مصادرة أموال الرئيس الشهيد مرسي...انحطاط ووضاعة!
هل هي كمية من الحقد الهائلة والتي يحملها السفاح ضد ضحاياه فيعمد لمزيد من الإنتقام والتشفي، فيصادر أموالهم بل ينهبها، بعدما سرق حرياتهم وسنوات عمرهم وعافيتهم بل وقضى على حياتهم كما فعل مع الرمز الرئيس الشهيد مرسي وغيره؟ أم تراه موقف المأزوم المهزوم، الفاشل الأرعن والعاجز الأحمق والذي يحاول تحقيق نصر زائف بعد الفشل في جميع الخطوات والمشاريع والمواقف؟ أن هي محاولة لإرسال رسائل تهديدة وتحذيرية للشعب المحبط من أن وحشية إنتقامه لا تعرف حدودا في الفجور ولا قاعا في الانحطاط، لعله يؤخر ثورة جوع وكرامة تتبدى ملامحها وتتكشف معالمها في الأفق؟
فقد قضت ما تسمى محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة، بتنفيذ حكم مصادرة جميع الأموال والأملاك التابعة والخاصة بتسعة وثمانين من قيادات الجماعة، من الصفين الأول والثاني، وعلى رأسهم ورثة الرئيس الشهيد محمد مرسي، والمرشد العام محمد بديع، ونائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر. اختيار التوقيت متزامنا مع الذكرى العاشرة لثورة يناير، والتي كان إنتخاب مرسي رئيسا أحد أعظم نتائجها وإنجازاتها، ومع الاحتفاء وتكريم من يرحل عن الدنيا من الطغاة والذي ثار عليهم الشعب مثل مبارك وصفوت الشريف وسجن غالبية النشطاء أو تشريدهم، هي رسالة وعيد وتهديد كان قد نطق بها صراحة السيسي من أن أية محاولة للثورة أو التعبير عن الرأي أو الاحتجاج السلمي فستقمع بوحشية وشراسة ودموية.
النظام الإنقلابي فشل في كل الملفات، وأفقر الشعب المصري محولا الطبقة الوسطى إلى طبقة معدمة تكاد تتضور جوعا رغم المساعدات المالية الضخمة والتي تلقاها. الوضع الإقتصادي السيء سببه جهل الحكام وقلة درايتهم وسفاهتهم والتي جعلتهم يقومون بمشاريع استعراضية بتكلفة هائلة على حساب قوت الشعب والخدمات الأساسية من تعليم وطبابة، وأوضح مثال لذلك مشروع توسعة قناة السويس. أمام السبب الأساسي فهو فساد الطبقة الحاكمة والتي تعتبر الحكم مغنما لنهب ثروات البلاد ولقمة الطعام من أفواه الفقراء، ففي الوقت الذي يموت المرضى في المستشفيات لنقص الأوكسجين يبني السفاح السيسي القصور الفارهة له ولاولاده وزوجته وحاشيته ناهيك عن تكديس المليارات وتحويل المال العام لثروات للطغمة الحاكمة. الحكم الفاسد يصادر الأموال الشخصية للمعتقلين ظلما وفجورا وزورا، ممن شهد الداني والقاصي بأمانتهم ونزاهتهم وطهر أيديهم. فبالرغم من جميع الاتهامات المفبركة والمزورة والمثيرة للسخرية بحق مرسي وإخوانه، إلا أن النظام ورغم فجوره في الخصومة، لم يتجرأ على اتهام واحدا منهم بالفساد المالي أو الإساءة للمال العام.
كان نجاح الرئيس الانقلابي الوحيد في تحقيقه سجلا عالميا في الفشل والإدارة الغبية البلهاء. فتح مع إيطاليا معركة لن تنتهي بتعذيبه وقتله بشكل وحشي الطالب الإيطالي ريجيني ليثبت للعالم وحشيته وإجرامه. فشل في إدارة ملف سد النهضة وبعد موقف ساخر وهزلي وهو (الحانث بقسمه مرات ومرات كقسمه أمام الرئيس الشهيد وقسمه بأنه لن يسعى للرئاسة) اعتمد على قسم الرئيس الأثيوبي بشأن ملف النهضة، وها هو يقف الآن عاجزا كسيرا معدوم الخيارات أمام أثيوبيا وموقفها الحازم المتعالي وغير المبالي بمصر السيسي وقيادتها. أما في الأزمة الخليجية فقد بدت مصر في الأزمة بداية ونهاية قزما يقوم بدور الكومبارس يقاد ولا يقود، يسيّر ولا يسير!! أو لا يكفي تسميتها بالأزمة الخليجية وكأن مصر السيسي من جمهوريات الموز والتي لا ترى في العين السياسية المجردة. فهل أراد السيسي المهزوم المأزوم أن يسجل إنتصارا على ضحاياه وعلى رئيس شهيد رحل من الدنيا فرفع الله ذكره في العالمين فأصبح مرسي في الضمير الشعبي الإسلامي والعربي رمزا يذكرنا بجيل الإسلام الأول صدقا وطهارة وثباتا وإيمانا ويقينا.
قتلوا الرئيس فجعلوه شهيدا، قتلوا أبنه الأصغر وسجنوا أبنه الأكبر وارادوا أن يحرموا زوجته من ميراثه الحلال المبارك ليعرضوها للجوع والحاجة، فعلقت على القرار الظالم المجحف بقولها: "الرئيس مرسي ترك إرثًا لن يستطيعوا أن يأخذوا منه شيئا، ترك لنا اسمًا وسيرة لن يستطيع أحد أن يلمسها، أما ما يسمونه ممتلكات (فاقضِ ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)، لا عليكم الرزّاق هو الله". بكلماتها القليلة سجلت موقفا عظيما وهزت الطغاة وجندهم، وأعادت لنا سير العظماء والتي تحتاج الأمة إلى تذكر سيرهم في زمن التطبيع المهين، والتهافت على الصغائر، وصناعة الهزائم والفشل، وحكام الشهوات والنزوات والسرقات.
رحم الله مرسي ورفع قدره في عليين....وجعل قتلته ومن دعمهم وأيدهم من الصاغرين ومن المعذبين المهانين!!
وسوم: العدد 924