مناضلة دعاة الإلحاد والدفع عن عقول المسلمين، واجب الوقت للذين يعلمون
وأقترح على أهل العلم والفقه وذوي الأحلام والحجا أن يطلوا يوما بعد يوم، على ما يسمى "شبكات الإلحاد العربي" وهي أرخبيل من الشبكات تتكاثر بين ظهرانينا تكاثر الدود ، ويؤزها ويحركها ويغذيها الكثير من أصحاب الطيالسة السود ..
أقترح على عقلائنا وعلمائنا وحكمائنا وفقهائنا أن يطلوا عليها فيقاربوها بعلم وحلم وحكمة ومنهج وخطة، فيفندوا الشبهات، ويوضحوا الحقائق، ويرشدوا الضال، ويقيموا الحجة على المضلل...
وقد احتفل الملاحدة العرب بذكرى "الإسراء والمعراج" ، بتنزيل بعض حديث رستم واسفنديار، وإليكم بعض ما وزعوه منذ أيام على شباب المسلمين ويزعمون " أن المجوس أرسلوا روح أرتيوراف ( أرتل ويراث ) إلى السماء. ووقع على جسده سبات. وكان الغرض من رحلته هو الاطلاع على كل شيء في السماء والإتيان بأنبائها. فعرج إلى السماء وأرشده أحد رؤساء الملائكة فجال من طبقة إلى طبقة وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره أورمزد الإله الصالح أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتيه بما شاهد". فأخذ محمد قصة معراج أرتيوراف وجعل نفسه بطلها وقال: (سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (سورة الإسراء 17: 1).
الغريب أن الملاحدة العقليون الذين يشككون في كل ما نرويه لهم بالسند الأرقى، يمرون على هذه الحكاية دون أن يتساءلوا عن سندها ؟؟ في أي كتاب هي؟ ونحن حسب المنهج العلمي نسأل، عن الكتاب والمؤلف والطبعة والصفحة ؟؟؟
ثم عن أي مخطوطة طبع هذا الكتاب ، المكتوب قبل الهجرة 400 سنة ، كما يقولون ، ويجب أن نعلم حقيقة المخطوطة ، وفي أي مكتبة هي، ونرى صورتها، وندرس توثيقها العلمي، وصحة نسبتها إلى صاحبها، كل هذا حسب المنهج العلمي الديكارتي المعروف . صورة من الكتاب المطبوع ورقمه ومكان حفظه ، وصورة عن المخطوطة الأصلية وتاريخها وحكايتها .. ونقول لشبابنا لا أحد يعلمكم المنهج العقلي في توثيق العلم مثل أهل الإسلام ، عقلنوا علمكم فلا يخدعكم مخادع ...
ثم كيف وصلت هذه المخطوطة إلى الجزيرة العربية، أو إلى علم محمد الرجل الأمي ، إن صحت الحكاية .. حتى عندما ندرس الأدب المقارن ، فنقول لقد تأثر دانتي في الكوميديا الإلهية برسالة الغفران لأبي العلاء المعري، نسأل: وأين وكيف اطلع دانتي على رسالة الغفران . وفي منهجنا العلمي العقلي، عندما يقول الراوي حدثني فلان ، نسأل وأين وكيف التقى فلان بفلان، ما نسأله سؤال منهجي مشروع ، كيف وصلت رواية أرتيوراف، إن صحت، إلى علم محمد الأمي القرشي في قلب جزيرة العرب ؟؟
والأعجب أن الملاحدة المشككين في كل شيء، ويعجبهم ديكارت في كل ما نرويه لهم، ينسون ديكارت في هذا المقام ويزيدون ...
فمرة يزعمون أن معلم رسول الله نصراني رومي وأنه استنسخ القرآن من الكتاب المقدس بعهديه .. ومرة يزعمون أنه تلقى علمه من بحيرا الراهب في الساعات التي رآه فيها، ومرة يزعمون كما هنا أنه استنسخ كتب فارس والمجوس ..!!!!
أتوجه إلى السادة الأجلاء الفقهاء، أن يعتبروا صفحات هؤلاء المضلين، الضالين جبهات لجهادهم، فيبينوا الحقائق بمنهج وعقل وعلم وحكمة وفطنة...
أكثر شيء أعيانا ونحن فتيان صغار، أننا إذا لجأنا للفقيه نستعين به على ما قال لنا مدرس العلوم الطبيعية عن النشوء والارتقاء والتطور ، يجيبنا : قل له قال الله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ..." أو يقول ، قل له هذا أبوك - عن القرد - وليس أبي ..
سفاسف الشبهات هذه التي لا يبالي مؤمن ذاق برد اليقين، تملأ رؤوس الشباب بالترهات والأباطيل ، وتضلهم وتحرفهم والمشهد يحتاج إلى معالجة الحكيم ...
ولنعلم أننا نواجه جيوشا من هؤلاء المضلين الضالين ، وأن وراء هؤلاء أرخبيل من المؤسسات التي تستهدف إيمان المؤمنين وعقيدة الموحدين ..
نضّر الله عالما وقف نفسه على مناضلة هؤلاء، والذب عن دين الله، والدفاع عن عقائد الشباب الأغرار من أبناء المسلمين ... أنظر الثغرة ، وأقول : والجدل حول اللاشيء أغرقنا وفتتنا وأضنانا ....
وأسأل نفسي: هل الشغل على هؤلاء أولى من الشغل على المستبدين الظالمين ؟؟
ولئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها ...وخير لك مما طلعت عليه الشمس ..
وتطهير الثوب مقدم على تطييبه
أيها النوام ويحكم هبوا ..
وسوم: العدد 920