تجنيس الإمارات للإسرائيليين بداية نكبة جزيرة العرب
نقل موقع إماراتي عن مصادر محلية سماها موثوقة أن حوالي 5 آلاف إسرائيلي حصلوا على الجنسية الإماراتية في الأشهر الثلاثة الماضية مستفيدين من تعديل قوانين منح الجنسية في البلاد الذي قالت صحيفة " هآرتس " عنه في فبراير الماضي إنه استهدف الإسرائيليين تخصيصا لتسهيل حصولهم على الجنسية الإماراتية تناغما مع التطبيع المتسارع في العلاقات الدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والسياحة والثقافة والإعلام . والمتوقع أن يسارع إسرائيليون كثيرون للحصول على الجنسية الإماراتية بتخطيط مدروس منظم من إسرائيل الأمر الذي سيجعلهم في سنوات قريبة قليلة مكونا أساسيا في التركيبة السكانية للبلاد ، ومختلفين عن كل المكونات الأخرى في هذه التركيبة من المتجنسين الآخرين لخضوعهم ، الإسرائيليين ، لتوجيه من إسرائيل ليكونوا طليعة متقدمة للانتشار في جزيرة العرب مستفيدين من الجنسية الإماراتية التي تكفل لهم حرية التنقل والتملك في دول مجلس التعاون الخليجي أسوة بمواطني هذا المجلس . وربما تدفع إسرائيل وأميركا دولا خليجية أخرى لتسهيل حصول الإسرائيليين على جنسيتها . ولن توقف أي معارضة محلية هذا التجنيس الخطير ، فأنظمة الخليج لا تسمح بأي معارضة لما تتخذه الجهات الرسمية من قرارات مهما كانت كارثيتها على البلاد . وعارضت وسائل إعلام إماراتية ونشطاء ومعارضون إماراتيون مثل حمد الشامسي تعديل قانون الجنسية ، ولم تأبه بهم الدولة .وحذر المفكر الكويتي عبد الله النفيسي الدول الخليجية من منح جنسيتها للإسرائيليين . بعض الآراء والتحليلات تذهب إلى أن القرارات السعودية الصارمة الأخيرة ضد الإمارات من أسبابها انزعاج النظام السعودي من تسارع التطبيع الإماراتي مع إسرائيل ، ومنه التجنيس ، ونحن لا نذهب هذا المذهب لكون النظام السعودي يطبع عميقا مع إسرائيل من تحت الرادار ، ولو كان جادا صادقا في معارضة التطبيع او معارضة توسعه لما توغلت فيه الإمارات إلى هذه الدرجة المتمادية . تجنيس الإمارات للإسرائيليين بداية نكبة لا للإمارات وحدها وإنما لكل جزيرة العرب . في الإمارات ، سيتولون المناصب العليا الحساسة ، ومنها الأجهزة الأمنية .واليهود خبراء في تفتيت المجتمعات من الداخل ، وسيشترون الأراضي وينشئون فيها تجمعات يهودية صرفة شبيهة بالمستوطنات ، ودائما يعتمدون على التراكم بفعل الزمن لترسيخ ما يريدون من حقائق . في فلسطين عملوا بشعار " دونم وعنزة ، وتقدم ! " ونتخوف إذا لم يجرِ تدارك هذه البداية أن تكون نكبة الجزيرة أسرع وأكبر من نكبة فلسطين لتباين الملابسات المكتنفة للنكبتين . شعب فلسطين قاوم وما فتىء يقاوم المشروع الصهيوني ، وأقوى أسلحته في مقاومته الآن هو تفوقه العددي على مستوطني هذا المشروع . وصراعه الطويل معه شحذ وعيه ،ورسخ فيه أن هذا الصراع صراع وجود ، حياة أو موت . الحال مغايرة في جزيرة العرب . الوعي الشعبي محدود وأحيانا شبه معدوم بخطورة هذا المشروع . والأنظمة في جملتها ترى مصيرها موصولا بمصير إسرائيل ، وغير واعية أن الإسرائيليين يتخذونها جسرا لأهدافهم الكبرى في الهيمنة الاستراتيجية المستقبلية في المنطقة . ووقع بعض الفلسطينيين في بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين في آخر القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين في وهم حسن نية هؤلاء المهاجرين، فأحسنوا إليهم ألوانا من الإحسان الإنساني ، فماذا كان الثواب ؟! ما نراه ونعيشه . ويقدم المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه المعارض للصهيونية في كتابه " الفلسطينيون المنسيون : تاريخ فلسطينيي 1948" صورة مركزة لإحسان الفلسطينيين ونكران المهاجرين وجحودهم ولؤم نواياهم . نقرأ ما كتب : " وفر السكان المحليون الفلسطينيون لأولئك القادمين الجدد بعض وسائل الراحة من مبيت وطعام ، ولم يكتفوا بذلك ، بل قدموا لهم أيضا النصائح في مسائل الزراعة والحراثة ، وكانت معرفة أهل صهيون بهذا الموضوع ضئيلة إن لم تكن معدومة ؛لأنهم منعوا قرونا عديدة من أن يكونوا مزارعين أو أصحاب أرض في مواطنهم الأولى . لم يقابل المستوطنون تلك المعاملة الكريمة بالمثل ، ففي المساء ، أي وقت انصرافهم لكتابة مدوناتهم الأولى في دفاتر يومياتهم على ضوء الشموع ؛ أشاروا إلى المواطنين الفلسطينيين كغرباء يجولون في الأرض التي هي ملك للشعب اليهودي ، وطلع بعضهم بفكرة فحواها أن الأرض كانت خالية ، وزعموا أن السكان الذين وجدوهم هناك ليسوا سوى غزاة أجانب . " .وفي الوقت الذي تجنس فيه الإمارات الإسرائيليين لا يزال قانون منع لم الشمل الإسرائيلي بين الأزواج الفلسطينيين في الضفة وغزة وأراضي 1948 ساري المفعول منذ سنه في الانتفاضة الثانية . ليت أهلنا في جزيرة العرب يصحون قبل فوت الأوان حتى لا تهوي عليهم نكبة يستبعدونها الآن ، ويحسبونها مغالاة متشائمة ، والعاقل الحصيف من يتعظ بغيره . سيفاجئهم اليهود بحجج في حقوق تاريخية لهم في جزيرة العرب لا ترد لهم ، لأهلنا عرب الجزيرة ، في بال ، وستكون أكبر من حججهم في فلسطين .
وسوم: العدد 937