هل كان بالإمكان الأفضل...للجالية الإسلامية في كندا ...!!
كان ثمنا غاليا بوفاة أربعة من أبنائها غدرا ...لتتحول الجالية خلال ساعات قليلة الى الطفل المدلل في بلادها ...يتسابق الجميع في خطب ودها وأصبحت أماكن عبادتها قبلة السياسيين والقادة والإعلام وتعاطف عامة الشعب بشكل غير مسبوق مع مأساتها حتى خرج عشرون الف من اهل المدينة المنكوبة سيرا على الاقدام في مسيرة كبيرة من مكان الحادث الى مسجد المدينة الأكبر استغرقت الساعتين لكل إتجاه شارك بها حتى المعاقون والكبار تكريما لروح الشهداء وذكراهم.
الاهم من كل ذلك ربما ان القنوات الوطنية استمرت ولمدة اسبوع بنقل كل الفعاليات المرتبطة بالحادث الشنيع من تأبين ووقفات تضامنية ومسيرات وجنازة....تنقلها بكل تفاصيلها مما فتح الباب واسعا لوجهاء الجالية للمرة الأولى ربما لمخاطبة الشعب الكندي من المحيط الى المحيط بل الدخول إلى كل بيت فيها والتواصل مع قاطنيه .
نجحت الجالية بامتياز بعدم انجرارها الى خطاب الكراهية ونجحت باقتدار في المطالبة بالمزيد من القوانين الصارمة لحماية أبنائها ونجحت وهو الاهم في إيصال رسالتها الدينية المقدسة الى الملايين من شركائهم بالبلد.
اما ما لم يكن بنفس المستوى من النجاح فكان ماهية الخطاب نفسه فقد استخدم أئمة الجالية خطابا جامدا ربما لا يتوافق تماما مع حقيقة ان حوالى ٩٥ % من الكنديين من غير المسلمين بل ان نصفهم من الملحدين فكانوا كمن يخاطب نفسه دون محاولة تبديد مخاوف الاخرين من دينهم وتوضيح الحقائق المخفية والصور المغلوطة عن المسلمين لدى عامة الكنديين و محاولة ملئ الفراغ الروحي لديهم.....فلم يتكلم أحدهم مثلا عن مساهمات الجالية الكبيرة بالقطاع الطبي و التي تفوق بكثير نسبتهم بالمجتمع بل لم يُشار حتى للأب الشهيد وهو معالج طبي كان يخدم كبار السن الكنديين طيلة فترة الكوفيد الصعبة.
لم يتحدث احدهم بالأرقام ليسمع الجميع مساهمات الجالية بقطاع المقاولات والتي كانت سببا من اسباب ازدهاره في السنوات الماضية... بل ان حتى اللاجئيين الذين كانوا ربما سببا إضافيا في زيادة الاحتقان على الجالية ...حتى هؤلاء ورغم الصعوبات المتوقعة كانوا إضافة كبيرة موثقة في كثير من المجالات... ربما كان خطاب الأستاذة الجامعية المسلمة انغريد ماتسون نموذجا رائعا في ملامسة الجانب الروحي لدى غير المسلمين وإيصال الرسالة الخالدة لهم بلا تكلف وبشكل مفهوم .
تركيز البعض عن توحيد الأديان كان هو الآخر خطأ استراتيجيا ستدفع الجالية ثمنه لاحقا ....فليس من الحكمة الطلب من المتعاطفين ومنهم نساء شبه عاريات وملحدين تردديد سورة الفاتحة المقدسة بصوت عالي و بلغة لا يفهمونها وكأنها نشيد وطني.. فالقرآن له قدسيته وضوابطه في كل الأحوال والاوقات كما أنه ربما سيضطر البعض منا للفعل نفسه مع الاخرين حين يطلب منهم الامر ذاته يوما ما مما قد يقودنا الى الاقتراب الى ما يبحث عنه أعداء الأديان السماوية وتذوبيها في دين واحد مشوه .
الأمر الآخر الذي ربما لم يفهمه بعض متصدري المشهد ان التعاطف الكبير المحمود مع الضحايا كان لكونهم كنديين مغدوريين قبل ان يكونوا مسلمين مضطهدين والتركيز على عكس ذلك ربما يستفز البعض ويعزل الجالية مستقبلا.
كما أن إظهار الجالية وهي التي لايزيد نسبتها عن ٤% من سكان كندا إظهارها بهذه الصورة التنظيمية القوية ومطالبتها بحقوقها المحقة بصوت عالي ومتكرر بشكل مبالغ به قد يؤدي ربما الى زيادة الخوف من سيطرتهم على المجتمع مستقبلا وهذه هي ربما ما ستعمل عليه الاقلية المتخوفة من الاسلام بعد ان ينسى الجميع القصة وتهدى العواطف الجياشة وتبدأ دورة الحياة السياسية من جديد.
ينسى البعض من هول المصيبة ربما او تحت بريق الاضواء ان حياة المسلم وافعاله قياديا كان ام فردا في كل احواله ..كلها لله وحده ومن أجل تقوية رسالة نبيه وان افضل ما يمكن أن تقدمه الجالية لفقداهم الشهداء هو ......إيصال رسالتهم الدينية والأخلاقية بالطريقة الأمثل بأقصى ما يستطيعون.
نعم ربما سيبحث الكثيرون من الكنديين خلال الأسابيع القادمة عن الإسلام وربما سيسلم ان شاء الله بعضهم ولكن ربما سيزداد الحاقدون في عددهم وحقدهم كذلك... بسبب ربما بعض التفاصيل الغائبة عن بعض وجهاء الجالية.
وسوم: العدد 933