بيان نواب الكونجرس الأميركي حول فلسطين كبير القيمة
لا تتوقف البيانات والمواقف المناصرة للشعب الفلسطيني في أوروبا وأميركا ، وهي تكشف عن فهم عميق دقيق لحقائق القضية الفلسطينية والبعد الإسرائيلي العدواني فيها ، فهم لا نلقاه في كتابات وبيانات ومواقف عربية ، ونلقى بدلا منه الجهل والخذلان وأحيانا الخيانة . اثنا عشر نائبا في الكونجرس الأميركي أصدروا بيانا طالبوا فيه الرئيس بايدن بإلغاء صفقة القرن الترامبية ، وإدانة هدم البيوت الذي تقوم به إسرائيل في القدس وفي الداخل الفلسطيني والضفة الغربية . ومن مظاهر فظاعة هذا الهدم أن إسرائيل تخير صاحب البيت الذي تقرر هدمه بين بلاءين : إما أن يهدم بيته بنفسه ، أو تهدمه أجهزتها ، وفي الخيار الثاني تلزمه بدفع أجرة الهدم التي قد تصل عدة آلاف من الدولارات وفق مساحة البيت وعدد طوابقه .
وكثيرون يختارون مجبرين مغلوبين هدم بيوتهم بأنفسهم فرارا من دفع المبلغ الكبير الذي تلزمهم إسرائيل بدفعه إن هدمته أجهزتها . ويطالب النواب في بيانهم وزارة الخارجية الأميركية بالتحقق من " احتمال استخدام إسرائيل معدات أميركية في عمليات هدم البيوت " ، وهي فعلا تستخدم فيه جرافات cater pillar الأميركية المشهورة ، والخارجية الأميركية تعلم هذا . ويصف البيان الضفة الغربية بالمحتلة ، وفي الوصف ابتعاد مناقض لسياسة إدارة ترامب التي نفت تلك الصفة عن الضفة فاتحة الباب أمام إسرائيل لضم ما تريد منها .
ربما يقلل بعضنا من قيمة بيان النواب إلا أننا نكبر قيمته ، وتكبر هذه القيمة أكثر إذا أضيفت إلى قيمة مواقف وبيانات كثيرة في الغرب تتفهم عدالة القضية الفلسطينية ، وتستنكر جرائم إسرائيل المتنوعة المتوحشة التي تنزلها بالشعب الفلسطيني . ومن يقلل من قيمة غضب النائب السابق بيرني ساندرز على إسرائيل لعدم توفيرها اللقاح المضاد لكورونا للفلسطينيين في الضفة وغزة بصفتها دولة احتلال ؟! جامعات أميركية وأوروبية تقاطع جامعات إسرائيل ومراكز بحوثها ،ومراكز تجارية ترفض بيع منتجات المستوطنات الواردة من الضفة .
وتكبر قيمة هذه البيانات والمواقف إذ نقارنها بما تفعله دولة الإمارات التي تحمست لشراء تلك المنتجات وأدخلتها أسواقها ، وباتفاقها مع الحكومة الإسرائيلية لاستثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل في قطاعات استراتيجية تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتقنية الزراعية وسواها من القطاعات المعززة للاقتصاد الإسرائيلي .وتشتري الإمارات منذ سنين أراضي وعقارات في القدس الشرقية وتسلمها لإسرائيل . من الحصافة والوطنية فلسطينيا أن نستثمر كل بيان أو موقف يناصر قضيتنا ، وهذه مهمة تلزمنا بأفعال مدروسة منظمة ، وتجنب الاكتفاء بالمديح الكلامي لأصحاب هذه البيانات والمواقف . وبيان النواب الأميركيين يستوجب منا متابعة وعملا لزيادة عدد المؤيدين من النواب الآخرين ، ولنا درس مرشد في حماسة ونشاط النائبة رشيدة طليب التي نشرت بيان النواب والتي لا تتوقف عن الاستفادة من جنسيتها الأميركية في نصرة وطنها الأصلي فلسطين .
في الغرب قوى كثيرة غاضبة ومستاءة من إسرائيل ، وتندد بجرائمها ضد الفلسطينيين بشرا وأرضا ، وهذه القوى تحتاج إلى مساعدة فلسطينية لتفعيل غضبها وتوجيه تأثيره إلى الواقع الفلسطيني . ومن هذه القوى في الإعلام صحيفة " v t " الأميركية التي لا تتوقف عن فضح جرائم إسرائيل ، وتوضيح الأصول العرقية الخزرية لمستوطنيها ، وبيان أنهم لا صلة لهم بقدامي يهود المنطقة ، وأنهم متهودون .
ولننظر إلى كد إسرائيل ومثابرتها في الدفاع عن باطلها كأنه حق . الفلسطيني ملزم بأن يكون رأس الحربة في الدفاع عن وطنه وحقه في الحياة والمستقبل ، وملزم بأن يتقن الاستفادة ممن يناصرون هذا الحق مثل نواب الكونجرس الاثني عشر وسواهم من مناصري حقنا القويم ومعارضي منكرات إسرائيل وجرائمها ، وبعض هؤلاء المناصرين أُبعد من عمله ، أو حرم وظيفة تقدم إليها . مناصرة الحق ليست عواطف وكلمات ، في حالات كثيرة تستوجب تكلفات وتضحيات .
وسوم: العدد 920