امعان إسرائيلي في تعذيب الأطفال: توأمان يرويان لحظات اعتقالهما ووضعهما في زنزانة ضيقة
غزة ـ «القدس العربي»: مع استمرار معاناة الأسرى بمن فيهم الأطفال داخل سجون الاحتلال، نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، تفاصيل ما تعرض له شقيقان توأمان قاصران من بلدة سبسطية شمال نابلس، خلال عملية اعتقالهما قبل نحو شهر، وعزلهما بظروف صعبة وقاسية في مركز توقيف حوارة لمدة 16 يوما.
وبينت الهيئة في تقرير لها، أنه تم اعتقال التوأم نصر الله الشاعر وناصر الدين الشاعر (17 عاما)، من بيتهما الساعة الثالثة فجرا بتاريخ الثالث من الشهر الماضي، حيث قام عدد من الجنود باقتحام البيت بشكل همجي بعد تفجير باب المدخل الرئيسي.
وروى التوأمان لمحامية الهيئة خلال زيارتهما الأخيرة تفاصيل عملية الاعتقال، بقولهما: “خارج البيت قيدوا أيدينا الى الخلف وعصبوا أعيننا ومن ثم أدخلونا الى الجيب العسكري، ونقلونا الى مستوطنة قريبة، وبعد ربع ساعة نقلنا الى مركز توقيف حوارة جنوب نابلس”.
ويضيفان “بقينا في سجن حوارة 16 يوما في زنزانة ضيقة، وكانت الحياة بداخلها أشبه بالجحيم، الأكل كان سيئا جدا، ومعاملة السجانين همجية للغاية، 16 يوما في الزنزانة لم يسمحوا لنا بالخروج الى الحمام لنستحم… 16 يوما ونحن بنفس الملابس حتى الداخلية منها، 16 يوما من دون الخروج الى الفورة، الزنزانة باردة جدا ولم يعطونا سوى بطانية متسخة وبالية لكل واحد، أرضية الغرفة والجدران ممتلئة بالأوساخ وتعم فيها روائح الرطوبة والعفونة الكريهة، لقد عشنا أفظع أيامنا هناك”.
وأشارا إلى أنه تم بعد ذلك نقلهما إلى معسكر سالم حيث جرى استجوابهما هناك كل على حده لمدة ساعة تقريبا، من ثم نقلا الى سجن مجدو لقسم رقم 10، حيث يوجدان هناك منذ أكثر من أسبوع.
وكانت الهيئة قد أكدت أن إدارة معتقل “جلبوع” تهمل الحالة الصحية للأسير ضرغام جبارين (48 عاماً) من بلدة أم الفحم في أراضي 48، وتتعمد اتباع أسلوب المماطلة والتسويف بتقديم العلاج اللازم له.
وبينت أن هذا الأسير يشتكي منذ طفولته من مرض (شلل الأطفال)، ويعاني من شلل بنسبة 70 % في الجهة اليمنى من جسده، وهو بحاجة لرعاية خاصة لحالته، لكن إدارة المعتقل لا تكترث لوضعه الصعب، لافتة إلى أنه بحاجة ماسة لإجراء جلسات علاج طبيعي بشكل دوري، لكن إدارة المعتقل تماطل بتحويله، ومنذ أكثر من سنة ينتظر الأسير أن تقوم إدارة المعتقل بتوفير حذاء طبي له لكي يتمكن من التنقل وهو يستخدم العكازات، لكن لغاية اللحظة لم تقم بتزويده بالحذاء.
ولفتت إلى أنه خلال الشهر الماضي سقط الأسير على رجله داخل الحمام، ونُقل إلى أحد مشافي الاحتلال، وتم وضع جبيرة مكان الإصابة، وهو بانتظار تحويله مرة أخرى للمستشفى لإجراء صورة أشعة لرجله والاطمئنان على وضعه، علماً بأنه بحاجة ماسة لتزويده بجهاز خاص لمساعدته على المشي والتنقل.
يشار إلى أن الشهر الماضي، شهد تصعيدا في الاعتقالات، حيث زجت قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ 317 مواطنا، بينهم 3 سيدات في السجون.
وتركزت الاعتقالات في مدينة القدس المحتلة حيث بلغت حصيلة المعتقلين فيها 100، بينهم 9 أطفال وفتاتان وثلاثة فتية، تليها جنين 59 بينهم طفل و4 فتية، وثم الخليل 55 بينهم 4 أطفال وفتى.
ومن رام الله والبيرة جرى اعتقال 36 مواطنا بينهم طفل، ونابلس 25 بينهم طفل، وبيت لحم 22 بينهم طفل وصبيان، وطوباس 8 بينهم سيدة، وطولكرم 6، وسلفيت 1، وأريحا 3، وقلقيلية 1، وقطاع غزة 1. ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 4300 أسير فلسطيني، منهم 700 مريض، يعاني 40 منهم من أمراض مستعصية. ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.
وسوم: العدد 918