الاحد الدامي....الوجه المضئ لكندا رغم المأساة..!!
اختار القاتل الارهابي أسوء ما يمكن أن يفعله مجرم لقتل عائلة مسالمة بهمجية غير مسبوقة ....كانت تلك الليلة ربما ألاصعب على هذه المدينة الوادعة الهادئة لندن اونتاريو بل كانت ربما منعطفا خطيرا في تاريخها الابيض .
رغم وحشية المجرم ورغم النتيجة الكارثية باستشهاد أربعة من هذه العائلة الفاضلة وإصابة الطفل الوحيد الناجي الا ان ما حدث بعد تلك العملية الإرهابية من أحداث متلاحقة أثبتت ربما ان كندا بمنظومتها السياسية ومجتمعها المتماسك تستحق بالفعل ان تكون في مقدمة الدول في المساواة والعدل واحترام مواطنيها بكل طوائفهم واصولهم رغم وجود أقلية يمنية متطرفة إرهابية .
هرع القادة السياسيون بلا إستثناء الى المدينة البعيدة لمواساة الفئة الجريحة... بل حضر رئيس الوزراء وخصومه من المعارضة معا ليستمعوا جميعا الى الم المتالمين وصرخة المجروحين بكل تواضع .....وقف الجميع امام مسجد المدينة المنكوبة لساعات طويلة رغم الحر الشديد يستمعون بأدب جم الى القرآن الكريم وهو يُتلى على أرواح الشهداء...........تنافس الجميع لإدانة المجرم والتعاطف مع الضحايا دون محاولة تسجيل نقاط سياسية أو مناكفات جدلية بل ان التلفزيون الوطني الكندي خصص ساعتين ونصف لنقل التأبين مباشرة وقراءة القرآن ورفع الأذان ليشارك الكنديون بكل مشاربهم واديانهم شركائهم بالوطن المسلمين احزانهم واتراحهم.
اختار اهل المدينة مكان الحادث الأليم ليكون مزارا يعبرون من خلاله عن رفضهم التام لإرهاب المسالمين والاعتداء عليهم واغدقوا عليه بالورود والشموع ليلا نهارا .
الجالية الاسلامية والعربية بكندا وبالمدينة أثبتت بحق انها جزء أصيل مساهم بفاعلية في هذا المجتمع المتنوع دون أن تتنازل عن جذورها الدينية ...رفع قادتهم الصوت عاليا للدفع باتجاه مزيد من القوانين الضامنة لحماية الاقلية المسلمة دون أن يرتكبوا تجاوزا واحدا بالقول او بالفعل بل ان الحادث الإرهابي أثبت أن نضوج الجالية بقيادتها وعامتها أضحى ربما مثالا يحتذى به في أوقات الشدة .
السلطات الكندية بمقاطعة تورنتو الصارمة بتنفيذ القواعد الخاصة بالكوفيد أصدرت إستثناءا لساعات قليلة لأبناء الجالية واهل المدينة لتأبين الشهداء فتجمع عشرة ألاف منهم او يزيد بدلا عن الحد الأقصى للتجمع والذي لايزيد عن عشرة أشخاص!!في بادرة تؤكد أن القوانين الصارمة في بلد القانون تنكسر أمام قيمة الإنسان في حياته وبعدها.
محافظ المدينة هو الاخر أمر بتنكيس الإعلام لثلاثة أيام حزنا على فقدان العائلة المغدورة ذات الأصول الباكستانية .
لا احد يستطيع إعادة الحياة الى من إنتهى أجلهم ......ولكن الفارق ما زال هائلا بين دول تعتبر خسارة النفس غدرا حدثا يستحق زلزالا سياسيا وتكريما شعبيا ورسميا مهما كان أصل المغدور او دينه وبين دول مازال حكامها يقصفون شعبها بالبراميل المتفجرة وأخرى مازالت تتعامل مع انسانها حسب أصله او مذهبه.
لا شك أن الحادث الأليم كان بمثابة جرس إنذار للجالية بأن هناك من يريد بهم الشر كله ولا شك كذلك ان الخيار الأمثل للتعامل مع هؤلاء المتطرفين الشاذين هو عزلهم عن الأغلبية الساحقة من المجتمع المتسامحة دون تعميم تطرفهم وارهابهم على من يشاركنا الكثير من المبادئ النبيلة والقيم الأخلاقية
الحكمة تقتضي ربما شكر وتقدير كل أركان المنظومة السياسية التي التي سارعت إلى تضميد جراحنا مع تقديم المقترحات الكفيلة لردع الإرهابيين اليمنيين بصوت عالي وموحد .
وسوم: العدد 933