ما الذي أخرس ألسنة منتقدي الحكومة السابقة والحكومة الحالية ماضية في إقرار الساعة الزائدة

ما الذي أخرس ألسنة منتقدي الحكومة السابقة والحكومة الحالية ماضية في إقرار الساعة الزائدة وأسعار المواد كل يوم صاعدة ؟؟؟

عجبا لأصوات كانت تصبح وتمسي على انتقاد أداء الحكومة السابقة ،وتحديدا رئيسها وحزبه وإلا فقد كان من العدل والموضوعية أن يشمل  الانتقاد أيضا من يتربع اليوم على رأس الحكومة الحالية هو وحزبه  وقد كان وزيرا في الحكومة السابقة ،علما بأنه لو كان إجراء المساءلة والمحاسبة إجراء  ساري المفعول في بلادنا  بعد إنهاء كل حكومة مدة تدبيرها لشؤوننا ، لكان ضمن من يساءلون ويحاسبون على كل المآخذ التي سجلت على كل من استوزر ، ولم يسجل شيء منها عليه ، وصدق الشاعر المتنبي إذ يقول:

فها هي الساعة الزائدة التي عانى الشعب منها عنتا كبيرا لا زالت كما كانت ، وكان من المنتظر أن تكون العودة سريعة  إلى التوقيت العالمي الذي هو توقيت بلادنا بحكم موقعها الجغرافي بعد رحيل الحكومة المتهمة بالتلكؤ في الاستجابة لهذا المطلب الشعبي إن لم نقل هذا الحق المشروع ، مع حلول الحكومة الحالية محلها وقد رفع من يرأسها  شعارات معسولة ومدغدغة للمشاعر خلال حملته الانتخابية . وأدهى من استمرار العمل بالتوقيت الممقوت هو تسارع وتيرة ارتفاع الأسعار يوما بعد يوم مع سكوت الحكومة الحالية على ذلك سكوتا لا يحسن بل هو مستقبح معيب يعبر عن عمد سبق إصرار منها .

وإذا ما استمر أمر تدبير الحكومة الحالية على ما كان عليه عند سابقتها ، فإن قول من قالوا بأن هذه الأخير لم تكن حكومة تدبير بل كانت حكومة تصريف أعمال يصير أمرا راجحا أيضا بالنسبة للحكومة الحالية التي هي اليوم أمام محك لإثبات أنها عكس سابقتها مدبرة أعمال لا مصرّفتها وإلا صدق على من صوتوا عليها المثل الشعري السائر والقائل :

ولا ندري ما الذي سينطق به بعد صمتهم من كانوا لا تفوتهم فرصة سانحة ولا يدخرون جهدا  في انتقاد  الحكومة السابقة في قراراتها الجالبة للعنت والمشقة   والوضع على ما كان عليه بل زادت وتيرة تدهوره ، وأسعار الوقود في ارتفاع مستمر ، وإلى ارتفاعها يعزى الارتفاع  الفاحش للمواد بما فيها الأساسية ، علما بأن هناك أخبارا لا زال الرأي العام يتعامل معها على أنها شائعات إلى أن يثبت صدقها مفادها أن مواد أساسية أخرى سائرة  أسعارها  هي الأخرى مستقبلا   إلى الزيادة والأجور جامدة ، والبطالة متفاقمة ، والأمطار غائبة ، والجائحة لا زالت جاثمة .

وليس أمام الذين هم اليوم صامتون وقد كانوا بالأمس ينتقدون الحكومة السابقة ، وهي غير مبرأة من ذلك سوى أحد أمرين : إما مواصلة انتقادهم للحكومة الحالية بنفس الوتيرة ،فإن سكتوا، ولم يستطيعوا ذلك لأمر ما  هم أعلم به من غيرهم ، فعليهم أن يعتذروا للحكومة السابقة، وأن يستغفروا الله عز وجل على ازدواجية مكيالهم ، وفقدان مصداقيتهم.

وسوم: العدد 952