بشار الأسد وخيانة رامي مخلوف وأيمن جابر
الخلاف بين بشار الأسد ورامي مخلوف وأيمن جابر يعتبر متغيرا مهما في إطار الدائرة الضيقة للنظام السوري ومن المؤكد أن الرجلين كانا من أكثر المقربين الأوفياء للأسد وقوة اقتصادية واجتماعية كبيرة، وخاصة في رص صفوف الموالين وتأطيرهم ضمن ميليشيات ساندت النظام ووقفت معه في حربه ضد الشعب السوري وهما مرتبطان بالنظام إرتباط حياة أو موت.
أهداف النظام
في هذا المقال لا نناقش موقف الرجلين وتعاطيهما مع الثورة السورية بل مع خلفية النظام وأهدافه، في إبعادهم عن المشهد في سوريا، ولا نناقش المفاضلة بينهما وغلبة أحدهما على الآخر، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو العائلية
للرجلين شبكة أمان قوية لدى الموالين وخاصة الطائفة العلوية، سواء عن طريق السطوة والعائلة أو عن طريق القوة الاقتصادية ولهما تشعباتهما الكثيرة على امتداد مساحة جغرافية واسعة.
الأسد ببساطة يخشى ضمن إطار الطائفة العلوية من المنافسة وخاصة بعد أن برز كلاهما كمركز قوة عسكري واقتصادي وأضحيا فاعلين ومؤثرين واستمدا شرعية من واقع القوة والسيطرة وتأمين الاحتياجات في إطار البيئة المحيطة بهم وخارجها في مقابل انحسار لدور الأسد وتقلص فعاليته وحضوره وتشبيح أقاربه وإساءاتهم المتكررة حتى للموالين ووجود أسماء الأخرس وطموحها للعب دور كبير في الحياة السورية.
هدف الأسد من خلافه معهما إلى إبعادهما كمركز للقوة ضمن إطار البيئة المؤيدة له وليبقى متربعا على عرش الطائفة دون منازع ومن خلالهما أثبت لجميع أبناء الطائفة أنه الوحيد الذي يملك القرار مهما كانت الشخصية المقربة منه.
أراد الأسد من خلالهما إرسال رسالة دولية أنه رجل سوريا الأول ولا مكان لمافيات اقتصادية بوجوده، بالإضافة إلى رسالة مضمونها أنه قادر على فرض سيطرته على الجميع مهما بلغت مكانتهم وأظهر فعالية وقوة أسماء الأسد بلعبها دور أساسي في إبعاد الرجلين بإيجاد البديل الذي يناسبها ويحقق لها الاستيلاء على ما تبقى من الاقتصاد السوري وطبع في ذاكرة المؤيدين أنهم موظفون لا أكثر وليسوا شركاء في قواعد اللعبة.
مجموعة من الخدم
مهما قدم الأسد من مزايا ومنح ومراتب ومال وسلاح وإمكانيات وأوجه دعم متعددة فكل ذلك لن يغير من قناعته ومسلماته التي لا جدال فيها أن الجميع عبارة عن مجموعة من الخدم المستأجرين يتم استخدامهم لتحقيق أهدافه، وأن مهمتهم محددة بزمن وبإنتهاء مهامهم وأدوارهم المنوطة بهم يجب تحويلهم إلى كروت محروقة ومستهلكة وعديمة الصلاحية وربما يدفعهم إلى الهجرة وطلب اللجوء.
على المقربين أن يدركوا أن نظام الأسد ويضاف اليه آل الأخرس ومصالحهم على حساب سوريا وشعبها كشفت أن كل شيء يتعلق فقط بثرواتهم وكراسيهم وأنهم استغلوا الجميع لمآربهم الشخصية وضحوا بمئات الألوف من شباب سوريا تحت ذرائع متعددة لا وجود لها.
من السخف أن يتوقع أي مقرب من الأسد البقاء ودوام الدعم، وتاريخ هذه العائلة مليء بالأحداث الكثيرة التي تشهد من علي دوبا إلى علي حيدر إلى جامع جامع وآصف شوكت ورستم الغزالي قصص كثيرة تدل على عدم الوفاء، وخاصة عندما يقرر نهاية خدماتهم.
نظام الأسد مستعد إلى تصفية كل من يقف في طريقه كضرورة لإستمراره معتقدا أن الجسد يستطيع أن يستمر في الحياة ولو اقتلعت أظافره والمهم بقاء الرأس، وهو بشار الأسد القلب النابض.
هذا الفكر يدركه من يعرف هذا النظام لكن الإنقياد الأجوف هو أمر خطير في الحياة المجتمعية فالولاء المطلق لا يعني إنعدام التفكير فقط بل هو إنعدام الوعي عن دراية وإجهاض للمنطق.
من المؤكد أن هم بشار الأسد الوحيد هو البقاء على الكرسي ولا يهمه الثمن الذي يقدم كمقابل حتى لو دمرت سوريا كوطن وشعب ولو أبيدت الطائفة العلوية بكاملها فالأهم البقاء في السلطة.
احرصوا على مصيركم ومستقبلكم ومستقبل بلدكم فسيلقي الأسد بكم إلى قاع كبير بدل من أن تكونوا من الشموع المضيئة في سماء سوريا!
وسوم: العدد 917