فشكرته معتذرا بألا حاجة بي إلى هذه الشهرة الزائدة!
ألا ما أَدْأَبَ هذه الحركةَ التي لم يوقفها اختلافُ الأعوام!
ولو كانت كما قدر لم يكن ينبغي أن ترتدّ به إليهم وفيها رقم حسابي وأطراف اسمي!
لقد كنت وما زلت آبَى إجابة دعوات المنابر الإعلامية المرموقة إذا وجدتها مجانية، من حيث لم تؤت من فقر، ثم من حيث قد تعارف أهل المجال على اعتبار مقدار المكافأة في تقدير المدعويين! فالآن أشهد أنها على خِفَّتها كانت أصدق كثيرا من دعوات جامعات عربية ثقيلة، تتعهد ثم تخلف، ولعل عَكس إِبائي بينهما كان أولى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
دعاني أخي الكريم الفاضل الدكتور جاسم علي جاسم الأستاذ بالجامعة الإسلامية من المدينة المنورة، عام 1430=2009، إلى تحكيم أحد أبحاث مجلة جامعته، دون أن يقدّر لي مكافأة التحكيم؛ فسرتني دعوته كثيرا، وسألته تقدير هذه المكافأة؛ فقال: ألا يكفيك أن يُثبَت اسمك في قائمة المحكمين!
ثم دعاني الأستاذ الدكتور عبد الله غلوم رئيس تحرير مجلة العلوم الإنسانية بجامعة البحرين، عام 1437=2016، إلى تحكيم بحث "الدلالة المنطقية وأثرها في كتاب سيبويه"، ثم عام 1439=2018، إلى تحكيم بحث "المصطلح النحوي بين سيبويه وابن هشام"، ذاكرا في دعوته أن مكافأة تحكيم البحث الواحد مئة دولار؛ فعجلت شيئا ثم شيئا، إلى إجابة دعوتَيْه شاكرا، ثم لم أَحْلَ منهما بطائل! نعم، وكلما سألته هو وغيره قالوا: هذه مخصصات وزارية، لا نعرف عن حركتها شيئا!
ودعاني الأستاذ الدكتور عزمي محافظة رئيس الجامعة الأردنية عام 1438=2017، إلى تحكيم ملف ترقية إحدى أستاذات مركز تعليم اللغات المساعدات -وكان عشرة أبحاث، أحدها بالإنجليزية- ذاكرا في دعوته أن مكافأة التحكيم ثلاثمئة وخمسون دولارا، واستعجلتني في عطلتي النصفية الموظفةُ المسؤولة الأستاذة أريج رستم؛ فعجلت إلى إجابة الدعوة والاستعجال شاكرا، ثم لم أَحْلَ بطائل! نعم، وكلما سألتها قالت: أرسلناها! حتى لقد قدر بعض موظفي البنك الأهلي المصري، أن تكون الحوالة كانت باسم شهرتي الموجز لا اسمي الحكومي الكامل!
ودعاني الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة رئيس الجامعة الأردنية نفسها عام 1442=2021، إلى تحكيم ملف ترقية أستاذة أخرى من أستاذات مركز تعليم اللغات المساعدات -وكان ثمانية أبحاث- ذاكرا في دعوته كذلك مكافأة التحكيم ذات الثلاثمئة والخمسين دولارا، واستعجلني في إبان اختباراتي الجامعية النهائية الموظفُ المسؤول الأستاذ إبراهيم ذياب؛ فعجلت إلى إجابة الدعوة والاستعجال شاكرا، ثم لم أَحْلَ بطائل! نعم، وكلما سألته قال: أرسلناها -إجابة نموذجية!- وكنت أتوجَّس له من أن يتكرر ما أصابني؛ فلا أخرج منه بشيء، حتى لقد صوَّرت له حركة حسابي في ستة الأشهر التالية على رغم سِرّيتها، خاليةً من مزاعمه، وعرضتُ عليه أن أصور له خلوها أيضا من مزاعم سلفه الأستاذة أريج رستم، ليساعدني على استرداد المكافاة السابقة، فلم يعبأ!