متى يشكل المسلمون بإسلامهم خطورة استراتيجية لدى الغرب؟
الغرب يخشى من وحدة المسلمين، فإذا توحدوا سينهضون، هذا يعني انهم سيشكلون اكبر اتحاد، من حيث المساحة، وعدد السكان، ويسيطرون على أفضل المواقع الجيبولوتيكية، وسيكون عندهم اقتصاد قوي، وتحكّم في الممرات المائية والبرية والجوية.
ولديهم اكبر جيش تقليدي في العالم، مع امتلاك اسلحة نووية ايضا.
ولديهم فكر عابر للقوميات والحدود، ونظرية اجتماعية تصلح لجميع المجتمعات، إن أحسنا بلورتها وتعميقها وتعميمها.
بالتالي تتوفر لدينا جميع مقومات *"الدولة القطب"*.
لذلك يتفنن الغرب في منع هذه الوحدة، من خلال اجراءات ثقيلة.
اولها: سايكس وبيكوا، حيث جعلو الحدود تقرر لنا الهويات، بعد ان كانت الهوية هي التي ترسم الحدود.
ثانيها: صاغوا لنا نظم ودساتير، ترسخ الانقسام، ونؤدي القسم على صيانتها وتطبيقها وحمايتها، من رئيس الدولة لاصغر موظف.
ثالثها: زرع الفتن بين الدول الاسلامية لمنع اي تقارب.
والرابعة: نشر الفتن بين الطوائف والمذاهب لتمزيق الدولة.
والخامسة: نشر الفتن بين الافكار والايديولوجيات، لاشغال النخب والمنظمات ببعضها.
وللاسف بعض المنظمات والنخب تساعد الغرب في مشروعه.
والسبب جهلها السياسي, طبعا هذا في الحد الادنى، وبسبب اختراق هذه المنظمات في بعض الاحيان.
نتيجة الجهل والغباء السياسي، ربما تكون افظع من العمالة، لان الجاهل يعمل بإخلاص اكبر.
فأي منظمة لم تتفق على هويتها، ولم تحدد رؤيتها، ولم توضح استراتيجيتها، سيكون من السهل استدراجها لما يريده عدوها.
واي منظمة لا تدرك اهداف عدوها وخططه واستراتيجياته، ستتعامل برد فعل على الاجراءات فقط، دون ان تفكر ان هذه الاجراءات التي قام بها العدو، تخدم هدف معين في ذهنه، وهذا الهدف يخدم خطة معينة، وهذه الخطة تخدم استراتيجية، وهي بدورها تخدم رؤية.
فالتعامل مع اجراءات العدو، من قبل المستوى الاستراتيجي للمنظمة، يجعل المنظمة، جزء اصيل من خطط العدو، واداة فاعلة من ادواته.
وللأسف الادلة كثيرة على ذلك.
وسوم: العدد 910