الهجوم على قاعدة التنف الأمريكية 20/10/2021
اهتم المحللون الأمريكيون ومراكز الدراسات الأمريكية بالهجوم على قاعدة التنف الأمريكية، على المثلث الحدودي السوري - العراقي الأردني ...وهي على ما يقول المطلعون، أهم نقاط الارتكاز الأمريكية في المنطقة...
لا أدري لماذا لم نهتم به نحن السوريين بالحدث، وهو يحمل أبعادا ودلالات، وهو مؤشر أكيد، على ارتفاع وتيرة "التشاكس" بين الحلفاء الثلاثة في المنطقة: الأمريكي سيد المخدع، والمحظيتان الصهيونية والصفوية.
وأرى هذه الحقيقة كما ترون ضوء الشمس في رائعة الضحا. عملية "تشاكس" كما يختلف اللصوص على قسمة الغنيمة، وليس صراعا لا على مستوى المشروع، ولا على مستوى الغد .. على أرض العراق أو سورية أو اليمن.، حيث راقبنا الموقف الأمريكي نجده للتابع الصفوي أقرب. حتى في اليمن الأمريكيون أقرب للحوثيين منهم للسعوديين الذين يعتبرون أنفسهم الحلفاء التاريخيين منذ أيام الملك عبد العزيز.
وهذه حقيقة علمها من علم، وجهلها من جهل. والحديث عن المقاومة والممانعة هو أقرب إلى الحديث عن المساومة .
وما زال العرب السنة، هم الفئة التي جاء بريمر إلى العراق ليفتتها، ويهجرها، ويطفئ جمرتها. وبعضكم يتشكك، وكان لنا كبار منذ أربعين سنة عندما كانوا يحدثوننا عن الخميني كنا نشك. حتى وقع الفاس في الراس ونحن ننظر ..!! كما ينظر إلينا اليوم الكثيرون، وكتبت من قريب، لسنا طائفيين ولا الطائفيون يخدعوننا...
وأعود إلى واقعة القصف على التنف، لأسرد في هذا السياق بعض المعلومات من مصادر "الضحايا" الأمريكيين . الضحايا بمعنى المقصوفين وليس المقتولين ..وإليكم
وقع القصف في 20/ 10/ 2021 أي قبل أسبوع ..
اشترك فيه خمس طائرات بدون طيار، وصواريخ، وذخائر متعددة هذه "تعابير أمريكية"
الهجوم كان ضخما، وخلف تدميرا كبيرا ، إلا أنه كان محسوبا ناعما بحيث لم تقع ضحايا بشرية. توصيف أمريكي أيضا. ولا يد لي فيه. هو ضرب الحبيب لما يكون زبيب أيوه كدة. تذكروا عندما أراد الإيرانيون - بزعمهم - أن ينتقموا لمقتل عدو الله والإنسانية قاسم سليماني، كيف حدد لهم الأمريكيون: أين يضربون، ومتى يضربون، وكيف يضربون. واشترطوا أن لا تقع ضحايا بشرية، وهكذا كان في حكايات " كان يا ما كان"
االإعلام الميليشياوي العراقي تحدث عن العملية مهددا قبل أن تقع، وهي الطريقة التقليدية المتقنة لإرسال الرسائل..ثم تبناها بعد وقوعها بساعات قليلة - مصادر أمريكية ثم تحمل مسئولية العملية ميليشيا تسمي نفسها " غرفة عمليات حلفاء سورية" حلفاء سورية مرة واحدة ، يعني بعض، وهذه التسمية تطلق على بعض الطائفيين القذرين العابرين للحدود، الذين ينطبق عليهم، وصف "المقاتلين الأجانب" الذين صدر بحقهم قرار عن مجلس الأمن الدولي في 24/ 9/ 2014. وصفهم وأعلن الحرب عليهم.
الميليشيات التي قصفت قااعدة "التنف" لا يصنفها الأمريكيون إرهابيه فهم حلفاء استراتيجيون ...
يعبرون عن أسفهم لاضطرارهم لهذا السلوك كرد على القصف " الإسرائيلي" التنحنح هنا جائز.
وأنهم إنما جاؤوا إلى سورية لمحاربة الإرهابيين ومحاربة "تنظيم الدولة" و"المشروع التكفيري" أرأيتم أهداف الأمريكيين والروس والصهاينة نفسها. وهم يقولون للأمريكيين وللصهاينة : ليش كدة يا حبايب، وعدونا وعدوكم واحد ...
المحللون الأمريكيون بمن فيهم معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى يطلبون من الرئيس الأمريكي ردا واضحا، على الرسالة الإيرانية، ويوضحون هذه الأدوات الصغيرة لا تفعل إلا بأمر إيران، وليس بإذنها فقط وخطورة الصمت عن الفعل ودلالتها ...!!
يبدو الرئيس الأمريكي يضحك في عبه ولم يخرج منذ سبعة أيام من "سرداب الضحك"
وأصبح التسردب في هذا الزمان ركيزة من ركائز السياسة العالمية...حتى المعارضة السورية أتقنته، وكثر في صفوفها المتسردبون...ويا صاحب الزمان أدركهم ...
وسوم: العدد 952