وغمرت الأمطار خيام المستضعفين .. فهل حقا نحن عاجزون ؟؟!!!!
هل نحن حقا عاجزون وعلى مدى عشر سنوات، عن أن نحل مسألة " الحرّ والقر " أو أنهم من تُحمل المسئولية أفر ؟!
أوبعد عشر سنوات من الصبر عليهم ، على مقاعد مسئوليتهم ، بدا لنا بل تأكد أن الأمور التي يشتركون فيها مع بشار الأسد ؛ الاستئثار بالأمر ، و تعطيل العقل ، وتنفير الجادين وتبديد الطاقات ، وتهجير العقول ..
وإذا كان من حول بشار الأسد يشتغلون على تمسيح الكاكي ، فمن حول هؤلاء يمسحون ما دون ذلك ؛ ويظنون أن من حولهم لا يبصرون ...
وكلهم - بشار وهم - يقولها بلسان صاحبها " أنا خير " أنت خير وأورثتنا كل هذا القتل والدمار !! أنتم خير وعجزتم على مدى عشر سنوات عن نصب خيمة تصمد للحر والقر !!
ورسالتي إلى كل واحد منهم رسالة رجل شارف على الثمانين : وأي مركب تكون فيه ولا تحدث فرقا في قراره فأنت عالة وعبء عليه ... فانجُ بنفسك ، وما أخالك ناجيا ، وقديما قالوا : أذل الحرص أعناق الرجال ....
ولو أن أعضاء الدستورية .. والمفاوضات .. والهيئة السياسية الائتلافية ، نسوا كل شيء ، وفكروا كيف سيستقبلون بهؤلاء الكرام المخيمين مواسم الشتاء والصيف لكان خيرا لهم وأكرم وأقوم ...
كثيرا ما تباهى الناس في سياق هذه الثورة العظيمة .. بقدراتهم الإغاثية؛ فأين هي هذه القدرات أمام ما جرى على الناس من طوفان يوم أمس ..أين هي هذه المؤسسات التي لا أريد أن أذكرها بأسمائها لأنني مذكر ولست فاضحا ...
أيها المهندسون السوريون المخلصون الجادون ؛ إن ما وقع بالأمس على خيام أعراضكم مفتوح على التكرار صيفا بعد صيف وشتاء بعد شتاء .. وكل التحليلات التي تصلكم تقول إن من مشروع بايدن وبوتين وخمنئ ونتياهو استدامة مأساتكم ..
وتخطيط المدن علم متين راسخ له مبادئ وقواعد وآفاق ،وأبسط منه تخطيط المخيمات .. فاعتبروا أمان هذه المخيمات المستقبلي مشروع تخرجكم واعملوا عليه بجد وحزم ...
كان العرب القدماء بدوا أصحاب خيام ، وتواصوا : ولا تنم في قرارة الوادي ، فقد يدهمك السيل وسجلوا في ديوان حكمتهم : والماء جلاب للخير جلاب للشر ، فادنُ منه وابتعد عنه ، وكن منه قريبا بعيدا ودائما على حذر . فما أكثر ما ترد المياه السباع ..
وبتنا بعد أن يئسنا منهم ، ونراهم مثل بشار الأسد على صدور الناس نضمهم إليه في الدعاء عليه ..
اللهم من حال بين عقلاء السوريين وبين نصرة ثورتهم ، و حماية أهليهم فحل بينه وبين ريح جنتك ..
اللهم اكفنا شرورهم جميعا واحشرهم إلى جهنم لفيفا ..
اللهم إنا نسألك بحقوقنا عليك ، وحق العبد الكَل على سيده الكريم ، عظيم أن ترفع عن السوريين أجمعين من البلاء والوباء والغلاء ما لا يرفعه غيرك ..
وزوّل عنا الظالمين كلَّ الظالمين أحمرهم وأسودهم وأصفرهم وأخضرهم يا رب العالمين ..
تبكي قعيدة بيتي معي وتقول لي : لا أبكي خوفا عليهن من جوع ولا من حر ولا من قر ولا من مطر ولا من سيل ... وكل ذلك صعب وعسير ؛ وإنما أبكي لهؤلاء العفيفات الكريمات عندما تضطرهن الحاجة الطبيعية كيف يفعلن..؟؟!! هل أدرك بعض من نسميهم زورا بالرجال ، بماذا تفكر النساء ؟؟!
وسوم: العدد 914