل من قبل بعض الدول العربية التي باتت إيران بمشروعها الاحتلالي والإحلال هي العمى .
بالطبع كل عربي حر شريف سيرفض السيطرة ، كما سيرفض الهيمنة ، ولكن ألا ترون معي ان مشروع الهيمنة بالنسبة للحاكم العربي أقل كلفة أو تهديدا من مشروع السيطرة الذي يتضمن " قلعا أو خلعا وزرعا "
محاضرة زيسر في هذه المرحلة تذكرني بالكثير ، وتذكرني شخصياً بمقال لصحفي سوري كتبه ٢٠٠٧ أو ٢٠٠٨ لا أضبط ، ونشره في إحدى الصحف اللبنانية يومها سمى فيه " العرب السنة " في سورية اكبر الأقليات بعد أن منحهم نسبة سكانية ٤٥ بالمئة .
وكأنه كان ينصب الهدف لكل هذا الذي كان أو الذي سيكون ...
وسوم: العدد 908