لقد حان الوقت ليحكم الجزائر خيارها وقد دمّرها شرارها
إعلان النظام الجزائري يوم أمس قطع العلاقة الدبلوماسية مع المغرب كان منتظرا لأنه سبقته مؤشرات تمثلت في تجاهله مد جلالة الملك يد الأخوة في خطاب العرش مع دعوته إلى فتح الحدود والتعاون الأخوي بين البلدين من أجل نهضة مشتركة ، كما تمثلت في رفض المساعدة المغربية المقترحة للسيطرة على الحرائق ، وفي عدم الرد على رسالة التعزية في ضحاياها .
ولقد كان النظام الجزائري في منتهى اللؤم والخسة كما عودنا خلال عقود، لأنه نظام عصابة كما يصفه الشعب الجزائري نفسه الذي لم يقبل من هذه العصابة مواقفها المتهورة وسلوكها الطائش مع المغرب .
ولقد نقلت للعالم وسائل التواصل الاجتماعي موقف الشعب الجزائري من دعوة المغرب على لسان عاهله فتح الحدود حيث ضجت حناجره بالدعوة إلى فتح الحدود واصفا من رفضوا هذه الدعوة بأنهم لصوص أو " شفارة " . ولن نتحدث عن عشرات الفيديوهات لمواطنين جزائريين شرفاء نددوا بمواقف العصابة المستبدة بالحكم والفاسدة والمفسدة .
إن هذه العصابة المرتزقة بثورة وجهاد الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم لعقود والمتاجرة بدماء الشهداء لمّا حصحص الحق، وسقط في أيدي عناصرها الأشرار، لم تجد للخروج من ورطتها وقد أعيتها محاولاتها اليائسة لإجهاض حراك الشعب الجزائري الذي استمر مدة طويلة ولا زال ، والمطالب بتغيير النظام المستبد والمتسلط سوى النفخ في نار العداء للمغرب كما تعودت كلما ساءت أحوال الجزائر بسبب سياستها الفاشلة على جميع الأصعدة .
ولقد بات من الواضح أن الاستجابة لدعوة فتح الحدود التي بادر بها العاهل المغربي أمر في غاية الخطورة بالنسبة للعصابة المتسلطة على الشعب الجزائري ، ذلك أن أول ما سيعاينه عند فتح الحدود هو الفرق بين وضع بلاده ووضع المغرب ، وهو ما سيجعل العصابة في حرج و ورطة كبيرة لا مخرج لها منها والحالة أن حراك الشعب لم يفتر ولم يتوقف لحد الآن ، لهذا لجأت إلى أسلوب تخفي النعام كما يقال ، ولم تجد بدا من قطع العلاقة مع المغرب .
ومن المعلوم أن الأنظمة الفاشلة في العالم تغطي دائما على فشلها بصرف أنظار الداخل إلى خارج ، وتختلق لها أعداء تزعم أنهم يتربصون بها، ويكيدون لها كيدا ،وهي إنما تروم امتصاص غضب شعوبها الرافضة لها .
ومن المثير للسخرية أن العصابة المتسلطة على رقاب الشعب الجزائري لعقود وهي عصابة من شيب أهلكتهم العلل ومزبلة التاريخ أولى بهم أن تستخف بعقول أبنائه، فتغطي على عجزها في مكافحة الحرائق التي شبت في غاباتها ، وهي حرائق سببها صيف حار ، ولم تقتصر على الجزائر وحدها بل شبت في شتى دول العالم بما فيها الدول الأوروبية التي لم تتهم واحدة منها جاراتها بإضرامها أو الوقوف وراءها كما فعلت العصابة في الجزائر، وهي ذريعة واهية ومكشوفة ذلك أنها عوض أن تقتني الوسائل التي تكافح بها النيران كما فعل المغرب منذ مدة طويلة ، وكما تفعل كل الدول التي تحافظ على ثرواتها الغابوية سرقت أموال الشعب الجزائري، وهربته إلى بنوك أوروبا، وهي أول شاهد على ذلك لأنها عصابة لئام تعودت أن يلعن بعضها بعضا، ويتهم بعضها بعضا وهم يتناوبون على حكم الجزائر حكم تسلط واستبداد .
ولقد كان الأولى بالعصابة المتبجحة بالتسلح واقتناء الغواصات والطائرات الحربية المقاتلة وتخزينها أن تقتني طائرات إخماد الحرائق التي استجدت الدول الأوروبية من أجل اكترائها لكنها لم تكثر باستجدائها في الوقت الذي جعل المغرب طائراته رهن إشارتها ،ولم تقبل منه ذلك عنادا ومكابرة لأنها كانت تخطط للحيلولة دون فتح الحدود وهو ما سيكشف سوءتها أمام الشعب الجزائري ، لذلك فضلت التضحية بمن أحرقتهم النيران من مدنيين وعسكريين على قبول المساعدة المغربية التي كانت رهن إشارتها ، وفي متناول يدها ، وردت على الكرم باللؤم بل تمادت في لؤمها حين نسبت الحرائق للمغرب كذبا وافتراء عليه .
ولا شك أن هذه العصابة المتهورة قد أخطأت الحساب حين اختارت أسلوب التصعيد مع المغرب العصي عليها وعلى غيرها منذ آلاف السنين كما يشهد له بذلك التاريخ. أما قرارها بقطع العلاقات فهو قرار سخيف كما أنها قد ضيقت الخناق على نفسها ، وصبت بذلك الزيت على نار الحراك الذي لن يهدأ أبدا حتى يحكم الجزائر خيارها وقد حان الوقت وآن الأوان لذلك ، لأن ضغطها على الشعب الجزائري ومنعه من تحقيق إرادته في ديمقراطية حقيقية لن يولد سوى الانفجار .
وأخيرا نقول للشعب الجزائري الشقيق، وهو شعب كريم وعلى درجة عالية من الوعي، احذر العصابة وإياك أن تنصت إلى أسطوانتها البالية التي تروم من ورائها التمادي في الكذب عليك من خلال تسويق وهم المؤامرة ، ودغدغة مشاعرك لصرفك عن حراكك المبارك ،وثنيك عن تشبثك برحيلها من خلال العزف على وتر الخلاف مع المغرب ، وهو خلاف اختلقته لاستهداف وحدة ترابه ولتبرير نهب خيراتك، وصرفها على عصابة إجرامية تحتجز مغاربة أبرياء فوق أرضك في تندوف متخذة منهم دروعا بشرية تستغلها للاستمرار في اتلاف مقدرات بلادك وخيراتها . فكن يا شعب الجزائر بطلا كما كنت إبان الاحتلال الفرنسي البغيض، واكسر قيد العصابة المستبدة بك كما كسرت بالأمس نير الاحتلال، وما ذلك عليك ولا عزيز ، وقد قدمت من الشهداء في العشرية الدموية عدد ما قدمت منهم إبان الاحتلال الفرنسي الغاشم أو يزيد ، وأنت تعلم جيدا من فتك بشهداء العشرية .
وللعصابة اللئيمة التي قررت قطع العلاقة مع المغرب نقول ما يقال لكل ذي قرار متهور وطائش : إن شأنك كشأن رجل أراد أن يغضب زوجه فأخصى نفسه.
وسوم: العدد 943