مشروعية القتل والاغتيال في الإسلام
إن الإسلام ليس دين الدروشة! ولا رقصات المولوية! ولا دين التهويمات الصوفية! ولا أغاني المنشدين والمداحين! وليس دين الهوان والذل؛ ولا دين الرضوخ والخنوع؛ ولا الخضوع للأعداء؛ ولا دين الاستسلام والانهزام؛ ولا دين الرضا والقبول بالدونية! ولا العيش في الحضيض تحت سيادة الطغاة العبيد!
إن الإسلام دين العزة والقوة، ودين الكرامة والمنعة. إنه دين الاستعلاء (قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ) طه 68.
والاستكبار على الأعداء. إنه دين الله الأعلى، الذي لا يرتضي لأبنائه الأبرار، أن يُهانوا ولا أن يُذلوا، ولا يقبل أن يُعتدى عليهم، فيسكتوا، ويخمدوا ويستسلموا، بل أن يردوا الاعتداء بمثله (فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ ) البقرة 194.
ويطلب من أبنائه، أن يكون الرد على الاعتداء، قوياً وعنيفاً، يبطش ويفتك بالمعتدين فتكاً، ويمزقهم تمزيقاً (فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ) محمد 4.
إن الإسلام لا يقبل الاستخذاء! ولا الانصياع لأوامر الأعداء، ولا يقبل الغدر ولا الخيانة، ولا نقض العهود والمواثيق! فبمجرد أن ينقض العدو عهده مع المسلمين، فإنهم يردون عليه رداً حاسماً، وحازماً وصارماً، ويلقنونه درساً لن ينساه طوال حياته، حتى لا يفكر مرة أخرى، أن يغدر، ويخدع المسلمين!
فحينما غدر بنو قريظة، عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم، مباشرة وعلى الفور، وبعد الانتصار المؤزر الناصع على الأحزاب، جهز جيشاً عرمرماً وذهب إلى حصونهم في المدينة، وقال لأصحابه: لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة، ودخلها عنوة، وأخرج جميع مقاتليهم، وذبحهم ذبح النعاج، دون شفقة ولا رحمة، لكي يكونوا عبرة لغيرهم!
وقبل بني قريظة، حينما غدر ونفض العهد بنو النضير وبنو قينقاع – وكل هؤلاء يهود، الذين شيمتهم الغدر والخيانة – أخرجهم من المدينة، ودمر عليهم حصونهم وبيوتهم (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ)الحشر 2.
إن دين الإسلام! جاء ليكون هو الدين الحق للبشرية جمعاء، بشريعته وعقيدته، وليكون نظامه هو الأعلى، وهو السائد، وهو المسيطر على الحياة كلها، دون استثناء (هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ) التوبة 33.
ومن هذا التوصيف الرائع البديع، العظيم لدين الإسلام القوي العزيز، شرع الله ورسوله قتل واغتيال الأعداء، الذين يناصبونه العداء، وخاصة الذين ينقضون عهودهم ومواثيقهم، ويحرضون الناس على محاربة المسلمين، والاعتداء عليهم (وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ) التوبة 12.
ولكن المتخاذلين والمتضعضعين من أبناء المسلمين، والذين قام أعداء الله، بغسل أدمغتهم، وبرمجتها، على أن الإسلام، يرفض القتل والاغتيال، لأن هذا – في نظرهم - غدر وخيانة، وأن الإسلام مجرد دين الرحمة والسلام، والأخوة والمحبة!
يأتي هؤلاء الذين يزعمون بأنهم متنورون بنور الغرب، والمتيمون بحضارته الزائفة، فيعترضون على مبدأ الاغتيال، ويعتبرونه عملاً إجرامياً متوحشاً، لا يليق بالمسلمين الرحماء أن يفعلوه، أما معلميهم! فيحق لهم ذبح المسلمين؛ وإبادتهم في كل مكان باسم الإرهاب!
إن من يعترض على اغتيال أعداء الله – أئمة الكفر – إنما يعترض على الله! ومن يعترض على أمر الله! إنما يتحدى الله! ومن الذي يتجرأ على تحدي الله؟! إلا كل كفور أثيم، مهين ومغفل، وغبي هبيل!
إذ أن كفار قريش، كانوا يرتعدون من الذعر، وفرائصهم ترتجف، إذا خوفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالله، وكانوا يقولون له: من منا يقوى على تحدي الله، والتصادم معه؟!
وقد يقول المنهارون عقلياً، والمنهزمون فكرياً، من أبناء المسلمين، والمأسورين بأفكار الغرب – سواءً الذين يعيشون في الغرب أو الشرق – إن هذا تحريض على القتل، ينافي مبادئ الإسلام الرحيمة الودودة!
هكذا بكل برودة أعصاب! وسماجة عقل! وبتفكير يشابه تفكير العصافير! يعيبون ويستهجنون؛ ويستنكرون التحريض على قتل أعداء الله، الذين لا يكفون لحظة واحدة، من ليل أو نهار، عن قتل المسلمين، بكرة وعشياً، وفي كل مكان على وجه الأرض!
وكأنهم هم أعلم من الله، وأرحم منه بعباده، الذي هو جل شأنه، يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، بالتحريض على القتال (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ عَلَى ٱلۡقِتَالِۚ) الأنفال 65.
ويأمر المسلمين عامة، بالاستعداد، وتحضير، وتجهيز السلاح، لملاقاة الكفرة المجرمين (وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ) الأنفال 60.
ومن يعيب علينا التحريض على القتل، والاغتيال لأعداء الله، إنما يعيب على الله، ومن يعيب على الله، إنما يستخف بأوامر الله، ويطعن بها؛ ويستهزئ بها! وما يفعل ذلك، إلا كل خوان أثيم، عتل زنيم! (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٖ كَفُورٍ) الحج 38.
فالأمر جدٌ خطير، أن يستهزئ - من يزعم أنه مسلم - بآيات الله! لأجل أن يُرضي أعداء الله! لأنه يخشى أن يُقال عنه إرهابي، أو متطرف، أو متشدد، أو رجعي، وأخوات هذه المصطلحات الجاهلية الماسونية الصهيونية، التي تريد أن تخوف المسلمين، وترعبهم من أن يردوا على اعتداءاتهم على المسلمين ﴿أَلَا تُقَـٰتِلُونَ قَوۡمࣰا نَّكَثُوۤا۟ أَیۡمَـٰنَهُمۡ وَهَمُّوا۟ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ التوبة 13.
فالكفار، لهم أن يعتدوا ويذبحوا، ويقتلوا، ويخرجوا المسلمين من ديارهم! أما المسلمون فليس لهم – في نظرهم – إلا الخنوع والرضوخ، والانبطاح!
وأي مفكر عاقل، يحرض المسلمين على رد الاعتداء بمثله فقط ، أو على قتلهم واغتيالهم في عقر دارهم، جزاء ما أجرموا بحق المسلمين، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأشخاص، الذين سترد سيرتهم بعد قليل.
فيوصم هذا الداعية إلى القتل، كما يأمر به الله (وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَیۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَیۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ) البقرة 191. ويُتهم بأنه يحرض على الكراهية، وعلى التطرف، وعلى الاعتداء، وعلى الفوضى، وعلى سفك الدماء البريئة! إنهم لا يستحون ولا يخجلون، أن يصفوا سفك دماء المجرمين القتلة، بأنها دماء بريئة!
وذراري المسلمين الطيبين الجاهلين، الذين كثيراً منهم، لم يفتحوا كتاب الله في حياتهم، ولم يدروا عنه شيئاً، يندهشون لهذه الحقائق، ويستغربونها! عن نية طيبة لدى بعضهم، غير أن بعضهم يحملون نية سيئة، لتشبعهم بأفكار الكفار، الذين يصورون لهم الإسلام، وكأنه نملة، أو عنزة! يمكن دعسها، وتحطيمها، ومحوها من الوجود، وليس لها الجرأة والقوة، أو ليس لها الحق في الاعتراض، أو الاحتجاج، أو الاستنكار، أو الدفاع عن نفسها!
*مشروعية الاغتيال من الكتاب
(فَٱقۡتُلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ حَیۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُوا۟ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدࣲۚ) التوبة 5 وفي تفسير ابن كثير يقول: وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ﴾ أَيْ: لَا تَكْتَفُوا بِمُجَرَّدِ وِجْدَانِكُمْ لَهُمْ، بَلِ اقْصِدُوهُمْ بِالْحِصَارِ فِي مَعَاقِلِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَالرَّصْدِ فِي طُرُقِهِمْ وَمَسَالِكِهِمْ حَتَّى تُضَيِّقُوا عَلَيْهِمُ الْوَاسِعَ، وَتَضْطَرُّوهُمْ إِلَى الْقَتْلِ أَوِ الْإِسْلَامِ.
وفي تفسير القرطبي (أَيِ اقْعُدُوا لَهُمْ فِي مَوَاضِعِ الْغِرَّةِ حَيْثُ يُرْصَدُونَ).
[مَسْأَلَة جَوَازِ اغْتِيَالِ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ الدَّعْوَةِ]
الْمَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ: قَوْلُهُ: {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} التوبة 5 قَالَ عُلَمَاؤُنَا: فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ اغْتِيَالِهِمْ قَبْلَ الدَّعْوَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ. تفسير ابن العربي.
ثانياً من السنة
1- مقتل كعب بن الأشرف:
ففي صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن لِكَعْبِ بنِ الأشْرَفِ، فإنَّه قدْ آذَى اللَّهَ ورَسولَهُ، قالَ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ: أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فأتَاهُ، فَقالَ: إنَّ هذا - يَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - قدْ عَنَّانَا وسَأَلَنَا الصَّدَقَةَ، قالَ: وأَيْضًا، واللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قالَ: فإنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَنَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ، حتَّى نَنْظُرَ إلى ما يَصِيرُ أَمْرُهُ، قالَ: فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حتَّى اسْتَمْكَنَ منه فَقَتَلَهُ).
فهذا دليل على مشروعية الاغتيال، وجواز الكذب على العدو المحارب لاستدراجه! ومن ينكر الاغتيال فقد رد السنة النبوية!!
قال النووي: قال ـ القاضي عياض ـ ولا يحل لأحد أن يقول: إن قتل كعب بن الأشرف، كان غدراً! وقد قال: ذلك إنسان في مجلس علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأمر به، فضرب عنقه).
2- اغتيال ابن أبي الحقيق أبي رافع اليهودي:
وهو يهودي من خيبر، وهو تاجر الحجاز، كان قد ذهب إلى مكة وأَغْرى قريشا بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى حزبّوا الأحزاب، فكا ن هو موقد نارها.
ففي صحيح البخاري عن البراء بن عازب، ولأن الحديث طويل، فقد تم حذف بعض الجمل، وتركت نقاطاً تدل على المحذوف (بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أبِي رَافِعٍ اليَهُودِيِّ رِجَالًا مِنَ الأنْصَارِ، فأمَّرَ عليهم عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَتِيكٍ، وكانَ أبو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويُعِينُ عليه، وكانَ في حِصْنٍ له بأَرْضِ الحِجَازِ، فَلَمَّا دَنَوْا منه ... فَقالَ عبدُ اللَّهِ لأصْحَابِهِ: اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ، فإنِّي مُنْطَلِقٌ، ومُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ، لَعَلِّي أنْ أدْخُلَ.... فَفَتَحْتُ البَابَ، ... فَانْتَهَيْتُ إلَيْهِ، فَإِذَا هو في بَيْتٍ مُظْلِمٍ وسْطَ عِيَالِهِ، لا أدْرِي أيْنَ هو مِنَ البَيْتِ، فَقُلتُ: يا أبَا رَافِعٍ، قالَ: مَن هذا؟ فأهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فأضْرِبُهُ ضَرْبَةً بالسَّيْفِ وأَنَا دَهِشٌ، فَما أغْنَيْتُ شيئًا، وصَاحَ، فَخَرَجْتُ مِنَ البَيْتِ، فأمْكُثُ غيرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلْتُ إلَيْهِ، فَقُلتُ: ما هذا الصَّوْتُ يا أبَا رَافِعٍ؟ فَقالَ: لِأُمِّكَ الوَيْلُ، إنَّ رَجُلًا في البَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بالسَّيْفِ، قالَ: فأضْرِبُهُ ضَرْبَةً أثْخَنَتْهُ ولَمْ أقْتُلْهُ، ثُمَّ وضَعْتُ ظِبَةَ السَّيْفِ في بَطْنِهِ حتَّى أخَذَ في ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أنِّي قَتَلْتُهُ، فَجَعَلْتُ أفْتَحُ الأبْوَابَ بَابًا بَابًا، ... ثُمَّ انْطَلَقْتُ حتَّى جَلَسْتُ علَى البَابِ، فَقُلتُ: لا أخْرُجُ اللَّيْلَةَ حتَّى أعْلَمَ: أقَتَلْتُهُ؟ فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي علَى السُّورِ، فَقالَ: أنْعَى أبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أهْلِ الحِجَازِ، فَانْطَلَقْتُ إلى أصْحَابِي، فَقُلتُ: النَّجَاءَ، فقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أبَا رَافِعٍ).
3- اغتيال خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي:
ففي الحديث الحسن عن عبد الله بن أنيْس (دعاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنه قد بلغني أن خالدَ بنَ سفيانَ بنَ نبيحٍ الهذليَّ يجمعُ لي الناسَ ليغزوَني، فائتِه فاقتلْه قال: قلت يا رسولَ اللهِ: انعتْه لي حتى أعرفَه قال: إذا رأيته وجدت له قشعريرةً! قال: فخرجت متوشحًا سيفي، حتى وقعت عليه، وهو بعرنةَ معَ ظعنٍ يرتادُ لهن منزلًا، وحينَ كان وقتَ العصرِ، فلما رأيته، وجدت ما وصف لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من القشعريرةِ، فأقبلت نحوَه وخشيت أن يكونَ بينِي وبينَه محاولةً، فصليت وأنا أُومئُ برأسي الركوعَ والسجودَ، فلما انتهيت إليه، قال: مَن الرجلُ؟ قلت: رجلٌ سمع بك وبجمعِك لهذا الرجلِ، فجاءك في ذلكِ، قال: أجلْ أنا في ذلك، قال: فمشيت معَه شيئًا، حتى إذا أمكنني، حملت عليه بالسيفِ حتى قتلتُه).
وأختم المقال بقول سيد الشهداء:
فلسنا بطير مهيض الجناح *** ولن نُستذل .. ولن نُستباح
فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله .. في الخالدين
وسوم: العدد 917